هل هناك جهود إسرائيلية لإقامة "إمارة إسلامية متطرفة" فى الشطر السورى من هضبة الجولان التى تحتل إسرائيل جانبا منها منذ يونيو 1967؟! السؤال رغم غرابته فإن إجابته الأكثر غرابة، والمدعمة بالأدلة وبتقارير تناولتها وسائل إعلام روسية رسمية ومجلة "نيوزويك" الأمريكية الشهيرة، تقول ب "نعم"! فخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو الحالى بدأت التقارير تتوالى لتكشف بعدا جديدا من أبعاد المؤامرة التى تحاك ضد وسوريا تحديدا وضد العالم العربى بوجه عام. وكانت البداية فى شهر فبراير الماضى عندما نقلت وسائل الإعلام الروسية عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن وزير البناء والإسكان الإسرائيلى، الجنرال احتياط يواف جالانت، أعد خطة إسرائيلية "لحل النزاع فى سوريا"، تعتمد على إعادة إعمار سوريا عبر استثمار مليارات الدولارات، ومنع النفوذ الإيرانى فيها، مقابل اعتراف دولى بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وعرض جالانت الخطة على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذى عرضها على مجلس الوزراء المصغر المعنى بالشأن الأمنى والسياسى. وقيل إن نتنياهو عرض الخطة بنفسه على الرئيس الأمريكى ترامب فعليا، خلال لقائه به فى واشنطن. ووفقا للخطة المذكورة، فإن مصلحة إسرائيل تقضى بمنع تشكل محور إيرانى سورى لبنانى، ومنع هيمنة "شيعية" فى دمشق، ووضع عراقيل أمام خلق ممر برى من إيران وحتى لبنان يكون مفتوحا أمام "حزب الله" من جهة، والوصول إلى اعتراف دولى بالسيادة الإسرائيلية فى هضبة الجولان المحتل، كجزء من اتفاق وحل مستقبلى للأزمة. وقال جالانت، إن تنفيذ هذه الخطة يخدم أيضا مصالح الولاياتالمتحدةوروسيا وأوروبا و"العالم السنى المعتدل"، حسب تعبيره، الذى يفترض فيه أن يكون جزءا من عملية إخراج هذه الخطة إلى حيز التنفيذ! وتقترح الخطة، أن تقود الولاياتالمتحدة نوعا من "القوة الخاصة" لإعادة إعمار سوريا باستثمار عشرات المليارات، وأن يوافق الروس على ذلك، مقابل اعتراف دولى بمحورية الدور الروسى، وبحقها فى نفوذ فعلى فى المنطقة مركزه فى سوريا. وفى المقابل يشترط جالانت تطبيق هذه الخطة باعتراف سورى بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. كما يقترح أن تشترط إدارة ترامب الاستثمار المالى المطلوب لإعادة إعمار سوريا، وبقيام روسيا بمنع التدخل الإيرانى فى سوريا، مقابل موافقة إسرائيل والولاياتالمتحدة على عدم تغيير الرئيس الأسد طالما خدم ذلك المصالح الروسية. وقبل نهاية يونيو الماضى وقف نتنياهو فى الجولان مخاطبا وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية بالقول :"لنا الهيمنة على هذا المكان منذ1967، ونملك الهيمنة القوية على الهضبة ونعلم الذى يجرى هنا من وراء الحدود... لنا قبضة قوية هنا ولكن الجانب الآخر من الحدود يشهد حالة من الانهيار، الاضطراب، الفوضى والمأساة."، و"سنحافظ على الجولان، نحن باقون فى الجولان والجولان سيبقى دوما جزءًا من سيادة إسرائيل. وبهذا الموقف الذى يتغلغل شيئاً فشيئا لدى قادة وأمم العالم، نقوم بتنمية الجولان". وقبلها فى السادس من يونيو الماضى وفى كلمة نتنياهو فى مؤتمر الشباب الذى انعقد فى هضبة الجولان قال : "لدى رسالة واحدة أود نقلها لكم تعالوا إلى الجولان ... هنا يكمن مستقبل الدولة وأنتم مستقبلنا ...إن الجولان هو وسط البلاد الجديد". وفى الأول من شهر يوليو أكدت وسائل الإعلام الروسية أن قصف الجيش الإسرائيلى مواقع القوات الحكومية السورية فى مرتفعات الجولان يوميا يهدف إلى إضعاف القوات الحكومية السورية فى مواجهة العناصر المتطرفة فى المنطقة. وأن إسرائيل تحاول بذلك تنفيذ خطتها لإنشاء "دولة إسلامية" تدين لتل أبيب بالولاء فى الشطر السورى من مرتفعات الجولان. وأكدت إعتراف مقاتلون من تنظيم "القاعدة" بأنهم يحصلون من إسرائيل على ما يلزمهم لمواصلة عملياتهم القتالية ضد الجيش السورى. وأكد الروس أن تقرير حديث للأمم المتحدة كشف مساعدة إسرائيل لمجموعات مسلحة. وجاء فى مقال نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن إسرائيل تدفع الرواتب لقادة المجموعات المسلحة فى مرتفعات الجولان فى الخفاء، وإنهم يشترون الأسلحة والذخيرة بالمال الإسرائيلى. ولفتت صحيفة "مير نوفوستيه" الروسية إلى أن "السوريين يعترفون بأنه لولا مساعدة روسيا لهم لنشطت إسرائيل أكثر فى مساعدة المسلحين المتطرفين. وأن ما يعرقل إسرائيل هو وجود قوات خاصة روسية تعمل فى المنطقة لتمنع تواجد مجموعات تخريبية إسرائيلية. وبعد تلك التقارير بثلاثة أيام فقط أعلن مركز تنسيق المصالحة فى سوريا وجود أدلة دامغة على استخدام مقاتلى تنظيمى "داعش" و"جبهة النصرة" أسلحة غربية الصنع. وأن إمدادات الأسلحة تصل إليهم من مصادر شتى منها إسرائيل وأوكرانيا. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن ما وصفته بتقرير الأممالمتحدة : "أن إسرائيل تقوم بإمداد المتطرفين الذين يقاتلون القوات الحكومية السورية فى مرتفعات الجولان بالأموال والأسلحة بشكل منتظم". وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" إن وزارة داخلية إحدى الدول العربية الخليجية اكتشفت أن موردى الأسلحة يشترون أسلحة وذخيرة أنظمة المدفعية من أوكرانيا وينقلونها إلى تنظيم "داعش" عبر تركيا. وأضافت الصحيفة أن بلغاريا شكلت أكبر مصدر لتسليح المتطرفين. وأسهم 15 جهاز مخابرات غربى فى الأمر. وأن صحفيين بلغار تمكنوا من اكتشاف أهم وسيلة لنقل الأسلحة إلى مقاتلى "داعش" و"جبهة النصرة" وهى سفينة ترفع العلم الدانماركى. وهكذا ومع تساقط "الدواعش" وبداية اختلاف "هيئة المنتفعين الدوليين" من تدمير العالم العربى على توزيع الغنائم ومناطق النفوذ بدأت تظهر الحقائق. حيث انطبقت عليهم مقولة : "إذا اختلف اللصان ظهر السارق والمسروق" ..ونحن فى الحالة العربية لدينا 15 سارق على الأقل!! وباختصار هناك 15 دولة غربية مشاركة فى دعم الفوضى فى سوريا، وإسرائيل تقوم بدعم عناصر متطرفة ترغب فى إقامة إمارة إسلامية فى الجولان السورى. ترى هل يمكن أن نستنبط أن "هيئة المتفعين" تقف أيضا وراء ذات المخطط الذى استهدف ليبيا ويستهدف سيناء أيضا. إن تقديم أعضاء تلك الهيئة الدولية التخريبية لإجابة شافية ازداد صعوبة نتيجة بسالة وصلابة الشعب المصرى وجيشه العظيم. لمزيد من مقالات طارق الشيخ;