بعض الناس يحلم بتغيير السياسات.. وآخرون يحلمون بتغيير الوجوه.. وفريق ثالث يتسع حلمه ليشمل السياسات والأشخاص معا.. وتلك كلها- في اعتقادي- أحلام مشروعة. وتعكس تطورا بالغ الدلالة في أن المناخ الديمقراطي الساخن الذي تعيشه مصر استطاع أن ينتقل بالناس من خندق السلبية واللا مبالاة إلي شاطئ الرغبة الصادقة في المشاركة بقضايا العمل الوطني والاهتمام بكل ما يجري ويدور علي طول وعرض البلاد. ولكن هل يكفي أن نعيش الحلم وأن ننتظر تحقيقه.. أم أن تحويل الأحلام إلي حقيقة رهن أساسي بقدرة الذين يحلمون علي أن يحدثوا بأنفسهم قدرا من التغيير في الفكر والسلوك يتناسب وحجم الحلم المنشود في السياسات والأشخاص! نعم إن حلم التغيير ليس رهنا فقط بالقرارات التي تصدر والاستراتيجيات التي سوف يجري تعديلها أو علي الأقل مراجعتها وإعادة النظر فيها.. ولكن حلم التغيير لا يمكن ترجمته إلي واقع ملموس إلا إذا تكاتفت إرادة الجميع علي قبول متطلبات التغيير وأهمها ما يتعلق بالتغيير الجمعي الذي ينتقل بالإنسان المصري من مقعد المطالب بالحقوق إلي موقع المؤدي للواجبات من أجل تعظيم الأداء والعطاء القائم علي الإبداع والابتكار والذي يزيد من مساحة الأجواء الصحية الملائمة لتفجير الطاقات الكامنة في جوف هذا الشعب العظيم. وظني أن التغيير الذي نحلم به جميعا ليشمل كل مناحي الحياة لن يتحقق بخطط وسياسات جديدة وخروج أشخاص ومجيء غيرهم- رغم أهمية وضرورة ذلك- ولكنه يتحقق بجدية التحرك الفوري نحو تنمية الإنسان المصري وإعادة تأهيله بما يمكنه من تنفيذ استحقاقات هذا التغيير المنشود. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله