لم يعد هناك أدني شك في أن الاستقرار الاجتماعي الذي تتميز به دولة عن أخري لا يرتبط بثراء هذه الدولة وفقر الأخري ولا علاقة له باتساع مساحة هذا البلد وضيق مساحة الآخر أو كثرة عدد السكان هنا وقلة العدد هناك.. وإنما التقدم رهن بعامل أساسي هو فن القيادة عند القمة ومرونة الإدارة التي تتعامل مع الواقع علي كل مستويات العمل الوطني!. وربما لهذا السبب يتحتم علي أي مجتمع ينشد اقتحام افاق التقدم أن يضع في اعتباره أن بناء الكوادر القادرة علي تحمل مسئوليات الغد لا يقل أهمية عن الواجب المقدس في تأمين تحديات ومخاطر احتياجات الحاضر, لأن الزمن في حسابات الأمم قصير وقصير جدا! أريد أن أقول بوضوح: إن من بين أهم مظاهر التقدم التي تعكس جدية أية دولة في امتلاك الحاضر وضمان المستقبل يرتهن الآن- وفق مقاييس عالمية معترف بها- بمدي قدرة هذه الدولة علي أن تفجر الطاقات الكامنة وأن تنتخب من بينها الكوادر القادرة علي مجاراة العصر وتحولاته السريعة التي تتدافع بفعل سرعة دوران عجلة الثورة العلمية والتكنولوجية بمعدلات غير مسبوقة' زمنيا وموضوعيا' من خلال تحديث مفردات ثقافة التوظيف التي تجعل من حق الحصول علي العمل مرهونا بواجب الأداء الكافي والمتميز. وعلي سبيل المثال فإننا هنا في مصر نتحدث كثيرا عن أحلامنا المشروعة وطموحاتنا الضرورية علي طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, وذلك أمر طيب لأنه فضلا عن' وجوبيته' فإنه يسهم في إشاعة أجواء الأمل وطرد غبار اليأس والإحباط. وفي اعتقادي أن أية أحاديث عن خطط وبرامج لتوفير مئات الألوف من فرص العمل التي يمكن توفيرها يمثل مقاربة صحيحة لأزمة البطالة لكنه في ذات الوقت يستوجب أن يسبق هذا الطرح بمثل هذا الحجم من الطموح الاطمئنان أولا إلي أننا قد أنجزنا بالفعل هدفا أساسيا وضروريا يجري الإلحاح عليه منذ سنوات وهو تأهيل وتدريب الباحثين عن فرص العمل بما يتلاءم واحتياجات ومتطلبات العمل في مختلف المجالات وسائر التخصصات. وغدا نواصل الحديث *** خير الكلام: **اختر لنفسك ما تعيش بذكره.. فالمرء في الدنيا حديث يذكر! _____________________ نقلا عن الاهرام