في ظل انتشار الفكر المتطرف وسيطرة معتنقيه على كثير من المساجد؛ لجأت وزارة الأوقاف إلى العنصر النسائي في الدعوة لمواجهة "الأخوات" من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية لإفشال محاولتهن في نشر الفكر المتطرف في المساجد بين السيدات. قرار الأوقاف بضم 144 داعية جديدة للعمل الدعوي كان في منتصف شهر فبراير الماضي، حيث تعهد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بعدم ترك ساحة العمل الدعوي خالية أمام نساء غير متخصصات أو متشددات أو متطرفات فكرياً أو تابعات لجماعات أو تيارات متشددة، وقال "قررنا مشاركة المرأة بقوة في العمل الدعوي والقيمي والتربوي، إيمانًا منا بقدرتها على ذلك". وشدد "جمعة" على ضرورة سعى الواعظات إلى بث روح الوطنية والتفاؤل لدى السيدات المتلقيات للدروس في المساجد، وأن يبتعدن عن الفتوى وتركها لدار الإفتاء، مشيرًا إلى أن الأوقاف ستنظم دورات تدريبية للداعيات الجدد لتقويتهن في مجال الدعوي، وأن الوزارة ستتحمل بدل السفر ومصاريف الدورات كاملة، ومنوهًا بأنه يسعى للحصول على تصريح من الأزهر لدمج داعيات الأوقاف مع واعظات الأزهر. وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت أنَّ الدعوة في المساجد ليست قاصرة على الذكور فقط وإنما بها جزء خاص بالنساء للاعتناء بالمرأة، ما أدى إلى اعتماد 144 داعية وواعظة من السيدات التي نثق فيهن للعمل في المساجد الكبرى بواقع درسين في الأسبوع، ما تُعد التجربة الأولى للوزارة في ذلك الأمر. وذكرت أنَّ الداعيات خريجات جامعة الأزهر ومتخصصات في الدعوة، وسيركزنَّ في الدروس على فقه النساء والموضوعات التي تتعلق بالمرأة وليس ما يركز عليه الرجال، علاوة على الدروس الخاصة بالعبادات والأخلاق، مؤكدة أنَّه تم الاستعلام عنهنَّ أمنيًا، لضمان عدم وجود إحداهن تنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية أو تبث أفكار متطرفة في أي وقتٍ من الأوقات. وقالت أسماء جمعة، مسئولة ملف الداعيات الجديدات في وزارة الأوقاف، إنَّ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وجَّه بإعداد خطة شاملة للداعيات تشمل وجودهم على مستوى الجمهورية وإحكام السيطرة على مصليات النساء ومنع انتشار الفكر المتطرف داخل المساجد، مشيرة إلى أنَّها ستعمل على معالجة كثير من المشكلات الخاصة بالنساء والمتعلقة بالعنف ضد المرأة والحقوق الزوجية والزواج "العرفي والمؤقت" والختان، وكل ما يتعلق بقضايا المرأة، خصوصًا فى مناطق الأرياف والصعيد. وأوضحت "جمعة" أنَّه لا يوجد توجه فكري متطرف في أوساط الداعيات الجديدات، وأنها لن تسمح بوجود مثل هذا الفكر الملوث باسم الأوقاف، حيث إنَّ الفكر الذي تتبناه الوزارة وسطي أزهري، ولن تكون هناك أي توجهات أخرى، سواء سلفية أو إخوانية أو غيرها، مشيرة إلى أنه لا يوجد لديها محسوبيات أو مصالح في الاختيار، إذ إن الهدف هو المصلحة العام للدعوة الإسلامية في مصر. وقالت إنَّه سيتم تنظيم دورات تدريبية قوية للداعيات، تتضمن الفقه والإعلام والشئون الوعظية وتطبيق القرآن في الواقع الدعوى وأهمية مناقشة ملفات الأخلاق والعمل الوطنى وضرورة قيام الأسرة المصرية بدورها من جديد فى تربية الأبناء تربية صالحة بعيدة عن الفساد الفكرى الموجود، لا سيما أننا نسعى كداعيات جديدات للقضاء على ظاهرة الأخوات والسلفيات، وخطتنا شاملة للقضاء على هذا الوجود، فالمساجد لله وليست للتطرف الفكرى والإرهاب. وتابعت "سأنزل لجميع مصليات النساء لمعرفة المحتوى الفكرى الذى يتم عرضه فيها، وستكون هناك محاسبة لأي فكر متطرف أو إرهابي داخلها ولن نسمح بوجوده"، مشيرة إلى أنَّ الاهتمام الأكبر في الدورات سيكون أكثر لمن سيعملن في محافظات الصعيد "سوهاج وأسيوط والمنيا"، وذلك من أجل معالجة القضايا الهامة. وأكدت أن دخول المرأة بقوة في العمل الدعوى فى عام 2017 جزء من تجديد الخطاب الدينى، خاصة بعد إشراك 144 واعظة في الدعوة والوعظ ودروس السيدات بالمساجد الكبرى كخطوة أولى تتبعها خطوات أخرى ودفعات جديدة سيتم ضخها لتجديد دماء الملف الدعوى النسائى، بالإضافة إلى تحركات الوزارة ذاتها من خلال سلاسل الندوات والمحاضرات والقوافل التى يتم الإسهام بها فى تناول قضايا المرأة. وشدَّدت على أنَّه لا بد أن يكون لدى المرأة وعي دينى لمواجهة أى أفكار متطرفة يتم نشرها بين الشباب فى سن المراهقة باسم الدين، إذ إنَّ البيت هو الأهم في مواجهة الفكر المتطرّف، لافتة إلى أنه تسعى لعودة التربية الأسرية الدينية لتقليل نزعات التطرف، وذلك سيكون بمثابة المسمار الأخير فى نعش التطرف. وأضافت أنَّ: هناك داعيات رفضن الحصول على عائد مالي مقابل العمل الدعوى، وأنهنَّ يردن الوجود فقط في الدعوة دون مقابل، وذلك بعد نجاحهن في الاختبارات التي أجريت لهن، وهناك من سيكون لهن مقابل مالي جيد، وهن من طلبن ذلك.