قالت: في رأيك من هي المرأة الجميلة. وماهو الجمال.. هل هو جمال الروح.. أم الوجه والملامح.. أم الفكر والعقل والثقافة.. قلت: تختلف مصادر الجمال عند المرأة لأن الملامح ليست وحدها مصدر الجمال.. وقد يخدعنا الجمال الظاهر ثم نكتشف ان وراء الوجه الجميل فراغا سحيقا من التفاهة والسطحية وقد تكتشف في إمرأة محدودة الجمال آفاقا من الذكاء والثقافة ومتعة الروح التي تشع في كل شئ فتمنح الحياة الدفء والسكينة.. كثيرا ما تجد امرأة صارخة الجمال في التناسق والملامح والعيون وحين تتكلم تجد عالما آخر غير ما تشاهد علي الوجه.. تجد الغرور وهو أسوأ الصفات الإنسانية.. وتجد التفاهة حيث لا فكر ولا عقل ولا حوار.. وتجد الأنانية لأن المرأة حين تشعر بجمالها المتوحش تقع في حب ذاتها وتتمادي في ذلك فتغمض عينها ولا تري حولها شيئا.. وما بين الغرور والتفاهة والأنانية تسقط مملكة الجمال المبهر.. علي جانب آخر تجد إمرأة محدودة الجمال وتختزن في أعماقها روحا جذابة إنها لا تقرأ كثيرا ولكنها قادرة علي ترتيب أفكارها وهي تحب نفسها ولكن ليس بدرجة من الأنانية تنسيها حب الآخرين.. وهي جادة ولذلك لا تحاول ابدا ان تمارس تفاهة المواقف والسلوك.. وكثيرا ما نتحدث عن الروح ونقول هذا إنسان روحه طيبة.. إنها السحر الإلهي الذي يضعه الخالق سبحانه وتعالي في القليل من عباده حين تجتمع بساطة الجمال مع صفاء الروح وهدوء الملامح فتقدم لنا ارفع وانبل النماذج الإنسانية.. تجد إمرأة أخذت من كل شئ قسطا.. من الجمال شئ.. ومن الرقة شئ ومن عذوبة الروح أشياء كثيرة.. هنا تأنس إليها وترتاح للحوار معها وتغنيك عن كل نساء الدنيا.. وإذا صادفتك إمرأة جميلة الملامح فقيرة الروح والمشاعر اهرب منها لأن الجمال أحيانا يكون نعمة وفي أحيان أخري يتحول إلي نقمة.. وقليلا ما يجتمع جمال الوجه مع جمال الروح وذكاء العقل وشئ من الثقافة.. هنا تكتمل المرأة جسدا وروحا وعقلا وهذه هي الجنة علي الأرض. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة