انقضت أجمل الأيام وأطيبها، وأفضل الشهور وأعظمها، ليجيء يوم عظيم ليكون ختاما للشهر الكريم، إنه (يوم الجائزة) أو عيد الفطر، فهو عيد في الأرض، ويوم الجائزة في السماء، تقف الملائكة لتنادي على الصائمين قائلين: (اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم). فإذا فرغ المصلون من صلاتهم نادي عليهم مناد من قبل السماء: (ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم)، ويشير العلماء إلى أهمية وعظمة هذا اليوم، واستلام الصائمين جوائزهم، كل حسب عمله، ويوم يفرح فيه الصائمون بإفطارهم ورضاء ربهم. كما أشار العلماء إلى أهمية التوسعة على أهل البيت فى ذلك اليوم، وإطعام المساكين وصلة الأرحام، ومصافحة الناس حتى تتساقط الذنوب، كما أن إدخال السعادة والسرور على المسلمين والأقارب والأصدقاء من سمات هذا اليوم. اتباع سنن النبي فإذا فرغ المصلون من صلاتهم نادي عليهم مناد من قبل السماء: (ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم)، ويشير العلماء إلى أهمية وعظمة هذا اليوم، واستلام الصائمين جوائزهم، كل حسب عمله، ويوم يفرح فيه الصائمون بإفطارهم ورضاء ربهم. ويقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق، أن اسم العيد يدل على أنها (عادة) يعيدها الله دائما بعد أداء فريضته، ونحن قضينا شهرا لأداء الفريضة، فهو مكافأة عن الصيام، فهناك فرحتان فرحة فى الدنيا وفرحة فى الآخرة، وفى يوم العيد يجب علينا اتباع سُنن النبي، صلى الله عليه وسلم، فالعيد يأتى مرة واحدة كل عام، فمن علامات الفوز بالجنة السير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالي: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)، وهذا العيد جاء بعد معاناة مع موسم الحر الشديد، والثواب يكون فيه أعظم، وسعد من أدى رمضان فى طاعة وبمناسبة هذه الطاعة يكون يوم فرحة وسعادة وسرور وهناء، فالعيد ليس لمن لبس الجديد ولكن العيد لمن تذكر يوم الوعيد، وخاصة أننا أدينا الفرض كما أمرنا الله عز وجل، وسمى بيوم الجائزة، أى أن الجائزة تكون عن هذه العبادة التى أمرنا الله بها، وهذا المسمى تعبيرا عن المكافأة العظيمة، التى أعدها الله لعباده الصائمين (إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به). فهى الجائزة التى يحصل عليها المطيع من الخالق، والأنبياء حينما صاموا لم يكن لهم عيد بعد الصيام، إلى أن جاء النبى صلى الله عليه وسلم، فكان عيد الفطر بعد شهر رمضان، أما عيد الأضحى فكان من نهج سيدنا إبراهيم عليه السلام، واتبع سيدنا محمد مناسك إبراهيم عليه السلام من سنة الذبيح وتأدية المناسك. زيارة القبور وحذر من الظاهرة التى يفعلها بعض المسلمين فى بعض القرى وهى (زيارة القبور) فى ذلك اليوم، حيث اعتاد البعض الذهاب مباشرة إلى المقابر فور الانتهاء من الصلاة، وهى عادة غير مستحبة ولا ينبغى فعلها فى يوم الفرح والسرور، ويجب علينا فى أول أيام العيد أن نتزاور فيما بيننا وبين الجيران والأقارب، وكذلك زيارة المرضى والمحتاجين، ومصالحة المتخاصمين، وأن ندخل الفرحة والسرور على قلوب الأطفال. وطالب المسلمين فى العيد بالتوحد والتصالح، لقول الله تعالي: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، ويقول أيضا (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً). التكبير والتعظيم وفى سياق متصل أكد الدكتور محمود عبده، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن عيد الفطر من مواسم الخير والبركة الذى تزف فيه الملائكة البشرى إلى المؤمنين، بعد صيامهم، والعيد له روائح معطرة يعرفها المؤمن، الذى تقبل الله منه الصيام، ومن أحسن عمله خلال الشهر الكريم، وحافظ على أداء فريضته، (فرمضان كان سوقا كبيرا ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر)، وكانت أيامه عامرة بالطاعة والعبادة، وعلينا أن نكثر من الدعاء فى يوم العيد بأن يتقبل الله منا الصيام والقيام، وأن يتجاوز الله عن تقصيرنا، ويجعلنا من الذين يداومون على العبادة بعد رمضان، وأن يبلغنا رمضان أعواما عديدة. وأضاف: أنه من سنن النبي، صلى الله عليه وسلم، أن تذهب من طريق وتعود من آخر، وأن تغتسل قبل الذهاب إلى الصلاة، وأن تتعطر وأن تلبس أفضل الثياب لديك، وليس شرطا أن يكون جديدا، ولا بأس من أن نصطحب نساءنا وأطفالنا ليشهدوا صلاة العيد.