من أبرز مظاهر احتفالات العيد «الكعك»، الذى مازالت بعض الأسر فى الاحياء الشعبية والريف تحرص على صناعته بايديهم، ويشاركهم الصغار هذه البهجة. يقول إبراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب، إن الفراعنة قد عرفوا الكعك وصنعوه تحت اسم «كحكو» واستخدموا فى صناعته عسل النحل، كما وضعوا الكعك فى قبور موتاهم اعتقاداً منهم بحاجة المتوفى إليه فى حياته الأخرى وقدموه حسنة للفقراء وقيل أنهم نقشوا عليه صورة الشمس التى يعبدونها ومازلنا نراها حتى اليوم، وهكذا توارث المصريون صناعة الكعك. وأصبح جزءاً رئيسياً من احتفالات العيد فى عهد الفاطميين واعتادت دار الفطرة أن تعمل منذ شهر رجب حتى نصف رمضان فى إعداد «الكحك» وكان يأمر لها القصر الفاطمى بمقادير هائلة ويشارك أكثر من 100 عامل فى صناعته. وصنع الفاطميون الكعك المحشو بالدنانير الذهبية للأطفال لتكون بمثابة العيدية وكانت تقام حفلات الاستقبال فى ميدان القلعة لتناول وتوزيع الكعك، ومن أشهر من صنعت لهم كعكات ضخمة السلطان المؤيد والسلطان قايتباى وتناولاها مع الحاضرين كدليل على مشاركتهما للمواطنين فرحة العيد. ورغم أن الأيوبيين أزالوا كل ما يمت بصلة إلى الحكم الفاطمي، لكنهم ظلوا يهتمون بصناعته وأصبحت دور الكعك تلقب باسم صانعها، ومازال التاريخ يحفظ لنا من العصر الأيوبى سيرة «كعك حافظة» أكثر من نالت شهرة فى صناعته، ولا عجب أن يكون من المكونات الرئيسية فى أثاث العروس أختام الكعك التى استخدموها لعصور طويلة فى زخرفة كعك العيد وهى ذات رسوم بارزة تكتب باتجاه عكسى حتى يستطيع الآكل رؤيتها مثل «كل هنياً» أو كل واشكر مولاك أو بالشكر تدوم النعم. ومازال متحف الفن الإسلامى يحتفظ بهذه الأختام، والطريف أن هناك وقفيات للكعك منها وقفة الأميرة تتر الحجازية التى قررت فيها توزيع الكعك الناعم والخشن على موظفى مدرستها التى أنشأتها عام 748 ه.