كتب : أيمن أبو عايد أعلنت اللجنة المؤقتة التي تدير اتحاد الكرة يوم24 أغسطس موعدا لانطلاق الدوري, وعودة النشاط الكروي المصري المتوقف منذ أحداث مذبحة استاد بورسعيد في أول فبراير الماضي التي مازالت تلقي بظلالها علي الساحة الرياضية حتي الآن!. ولم تحدد لنا اللجنة المؤقتة كيفية وآلية عودة النشاط الكروي بالرغم من عدم حصولها حتي الآن علي موافقة الجهات الأمنية, في ظل تمسكها بتنفيذ الاشتراطات الأمنية التي نصت عليها وطالبت بوجودها النيابة العامة من بوابات الكترونية وكشف للمفرقعات وغيرها, في جميع الملاعب حتي يتم السماح بعودة النشاط الكروي!. وكان السؤال الذي يطرح نفسه بشدة لدي رجل الشارع الرياضي, كيف يعود النشاط في ظل الأجواء المشحونة, والمسيطرة علي الساحة حاليا, وهل انتهينا من تنفيذ كل الاشتراطات الأمنية؟. وهل يقبل الأهلي العودة ويتراجع عن موقفه للمشاركة في البطولة بالرغم من وجود اللجنة التنفيذية التي تقوم بتسيير أعمال اتحاد الكرة, وهو من أعلن مقاطعة جميع الأنشطة التي تديرها هذه اللجنة منذ أحداث بورسعيد؟!. وهل أصبحت الجماهير مهيأة من جديد فعليا لمتابعة المباريات وحضورها في المدرجات, علي الرغم من عدم الحكم حتي الآن في قضية مذبحة استاد بورسعيد التي مازالت قيد نظر المحاكمات؟!. وهل تم التوصل لاتفاق بين المسئولين في اللجنة المؤقتة والمسئولين بالنادي المصري البورسعيدي الذي لجأ الي المحكمة الرياضية الدولية اعتراضا علي قرارات المحكمة الرياضية باتحاذ الكرة, والتي يمكن أن تتخذ قرارا بعودة المصري, فماذا يكون الحل؟!. لدينا العديد من الأسئلة التي تحتاج الي اجابة من المسئولين, ولكن يبدو والله أعلم أن هناك صفقة بين اتحاد الكرة والشركات الراعية والقنوات الفضائية المستفيدة من أجل عودة النشاط الكروي دون النظر للمصلحة العامة وأمن واستقرار مصر في هذا التوقيت الحرج!. ولقد جاءت الأحداث الأخيرة خلال ال48 ساعة الماضية لتنسف كل هذه المحاولات من جذورها, وتطرح تساؤلا في غاية الأهمية من الذي يستطيع تحمل مسئولية اتخاذ مثل هذا القرار بعودة الدوري في الوقت الراهن والانفلات الجماهيري لم يهدأ بل يأخذ اتجاها مختلفا عما نراه وتنادي به الأندية؟!. وبنظرة سريعة علي تصاعد الأحداث التي شهدها مقر النادي الأهلي بالجزيرة مساء أمس الأول من اقتحام جماهير الالتراس للنادي والهتاف ضد مجلس الإدارة واللاعبين وتوعدهم بالاعتداء مما دفع الإدارة الي الغاء المباراة الودية التي كانت مقررة أمس مع الاتحاد السكندري. وما حدث قبلها ب48 ساعة في مقر نادي الزمالك من اقتحام الجماهير لتدريب الزمالك والهتافات ضد حسن شحاتة مما اضطر المدير الفني الي مغادرة التدريب!. كل هذه الأمور تجعل الإقدام علي عودة الدوري مخاطرة بل مغامرة محفوفة بالمخاطر تحتاج الي مراجعة وتأن في اتخاذ القرار, وكما يقولون في التأني السلامة, وبدلا من الاستعجال في قرار عودة الدوري لنفاجأ من جديد بكارثة أو مصيبة جديدة لا ينفع معها الندم, علينا التروي ومعالجة الأسباب بشئ من الحكمة والمراجعة الكاملة لكل القوانين واللوائح غير العادلة. وبدلا من بحث اللجنة المؤقتة عن عودة الدوري كان عليها أولا مناقشة سبيل الخروج من دوامة الأزمات والفضائح المتلاحقة, وكان آخرها فضيحة انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وما شابها من اتهامات وتشكيك في سلامتها من جميع الأطراف, بعد أن وضح أنها جاءت لتصب في مصالح مراكز القوي المتصارعة علي البقاء والاحتفاظ بمراكزها في الجبلاية دون مراعاة لمصلحة الكرة المصرية!!. .. من فضلكم.. انتبهوا الكرة المصرية تعود الي الخلف!!.