تحت الرايات الجديدة! علي هامش الحراك السياسي الواسع الذي تشهده مصر منذ قيام ثورة25 يناير يتزايد الحديث عن فلسفة واستراتيجية الحكم للمرحلة الجديدة تحت رايات الحرية والعدالة والتغيير ولا شك أن الرأي العام ينتظر من القوي السياسية علي اختلاف أطيافها الكثير والكثير من جسور العبور بمصر إلي الشواطيء الرحبة للديمقراطية والاستقرار والنهضة والتنمية والرخاء.. وتلك كلها- في اعتقادي- أحلام مشروعة وتعكس تطورا بالغ الدلالة في أن التحول الديمقراطي العميق الذي تجسده الروح الجديدة لثورة يناير قد استطاع أن ينتقل بالناس من خندق السلبية واللامبالاة إلي شاطيء المشاركة بقضايا العمل الوطني. وهنا يكون السؤال الضروري هو: هل يكفي أن نعيش الحلم وأن ننتظر تحقيقه.. أم أن تحويل الأحلام إلي حقيقة رهن أساسا بقدرة الذين يحلمون علي أن يحدثوا بأنفسهم قدرا من التغيير في الفكر والسلوك يتناسب وحجم الحلم المنشود في السياسات والأشخاص؟ أقول صراحة: إن حلم العبور إلي شاطيء الديمقراطية والاستقرار والنهضة والتنمية والرخاء ليس رهنا فقط بالقرارات التي تصدر والاستراتيجيات التي سوف تعتمد والسياسات التي سيجري تعديلها أو علي الأقل مراجعتها وإعادة النظر فيها فتلك كلها أمور أصبحت في حكم المؤكد.. ولكن حلم العبور الكبير لا يمكن ترجمته إلي واقع ملموس إلا إذا تكاتفت إرادة الجميع علي قبول متطلبات التغيير وأهمها ما يتعلق بالتغيير الجمعي الذي ينتقل بالإنسان المصري من مقعد المشاهد إلي موقع المشارك من أجل تعظيم الأداء والعطاء. إن التغيير الواسع الذي نحلم به جميعا يتحقق بجدية التحرك الفوري نحو تنمية الإنسان المصري وإعادة تأهيله بما يمكنه من تنفيذ استحقاقات هذا التغيير المنشود.. وربما تجيء من هنا أهمية التدقيق في اختيار القيادات السياسية والتنفيذية ليس علي مستوي الوزراء والمحافظين والوظائف العليا فقط, وإنما أيضا علي كل المستويات الوسطية والتحتية التي تتعامل تعاملا مباشرا مع الجماهير, ويتحتم أن يراعي عند اختيارها مدي قدرتها علي تحقيق مصالح الناس والتجاوب مع حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة طبقا لمعايير ولوائح واضحة وبسيطة وغير معقدة لا تسمح بوجود أي ثغرات للتلاعب والفساد الإداري الذي هو مدخل كل أنواع الفساد.
خير الكلام: إذا لم تكن طموحا في شبابك فلن تكون قنوعا في شيخوختك! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله