زيارة أخري مهمة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي ألمانيا لحضور قمة «الشراكة مع افريقيا والمستقبل الاستثماري»، ولم يعد خافيا أن العلاقات المصرية - الألمانية تشهد حاليا تقاربا ملحوظا، وتفاهما كبيرا ما بين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس عبد الفتاح السيسي. وتعكس الزيارات المتبادلة ما بين ميركل والسيسي في الفترة الأخيرة عمق التنسيق المصري - الألماني، فضلا عن تزايد الشراكة المصرية - الألمانية في مجالات التجارة والاستثمار والرؤية المشتركة لقضايا مكافحة الارهاب والتصدي للتطرف والعنف والهجرة غير المشروعة. يأتي ذلك وسط تأكيد السفير المصري لدي ألمانيا أن الجانب الالماني أصبح مقتنعا للمرة الأولي بالطرح المصري فيما يتعلق بأفكار الارهابيين، وسبل مواجهة الارهاب ووقف تمويله، وأن ما تقوم به مصر من وقف لأنشطة الإرهابيين في ليبيا أمر في مصلحة ألمانيا. وفضلا عن ذلك فإن المستشارة الألمانية تؤمن بدور مصر والأزهر في مواجهة الارهاب، وجهود مؤسسة الأزهر في مكافحة التطرف تلقي تقديرا كبيرا في ألمانيا. وتعكس عملية التفاهم الكبري ما بين مصر وألمانيا إزاء الملفات والقضايا الكبري في المنطقة والعالم أهمية خاصة، وذلك بالنظر إلي أن المانيا بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتت فعليا أهم قوة أوروبية بجانب فرنسا. ومن هنا فإن مصر حريصة علي التنسيق الكبير مع «الاتحاد الأوروبي» الذي يمثل قوة اقتصادية وسياسية مهمة، كما أن قضايا الارهاب والهجرة غير المشروعة التي تضرب أوروبا والشرق الأوسط تفرض علي القادة السياسيين في مصر وأوروبا ضرورة الالتقاء والتشاور وتوحيد الجهود لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم في العالم. ومن ناحية أخري توفر الاجتماعات الثنائية ما بين السيسي وميركل فرصة كبري لتبادل الآراء حول الأزمة الأخيرة مع قطر، وتقديم مصر شرحا وافيا لتورط قطر في دعم الارهاب، وضرورة توقف الدوحة عن هذه الممارسات الخطيرة. ومما لاشك فيه أن جذب المانيا والاتحاد الأوروبي للوقوف بقوة في المعركة ضد الارهاب ستكون له تداعيات مهمة علي المشهد السياسي في المنطقة، وسيكون من الصعب علي المغامرين الصغار أن يستمروا في ألعابهم الخطيرة دون عقاب. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;