دورات تدريبية ودروس دينية بالتنسيق مع المجلس القومى للمرأة «الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت شعبا طيب الأعراق» فماذا لو كانت الأم تفتقد صفة من الصفات الحميدة، هل تكون قادرة علي أن تعطيها لابنها أو ابنتها؟ أليست هي المسئولة عن تربية أبنائها على القيم والفضائل وحمايتهم من الوقوع فريسة لجماعات العنف؟ وإذا كانت الأسرة هي حائط الصد الأول في حماية المجتمع من الفكر التكفيري فكيف يمكن النهوض بدور المرأة في الحد من هذه الظاهرة واضطلاعها بمسئوليتها تجاه التكوين الفكري والنفسي والاجتماعي للأبناء والعمل على دمجهم في المجتمع؟ إيمانا بدور المرأة في مكافحة الإرهاب، بادرت وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالاستجابة الفعالة لدعوة رئيس الجمهورية لمواجهة التطرف وتجديد الخطاب الديني، وذلك بتفعيل أدوار مكاتب الإرشاد الأسري وتوسيع مفهومه ليشمل الإرشاد الديني بالمساجد الكبرى، وتعزيز دور المرأة في المنظومة الأسرية، وتسليحها بالعلم والثقافة وصحيح الدين لإعداد أجيال مستنيرة تنبذ التطرف وتتخذ الوسطية والعلم والحوار منهاجا للحياة. وبعدما استردت الأوقاف المساجد من أيدي الجماعات الإسلامية، ووحدت الخطبة فيها بديلا عن الخطاب الإنفعالى والحماسي والمتناقض، وقصرت الخطابة على المتخصصين والمؤهلين من علماء الأزهر والأوقاف، ودعمتهم بالدورات التأهيلية والكتب الدينية، ها هي تقتحم مجال الدعوة النسوية بالتنسيق ما بين الأوقاف والمجلس القومي للمرأة، مستهدفة تدريب وتأهيل وتعيين 2000 واعظة من الأزهريات. وقررت الوزارة، قصر الدعوة فى «مصليات السيدات» بالمساجد الكبرى على الواعظات والداعيات الجديدات، وعدم السماح لأى فكر متشدد أو متطرف أو لأى منتمٍ أو تابع للجماعات والتنظيمات سواء إخوانية أو سلفية، بالسيطرة على مصليات السيدات، أو بممارسة أى أنشطة دعوية داخل المساجد، وذلك في إطار خطة الوزارة لسد الثغرات التي تسعى بعض الجماعات المتطرفة والمتشددة من خلالها إلى اختراق العمل الدعوى النسائي أو التسلل إلى مصليات السيدات. التقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعدد من الواعظات، مشيدا بالمستوى العلمي والخلقي لهن، داعيا إلي تكثيف العمل الدعوي خاصة في العطلة الصيفية، استغلالا لوقت الفراغ لدى الأبناء والأمهات خلال هذه الفترة، على أن تكون أغلب الدروس قائمة على ترسيخ القيم الأخلاقية وبثها بين السيدات والفتيات. كما أنشأت الوزارة قاعدة بيانات للواعظات تتضمن اسم المسجد، والأيام التي تؤدى فيها دروس الوعظ، مع مراعاة التوزيع الجغرافي حسب محل إقامتهن. وطالبت الوزارة الواعظات بمراعاة حسن المظهر والمخبر معا للخطباء والواعظات. كما قررت الوزارة عقد دورات علمية مفتوحة للواعظات بمسجد النور بالعباسية، وتنظيم معسكر علمي وثقافي بالإسكندرية في الفترة من 19 - 23 أغسطس القادم، وذلك للعمل على توسعة الأفق العلمي والفكري والثقافي، وإثراء جانب التعامل المجتمعي في شتى مناحي الحياة لتقديم الإسلام في أفضل وأرقى صوره. 4 ممنوعات وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أهمية دور الداعيات فى نشر الفكر الوسطى، وجذب أكبر عدد من السيدات والفتيات إلى المساجد، لنشر التسامح والسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ودحض الفكر المتطرف. وأوضح الوزير أن المستهدف تأهيل 2000 واعظة هذا العام وتدريبهن التدريب اللائق، بما يتناسب مع الثقافة الدينية والاجتماعية، فى ضوء القضايا الملحة التى تشغل بال السيدات. وأشار إلى ان هناك 4 ممنوعات على الواعظات ضرورة تجنبها، وتتمثل فى جمع التبرعات، وإعطاء الدروس بالمنازل، أو استبدالها والاعتذار عنها دون علم الوزارة، أو السماح لمتطرفة بإلقاء الدروس. كما أنه من غير المسموح إنابة أو اصطحاب داعية من خارج الأوقاف لإلقاء الخطب والدروس أو الاعتذار عن عدم إلقاء درس أو خطبة، إلا بعد الرجوع للأوقاف، وكذلك من غير المسموح الدعوة إلى جمع أى تبرعات تحت أى مسمى، موضحا أن ذلك يعد مخالفة قانونية، ومن يرد التبرع عليه الذهاب إلى مجلس إدارة المسجد، فهو الذى يتولى جمع التبرعات، وذلك لأن الجماعات الإرهابية كانت تستغل المساجد والتبرعات من قبل لتمويل العمليات الإرهابية، وبعض الجمعيات حولت التبرعات لتذهب فى غير موضعها، وقال إن بعض المساجد التي كانت تتبع الجمعيات كانت تُخصص الخطبة الثانية من الجمعة للحث على جمع التبرعات فى مظهر أقرب إلى التسول. ترسيخ القيم وحول خطة وزارة الأوقاف لدعم دور الواعظات وتأهيلهن، يقول الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إن الوزارة لديها 46 واعظة معينة و144 واعظة متطوعة، ونستهدف أن يصل العدد إلى 2000 واعظة، بواقع واعظة في كل مسجد جامع، وتم فتح الباب أمام الأزهريات للعمل كواعظات، وذلك بعد اجتياز الدورات التي تحددها الوزارة. كما صدرت توجيهات للواعظات بتكثيف العمل الدعوي خاصة في العطلة الصيفية، استغلالا لوقت الفراغ لدى الفتيات والأمهات خلال هذه الفترة، على أن تكون أغلب الدروس قائمة على ترسيخ القيم الأخلاقية وبثها بين السيدات والفتيات، مع اختيار مواقف مؤثرة من سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك لأننا ندرك الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في مجال الدعوة، وأهمية تثقيف السيدات والرد علي كل ما يخص أمور المرأة المسلمة. خطة دعوية شاملة وفي سياق متصل أكد الشيخ عاصم قبيصى، مدير عام المساجد الأهلية بالأوقاف، أن عمل الواعظات المعينات بالمساجد يبدأ من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، ويقمن بأداء دروس دينية ثابتة في المساجد، وذلك في المساجد الجامعة في المديريات الإقليمية بالمحافظات. وأضاف: أن عدد الواعظات المتطوعات 144 واعظة، ويقمن بأداء الدروس الدينية في المساجد أيام السبت والاثنين والخميس، من الساعة العاشرة صباحا، وهناك خطة دعوية لعمل الواعظات، من خلال المشاركة في خطة المسجد الجامع، وكذلك من خلال الندوات والدورات التي تعقدها الوزارة، ومهمة الواعظات القيام بتثقيف المرأة في المساجد، وعقد الدروس التي تركز علي القيم والأخلاق والمواطنة، وبيان دور المرأة داخل الأسرة والمجتمع، ونشر الثقافة الإسلامية الوسطية، وبيان الحقوق والواجبات، والرد علي الأسئلة الخاصة بالمرأة المسلمة. وأوضح أن عمل الواعظات هو عمل تطوعي دون أجر وحسبة لله تعالي، وهناك تأثير ايجابي كبير للواعظات بالأوقاف، وتمثل ذلك في النشاط الدعوي في المساجد الجامعة وغيرها، وهناك تعاون بين الأوقاف والمجلس القومي للمرأة، وواعظات الأوقاف شاركن في بعض الدورات والندوات التي عقدها المجلس القومي للمرأة، وحاليا هناك 20 واعظة من الأوقاف بمحافظة المنيا يشاركن في حملة طرق الأبواب التي ينظمها المجلس القومي للمرأة، وسوف تشارك 50 واعظة في معسكر أبو بكر الصديق بمحافظة الإسكندرية، وكل ذلك دليل علي اهتمام الوزارة بعمل الواعظات، وذلك نظرا لدور الواعظات في الدعوة النسائية. تجربة ناجحة الواعظات يؤكدن أن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، كان عدم إقصاء المرأة، فالنساء كن يخرجن معه فى الغزوات لمداواة الجرحى، وكانت السيدة عائشة أولى الواعظات لنساء المسلمين، حيث كانت تجيب عن جميع أسئلتهن، وأن وجود الواعظات فى المساجد قد يزيل كثيراً من الحرج عن النساء والرجال، كما أن خطاب المرأة للمرأة سيكون الأكثر إقناعا. وتقول الدكتورة وفاء عبدالسلام، إحدى الواعظات بالأوقاف، إن المرأة هى خط الدفاع الأول فى هذا الوطن، لأنها التى تقوم بتربية الأجيال وتنشئتها. وأضافت أن لقاء وزير الأوقاف مع الواعظات أوضح لهن الدور المنوط بهن بشكل أكبر وأنار لهن طريق الدعوة، وطالبت بتعدّد اللقاءات وإشعار الواعظات والمرأة المصرية بأهميتها، وأهمية دورها الذى لا يقل أهمية عن الوعاظ والدعاة. من جانبها أوضحت الدكتورة يمني أبو النصر، واعظة بالقاهرة، أنها تعمل في عدد من المساجد منها مسجد الشربتلي بالتجمع الخامس ومسجد عفيفي بالرحاب، وأن هناك إقبالا كبيرا من السيدات علي المشاركة في الدروس الدينية، وهناك تطوير دائم واهتمام كبير من الوزارة بعمل الواعظات، ويتمثل ذلك في المتابعة المستمرة، والدورات والندوات والكتب والمراجع التي تقدمها الأوقاف للواعظات. وأضافت: إن الدروس الدينية تدور حول القيم والأخلاق والمواطنة، ودور المرأة في المجتمع، وأهمية التربية الصحيحة للأبناء، وأهمية أن تؤدي واجبها تجاه الزوج والأبناء، دون تقصير في أي من هذه المسئوليات، كما تشمل الدروس عرض سيرة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، ومواقف من حياة الصحابة رضي الله عنهم، وأهمية الاستفادة من هذه المواقف في الوقت الحالي، أيضا تتضمن الدروس الرد علي كل الأسئلة الخاصة بالمرأة المسلمة، لأن هناك قضايا خاصة تلجأ فيها السيدات للواعظات، وهذه القضايا من الأفضل أن توجه للواعظة. حملة طرق الأبواب وفي سياق متصل أكدت المهندسة بهيرة خير الله، واعظة بمحافظة الإسكندرية، أنها شاركت في حملة طرق الأبواب بالتنسيق مع المجلس القومي للمرأة، والتي بدأت يوم 25 يوليو الحالى ولمدة ثلاثة أيام، بمنطقة بشائر الخير بمحافظة الإسكندرية، وكانت ضمن حملة طبية ودعوية، وتم عقد لقاءات مع السيدات في هذه المنطقة، وتضمنت الدروس الدينية القيم والأخلاق، وتأكيد دور المرأة في المجتمع، وأهمية الحفاظ علي الأخلاق التي حملتها لنا الشريعة الإسلامية.
