انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا لقطات فيلمية يظهر فيها أحد رجال الأعمال راقصا ماجنا مصاحبا المطربة نانسى عجرم، كما انتشرت قبلها لقطات فيديو يظهر فيها رجل أعمال يراقص زوجة ابنه فى زفافها الأسطورى الذى أقيم فى بلد أجنبى وتكلف ملايين الدولارات. وأنا بالطبع لست ضد حرية رجال الأعمال فى الرقص، أو ضد الترفيه عن أعصابهم الرقيقة المرهقة جراء انخراطهم فى أعمالهم التى لم ينجح أحد فى أن يحددها لنا.. من حق رجال الأعمال أو من استطاع إلى الرقص سبيلا أن يتراقصوا كيفما شاءوا، لا بل أن يخترعوا مناسبات للرقص إذا لم تأت طبيعية أو تقليدية، ولكننا فقط نرجوهم متوسلين أن يراعوا شعور ملايين المصريين الذين تعتصرهم أزمة اقتصادية خانقة تمسك بتلابيب الوطن والناس وتجبرهم على قبول إجراءات اقتصادية صعبة وضاغطة رضوا بها من أجل السيسى فقط واقتنعوا بحتميتها التى لا بديل عنها. هؤلاء الناس يقبعون فى أركان الوطن مضغوطين بأزمتهم التى تضربهم موجاتها المتتالية وآخرها رفع أسعار الوقود والكهرباء والغاز، وهم قطعا مكسورة نفوسهم لا يستطيعون الرقص مثل رجال الأعمال، ولا يجرؤ أحدهم أن يقترب من سور حفل يتلألأ بالأضواء من تلك النوعية التى يغرق فيها رجال الأعمال راقصين فى كل يوم. كما أننا فى بلد يعيش حالة حرب ويسقط فى ساحتها شهداء كل طلعة نهار من قوات الجيش والشرطة المدنية، ونواجه فيها بشجاعة إلزامات قبولنا دفع فاتورة الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، وأظن لا بل أجزم أن هذا ليس الجو المناسب الذى يرقص فيه رجال الأعمال، لا بل هو تجسيد حقيقى لحالة انفصال كامل يعيشها أولئك المليارديرات بعيدا عن جسد الوطن وشعور مواطنيهم، محتفلين بافلاتهم من التشارك مع ملح الأرض وفقراء الناس عبر اقتسام ثرواتهم ومراكماتهم المالية الخرافية معهم. نحن لن نكرر مطالبتنا لرجال الأعمال المليارديرات التقليديين بالتبرع لصندوق «تحيا مصر» فذلك صار حلما يتبدد كل يوم، لكننا فقط نطالبهم بمراعاة شعور المصريين وظروفهم، نطالبهم بأن يحسوا أو يتظاهروا بأنهم جزء من هذا الوطن الذى ربط مواطنوه ألف حزام على بطونهم وهى أحزمة الفقر لا أحزمة الرقص!! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع