الحوارات التي تجري علي الفضائيات والصحف والمجلات تثير الكثير من الدهشة والتساؤل.. الليبراليون يشككون في المفاوضات التي تدور في كواليس السياسة بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة من جانب والقوي الدولية خاصة أمريكا والاتحاد الأوربي من جانب آخر.. ولا أعتقد ان هذه المفاوضات تسيء لأحد لأن امريكا تتفاوض مع كل القوي السياسية في العالم والليبراليون المصريون أنفسهم ظلوا لسنوات طويلة ومازالوا مجرد أدوات في يد القرار الأمريكي والقوي الغربية في المنطقة وكلنا يعلم ما جاء في تقارير ويكليكس عن المفاوضات السرية التي كانت تجري بين الإدارة الأمريكية والأحزاب المصرية والكتاب والإعلاميين والصحفيين ومؤسسات المجتمع المدني والشراكة والكويز ومجموعات رجال الأعمال ومازالت هناك تحقيقات امام القضاء حول الجمعيات الأهلية والتمويل الأمريكي الغربي لأنشطة سياسية كثيرة داخل مصر.. هل يعتبر الليبراليون والعلمانيون والتنويريون ان اتصالاتهم مع القوي السياسية الغربية حلال لهم وحرام علي باقي القوي السياسية.. إذا كان التيار الإسلامي قد وصل إلي السلطة في مصر في أعلي مناصبها أليس من الطبيعي ان تستطلع الإدارة الأمريكية موقف هذا التيار من العلاقات مع أمريكا والغرب واتفاقيات السلام ومستقبل العلاقات مع إسرائيل.. هل من الخطأ ان يفتح المسئولون في التيار الإسلامي وهم الآن حكام مصر الأبواب مع مؤسسات الحكم في العالم ام ان هذا الحق مقصور علي التيارات الأخري دون غيرها أنا شخصيا أرفض كل هذه الأدوار ولا أعترف إلا بالعلاقات الواضحة والصريحة بين الحكومات والدول ولا أقبل الدهاليز السرية للسياسة.. ولكن الغريب في الأمر ان تسمع أشخاصا محسوبين في كل شئ علي قوي خارجية وهم يتحدثون عن علاقات مريبة بين أمريكا والإخوان المسلمين.. إذا كان النظام السابق قد فتح البلاد علي مصراعيها ثلاثين عاما للإدارة الأمريكية والموساد وإسرائيل ألم يسأل نفسه لماذا يلوم الأن الإخوان المسلمين لأنهم يتحاورون مع الأمريكان.. كلنا يعلم ان دهاليز السياسة تسمح بكل الخطايا والأخطاء فلا داعي لأن نحرم علي الآخرين ما نفعله ونقول حلال علينا وحرام علي الإخوان لأن الفضيلة لا تتجزأ. [email protected]