فى الذكرى الرابعة لثورة 30 يونيو وصحوة 3 يوليو 2013 أعتقد أنه من الضرورى بل من الواجب أن نستفيد من التجربة بأن ندرسها وأن نتعلم منها فليس المهم أن نحتفى بالأحداث العظيمة فى تاريخنا بأفراح واحتفاليات ومهرجانات ولكن المهم هو أن ندرس كل ما حدث وأن نتفهم معانيه حتى لا تتكرر مأساة اختطاف الوطن مرة أخري. أتحدث عن الحاجة إلى وقفة مع النفس والذات لمراجعة ما سبق 30 يونيو وما أعقبها من أحداث جسام وذلك بوضع النقاط على الحروف وطرح كل الحقائق كاملة دون رتوش فنحن فى مرحلة دقيقة تتطلب المكاشفة والمصارحة والشفافية كمنطق لكى نتعرف على الرؤية الصحيحة لمستقبل واضح يخلو من المفاجآت والصدمات! نحن فى حرب مع الإرهاب وتلك مهمة مقدسة لابد أن نمضى فيها إلى النهاية ونحن فى حرب مع الجمود والترهل المالى والإدارى وتلك مسئولية لا تحتمل أى تأجيل حتى نتفادى الانزلاق إلى الإفلاس الناجم عن اختلال رهيب بين ما ننتجه و بين ما نحتاج إليه لسد احتياجاتنا وتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم. لم يعد يكفى أن نسعى لإبراء الذمة بالاعتراف بوجود أخطاء نسعى إلى تصحيحها وإنما نحن فى أشد الحاجة لأجندة جديدة تحكم مسار عملنا الوطنى بالانتصار لقوة العمل التى توفر لنا قوة اقتصادية مضافة من حسن الحظ أننا نملك أدواتها من البشر والخامات والخبرات والرقعة الشاسعة من صحراء قابلة للاستصلاح والاستزراع وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة يمكن تأهيلها لكى تكون قواعد للمشروعات الصناعية الصغيرة التى تستوعب نسبة لا يستهان بها من طابور البطالة. ومع التسليم بأن الطريق ليس سهلا وإنما تكتنفه المصاعب والتحديات لكن يظل الأمل قائما وتظل الفرصة متاحة إذا نجحنا فى استعادة روح العمل وأعدنا تنشيط ورشة الإنتاج المصرية بالاستثمارات المتاحة والخبرات المتقدمة تحت مظلة تخطيط علمى دقيق يرتقى إلى مستوى التخطيط الذى ذهبنا به إلى حرب أكتوبر وعبرنا بفضله كل الموانع والمستحيلات! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: إذا انطلق القطار فلن يستطيع أحد إيقافه ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله