حالة من الإنفلات الإعلامى تشهدها بعض القنوات التى تصر على الخروج عن الآداب العامة وتقاليد المجتمع المصرى وأعرافه، وتبتعد عن المهنية، فقد تكررت خلال الفترة الأخيرة أخطاء، بل تعد سقطات فى حق المشاهد، منها حلقة تستضيف زوجة تعترف على الهواء بعلاقة غير شرعية مع رجل وتطلب الطلاق، وقبلها بأيام واقعة مذيعة الهيروين وغيرهما من برامج الدجل والشعوذة، وغير ذلك من الوقائع المسيئة لبعض القنوات التى تناست إيجابيات عديدة على أرض الوطن فى البناء والطرق وتحسين الخدمات ونماذج فردية ناجحة مثل الثلاثة التوائم من أبناء مدينة نجع حمادى اللاتى حصلن على درجات كليات الطب وغير ذلك من الإيجابيات، وحول هذا الموضوع يقول د.شريف درويش أستاذ الإعلام: إن الحلقات التى تابعها المشاهد فى الآونة الأخيرة مشاهد تكرس فكرة الانفلات الإعلامى والأخلاقى الذى مازال يبحث عن الإثارة ولايقدم قضايا الوطن الحقيقية التى نحتاج إليها فى ظل ظروف صعبة، ويضيف أطالب بتغليظ العقوبات على مثل هذه البرامج، وأطالب نقابة الإعلاميين بسرعة إصدار ميثاق الشرف الإعلامى لردع المتجاوزين الذين يقدمون برامج تسهم فى تدنى الأخلاقيات والتفكك، وعلى ملاك هذه الفضائيات مراعاة ظروف البلد، وأيضا على تليفزيون الدولة اقتناص الفرصة لتقديم مضمون جيد وواع وتنويري، فالشعب فى أشد الحاجة الى إعلام يسهم فى بناء العقل والفكر لا إعلام الهدم والشعوذة والجنس. وتقول د.هالة الطلحاتي أستاذ الإعلام إن مايقدم من برامج فى بعض الفضائيات ليس له أى علاقة بوظائف الإعلام الحقيقية، ومناقشة قضايا الوطن وتقديم التوعية،فمثل هذه النماذج السيئة تستهدف تغييب الفكر والعقل وجذب المشاهد على حساب القيمة والرسالة والهدف، وتسئ للمرأة المصرية والرجل والمجتمع ككل، فبعض الفضائيات يسئ لصورة مصر في الخارج، ولابد من توقف مثل هذه الأفعال التى تسهم على الهدم لا البناء، مطالبة المجلس الأعلى للإعلام باتخاذ إجراءات قوية وفورية ضد هذه البرامج، ويقول د. عمرو فحلة أستاذ الإعلام إن مايحدث فى بعض البرامج يعد مؤشرا خطيرا يضع المشاهد فى حيرة وسخط وعدم رضا، وللأسف هناك بعض البرامج بعينها هى التى تمارس هذه الأفعال المشينة وتصر على تقديمها، وأطالب بتشكيل لجان داخل الفضائيات من خبراء الإعلام لتصحيح المسار، لأن هناك مذيعات دون خبرة وثقافة كافية ومعدين لم يدرسوا الإعلام ومالكا لا علاقة له بالإعلام، وغيابا للقوانين الرادعة، وهذا كله جعل بعض الفضائيات تستبيح أى شيء فيضربون مقدرات الوطن. ويطالب بوضع ضوابط حقيقية وليست شكلية كما نراها فى بعض الأحيان لأن الوضع جد خطير ولايمكن السكوت عليه .