في الثمانينات اذاع شعبان عبد الرحيم خبرًا رج شوارع مصر ففى البومه الغنائى الاول اعلن ان احمد حلمي اتجوز عايده وكتب كتابه الشيخ رمضان ..وعاد لينفي الخبر في البومه الغنائى الثاني (ماتصدقوش يا جماعه دى اشاعات احمد حلمي وعايده اخوات). الغريب في الامر انني غضبت كثيرًا من هذه الاغنيه رغم انى وقتها لم اكن قد تجاوزت العاشره الا اننى اعتبرتها استهزاءًا بمنطقتي فأنا من قاطني شبرا ، لكنني فوجئت هذا الاسبوع اني كنت علي حق ،لكن هذه المره من منظور آخر فبعد مايقرب من 30عاما علي ما فعلناه في احمد حلمي اكتشفت من يكون؟ فاحمد حلمي لا يمكن ان نختزل تاريخه في كونه اسما لميدان فهو رجلًا صاحب تاريخ للاسف لايعرفه الكثيرين ،فهو اول صحفى سياسى فى مصر. فعندما اصدر الزعيم مصطفي كامل جريده اللواء في يناير 1900 التحق بهيئه تحريرها الكاتب والاديب والشاعر احمد حلمي.. وتدرج حلمي في المناصب حتي اصبح رئيس تحرير اللواء وكان اول من نادي فيها بضروره إنشاء وزاره للزراعه . وفي يونيو 1906 سافر حلمي الي دنشواي لينقل للعالم الحقيقه البشعه للاستعمار الانجليزي وكتب مقالته الشهيرة بعنوان (يادافع البلاء) والتي استعان بها مصطفي كامل في مقالته المنشورة بصحيفه لو فيجارو الفرنسيه والتي اعتمد عليها مصطفي كامل في مساعيه لعزل اللورد كرومر. وحين استخدم المندوب السامي جورست طريقه سلفه كرومر في سياسه التعامل مع المصريين والتي اعتمدت علي مبدأ فرق تسد فهاجم اقباط مصر ومنع عنهم بعض الوظائف بدعوي ان المسلمين أحق بها،فما كان من حلمي الا ان هاجمه في مقاله باللواء بعنوان (مصر لكل المصريين ) ودعي فيها لتوحيد ابناء النيل في مصر و السودان لمقاومه الاحتلال الانجليزي . بعد وفاة مصطفي كامل انشاء حلمي مجله القطر العربي التي تبنت القوميه المصريه رافعا شعار مصر للمصريين. وفي العدد ال 37 للمجله عام 1909 كتب حلمي مقال بعنوان مصر للمصريين كتب فيها (اذا عرف المصرى ان شقاؤه وبلاءه ليس له سبب سوي عائله محمد علي فقد وجب عليه ان يتخلص منها لأن هذه العائله سلمت مصر للإنجليز) وايضا ( بأي حق تأخذ عائله محمد علي من الخزينه المصريه 350 الف جنيها سنويا باي حق ،فأي شر دفعوه عنها،واي خير جلبوه لها حتي يستحقوا هذا الثمن ) وختم المقال ب ( فيا ايها المصري واصل سواد ليلك ببياض نهارك في الخلاص من الخديوي ومن عائله محمد علي وابذل مالك وحياتك لتكون حرا مستقلا يحكمك مصري) . ولم تصمت السلطه الحاكمه عن هذا المقال فقامت بتقديمه للمحاكمه بتهمه الدعوه لقلب نظام الحكم ،وحكم عليه بالحبس سنه مع الاشغال الشاقه وإعدام كل ما يضبط من العدد 37 واغلق المندوب السامي المجله. وتوفي احمد حلمي عام 1936 في منزله بشبرا وسمي الميدان بإسمه . وبقي ان تعرف عزيزى القارئ ان حفيد احمد حلمي هو المبدع صلاح جاهين ( محمد صلاح الدين بهجت احمد حلمي) لمزيد من مقالات نيفين عماره;