لعل ما يعزز من أهمية وصحة ما دعوت إليه أمس حول أهمية نشر وتعميم ثقافة تكنولوجيا المعلومات ومراجعة النظام العلمي أن مصر تملك قاعدة علمية وبنية أساسية تسمح بتشييد هذا النظام العلمي. الذي ينبغي أن يكون منطلقا لوضع صياغة يمكن تطبيقها علي أرض الواقع بشأن ثقافة العمل والأداء المؤسسي المطلوب لصنع التقدم علي أساس احترام المواعيد والدقة في الأداء ونبذ كل سلوكيات الارتجال والفهلوة. إن الذي تحدثت عنه أمس يمثل في اعتقادي دعوة متجددة لإحداث طفرة ضرورية في النظام العلمي والنظام الإداري معا لأن مصر التي نحلم بها جميعا في الغد تستحق أكثر مما هي عليه الآن استنادا لتراثها الحضاري وقياسا علي تجارب الآخرين الذين لا يزيدون عنا كفاءة أو موهبة أو إمكانات.. ثم إن أي حديث عن الطفرة المطلوبة التي دعوت إليها أمس ينبغي التعامل معها رسميا وشعبيا بروح الوعي بأن السباق علي طريق التقدم هو سباق علمي في المقام الأول وسباق في المقدرة علي تنظيم القاعدة الإدارية السليمة التي تخدم متطلبات النظام العلمي المنشود ولا تكون عبئا عليه. وظني أن الأذكياء من رجال الأعمال في مصر أول من يدرك أن المستقبل الآمن لاستثماراتهم يرتهن في المقام الأول بمدي إدراكهم لأهمية تشجيع خطوات المسارعة بإقامة نظام علمي جديد يخدم كل متطلبات التنمية.. ومن ثم يجب أن يسهموا- عن اقتناع- في توفير التمويل اللازم لإحداث نهضة بحثية علمية في مصر سوف يكونون هم أول المستفيدين منها. و ليس هناك ما يحقق بناء النظام العلمي المنشود سوي صياغة استراتيجية جديدة لمنهج العمل في الجامعات ومراكز البحث العلمي وإدراك الدولة بكامل أجهزتها إن التقدم العلمي المنشود رهن أيضا بمدي ما يمكن أن نوفره لعلماء الداخل من فرصة الإطلال علي الخارج ومعرفة كل تطور بحثي علمي جديد.. فالاحتكاك في المجال العلمي ليس أقل أهمية من الاحتكاك في المجال الرياضي الذي ننفق عليه الملايين في استقدام خبراء أجانب وإقامة معسكرات احتكاك في الخارج. خير الكلام: ثروة العلم تغنيك عن مال قارون وتمنحك صبر أيوب! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله