لم يكن الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة, رحمه الله استاذا كبيرا في مهنته فحسب بل كان صاحب مدرسة تتعلم منها الأجيال الصحفية أصول المهنة, وأن القلم أمانة, وأن الكاتب هو ضمير أمته يكتب كل مايمليه عليه ضميره الصحفي في تناول القضايا التي تخدم الوطن وتحترم عقل القارئ والمثقف, تميزت مقالاته في عموده اليومي بصدق الكلمة والمقصد والبعد عن الهوي والغرض ولم يكن طوال حياته الصحفية يبحث عن جاه أو سلطان أو منصب, وكان يري أن جائزته الوحيدة التي يبحث عنها هو احترام القارئ لما يتناوله في عموده البناء الراقي والمعبر عن الصالح العام, كان قارئ سلامة أحمد سلامة بمجرد أن يشتري الجريدة التي يكتب فيها يبحث في البداية عن عموده اليومي, وعندما يطمئن انه موجود يقرأ العناوين الأولي بسرعة وسرعان مايعود ويجلس ليقرأ عموده بتمحص ورؤية, وكثيرا ما يقرأه مرتين ثم يتجه الي قراءة الجريدة بعد ذلك. وكان سلامة مثالا للصحفي الذي يعتز بنفسه وبمهنته ويري أنها من أشرف المهن وأكثرها قداسة واحتراما, وان كلمة الحق التي يقولها يمكن أن تسهم في بناء مجتمع وتؤسس قيما رفيعة في نفوس الشباب وتجسد فيهم قيم الانتماء للوطن. رحم الله سلامة بقدر ما أعطي لمهنة الصحافة والأجيال التي تعلمت منه مالم تتعلمه في الجامعة كمدرسة للقيم الرفيعة التي يجب أن يتحلي بها الصحفي, ويكسب بها احترام الجميع. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى