سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كعك العيد من الفراعنة حتى الآن.. باحث أثري زوجات الملوك عرفوا الكعك وقدموه للكهنة لحماية هرم خوفو.. طوره الطولونيون في العيد.. والإخشيد قدموه محشو ب"الدنانير" وصلاح الدين حاول القضاء عليه
لم تكن صناعة وانتشار كعك العيد صدفة عرفها المصريون خلال أيام العيد فقط ليتناولوه أو يقبلون على شرائه بكم هائل من المحال التجارية أو من خلال صنعه بالمنزل والتي يتجمع خلالها النساء من الأهل والأقارب والجيران ليحضروا المناقيش ومن ثم عجن الدقيق وتجهيزه بالروائح الجميلة والنفحات لبدء الشروع في صناعة كعك يفرح به الأطفال قبل الكبار لتفوح من داخل المنازل رائحة السمن البلدي. ولقد ولع المصريون بالكعك بل كان الأقرب إلى ذلك هم أجدادنا من القدماء الذين عرفوا صناعة الكعك وتقديمه في كل مناسبة كنوع من الهدية التي تمنح من زوجات السلاطين والملوك إلى الكهنة حراس هرم خوفو. يقول سامح الزهار الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية أن الكعك عرف منذ أكثر من 5 آلاف عام على يد زوجات الملوك والذين كانوا يعدونه بأيديهم لكى يقدم إلى الكهنة والقائمين على حراسة هرم خوفو ويعد لهم خصيصًا نظرًا لاعتبارهم أن ذلك البناء هو الأضخم والأزهى في ذلك الوقت. وأضاف الزهار أن الخبازين في البلاط الفرعوني أتقنوا صناعة الكعك وكانت له أشكال مخروطية ومستطيلة ومستديرة لدرجة أنه ثبت صناعتهم للكعك على هيئة 100 شكل. وتابع الزهار أن على مدى عصور عديدة تطور فن صناعة الكعك لدى المصريين حتى وصل إلى الدولة الطولونية في الفترة من 868-905م كان يصنع في قوالب خاصة مكتوبا عليها "كل وأشكر" حتى احتل مكانة كبيرة لدى الطولونيين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، أما الدولة الإخشيدية فعرفت الكعك المحشو بالدنانير على يد أبوبكر محمد على المادراتى "وزير الدولة الإخشيدية" في الفترة من 935 حتى 969 وأطلق عليه كعك الطولونية. وأضاف الباحث الأثري أن الدولة الفاطمية في الفترة من 969 حتى 1171م تم تخصيص أكثر من 70 ألف دينار من خزينة الدولة لصناعة الكعك بداية من منتصف شهر رجب وملء مخازن السلطان به وكان السلطان يشرف على توزيعه بنفسه. وأوضح الزهار أن السلطان صلاح الدين الأيوبى في عهد الدولة الأيوبية حاول جاهدًا القضاء على العادات الفاطمية ولكنه فشل في القضاء على صناعة كعك العيد إلى أن أصبحت متواجدة حتى اليوم كظاهرة نحتفل بها ونقوم بتناولها وصناعتها كل عيد.