كلنا نحلم بمصر القوية الراسخة ذات الهمة العالية ولا يختلف أحد على أن السبيل لذلك يتطلب تغييرا جذريا يرتفع إلى مستوى الأحلام المشروعة وينتقل بأصحابها من خنادق السلبية واللامبالاة إلى شواطيء الرغبة الصادقة فى المشاركة الجادة والفاعلية بمتطلبات إعادة البناء على أسس سليمة. والحقيقة أنه ينبغى علينا أن ندرك أنه ليس كافيا أن نعيش الحلم وننتظر تحقيقه ولكن يتحتم علينا أن نعى أن تحويل الأحلام إلى حقيقة أمر يرتهن فى الأساس بقدرة الذين يحلمون على أن يحدثوا بأنفسهم قدرا هائلا من التغيير فى الفكر والسلوك وبما يتناسب مع حجم الحلم المنشود. إن الحلم بإعادة بناء مصر القوية ليس رهنا فقط بقرارات تصدر أو باستراتيجيات يجرى تعديلها لكى تلائم استحقاقات الحلم المنشود وإنما الأمر يتطلب كنقطة بداية توافقا وتكاتفا مجتمعيا لتحمل فاتورة الانتقال بالإنسان المصرى من مقاعد المشاهدين إلى مواقع المشاركين من أجل تعظيم الأداء والعطاء القائم على الإخلاص والإبداع والابتكار فى ظل مناخ صحى يسمح بتفجير الطاقات الكامنة جوف هذا الشعب العظيم.. وهذا الذى أتحدث عنه لن يتحقق بخطط وسياسات جديدة وخروج أشخاص ومجيء غيرهم رغم أهمية وضرورة ذلك فى بعض الأحيان ولكنه يتحقق بجدية التحرك نحو تنمية الإنسان الذى جسده الرئيس عبد الفتاح السيسى بقوله «مصر مش بس أم الدنيا ولكنها ستصبح قد الدنيا»! أتحدث عن الحاجة إلى إعادة الاعتبار لقيم العمل الشريف وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب وبما يسمح لنا بأن نستثمر إلى أقصى حد ممكن كل إمكانياتنا الذاتية المتاحة من خلال دقة الأداء والإتقان فى العمل والحرص على جودة المنتج وعدم حجب الفرص عن أصحاب المواهب من ذوى الخبرة والمعرفة. فهل نحن قادرون على ذلك.. هذا هو السؤال وهذا هو التحدي! خير الكلام: شكرا لمن يحبك رغم عيوبك... ويلتمس لك العذر قبل أن تعتذر له! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله