◙ العلاقات المصرية الألمانية تنتقل من مرحلة الاختلافات إلى الشراكة والتفاهمات اختتمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارتها الناجحة إلى مصر التى استمرت يومين، عقدت خلالها مباحثات مهمة وبناءة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنهت مرحلة من بعض الاختلافات العالقة التى شهدتها العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، لتشهد مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وتفاهمات عدة بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وعمل المنظمات السياسية الالمانية فى مصر. وقد غادرت المستشارة الألمانية مطار القاهرة صباح أمس متجهة إلى تونس محطتها الثانية والأخيرة فى زيارتها إلى المنطقة. وقد أعلنت المستشارة الألمانية - التى سبقت وأن صرحت خلال زيارة الرئيس السيسى إلى برلين قبل نحو عامين بأن العلاقات المصرية الألمانية تشهد نوعا من الاختلافات وليس الخلافات - وأن مصر تقوم بدور مهم فى المنطقة وأنها تلعب دورا محوريا وركيزة أساسية فى استقرار الشرق الأوسط، كما أكدت ان بلادها تعد أهم شركاء مصر فى مجال التجارة وجذب الاستثمارات، وأعربت عن سعادتها بأن تشهد افتتاح المرحلة الأولى لمحطات الكهرباء الثلاث ببنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة، التى شاركت فى تنفيذها شركة «سيمنز» الألمانية فى وقت وجيز. كما أعلنت دعم بلادها الكامل لجهود مصر الدءوبة فى التوصل إلى التنمية المستدامة، وأن هناك تحسنا كبيرا فى ملف عمل المنظمات السياسية الألمانية فى مصر والمهتمة بتنمية المجتمع المدني، معلنة أن المانيا ستبرم مع مصر بروتوكولا للتعاون فى حل هذه المشكلة العالقة. كما ثمنت المستشارة دور مصر فى استقبال اللاجئين الفارين من ويلات الأزمات فى المنطقة، وأعلنت أن بلادها سوف تدعم مصر بالتجهيزات التقنية لمراقبة الحدود البرية والبحرية من أجل مواجهة الهجرة غير الشرعية الناتجة عن خطر الإرهاب فى ليبيا. وقد شهدت زيارة ميركل إلى القاهرة توافقا كبيرا مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب وضرورة تصدى المجتمع الدولى له من خلال المقاربة الشاملة التى تدعو إليها مصر لمكافحته ليس فقط من الجوانب الأمنية والعسكرية، بل من النواحى الاقتصادية والإنسانية والفكرية، فضلا عن اتفاق البلدين على أهمية الحلول السياسية لأزمات المنطقة تحت رعاية الأممالمتحدة دون تدخل أطراف خارجية فى شئون البلاد الداخلية. كما أشادت ميركل ببرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر حاليا بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وقالت إن مصر واجهت أزمتها الاقتصادية بشجاعة، معلنة أن بلادها ستدعم مصر بمبلغ إضافى يقدر بنحو 250 مليون دولار ليصل حجم الدعم الألمانى إلى مصر بعد بدء الإصلاحات إلى 500 مليون دولار. وخلال المباحثات المشتركة مع الرئيس السيسي، أكد للمستشارة الألمانية إعلاء مصر سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان بالتوازى مع الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، مشيرا إلى أن مصر لا تستخدم القوة إلا أمام من يرفع السلاح فى وجه الدولة، كما شدد على ان مصر تدعم الجيوش الوطنية لاستعادة المؤسسات الوطنية فى كل من سوريا وليبيا، وحذر من مغبة الإرهاب فى المنطقة، وطالب الدول الراعية للإرهاب بأن ترفع يدها عن التنظيمات المتطرفة. وقد أشادت المستشارة الألمانية خلال لقاء القمة مع الرئيس السيسى بجهود مصر لحل أزمات منطقة الشرق الاوسط، ودعت الرئيس للمشاركة فى القمة المصغرة التى ستستضيفها برلين يونيو المقبل لمناقشة جهود التنمية فى القارة الإفريقية. كما أعلنت عن إطلاق مشروع جديد لنقل الخبرة الألمانية إلى مصر فى مجال التعليم الفنى والتدريب المهني. وخلال اللقاء الذى حضرته مع الرئيس السيسى وممثلى مجتمع الأعمال المصرى - الألمانى الذى ضم الوفد الاقتصادى رفيع المستوى الذى صاحب المستشارة الألمانية فى القاهرة، أكدت المستشارة الألمانية وأعضاء الوفد حرص الشركات الألمانية على زيادة استثماراتها فى المشروعات المصرية الكبري، وقالت إن معدلات إنجاز مشروعات شركة «سيمنز» تعد غير مسبوقة عالميا وتعكس جدية الحكومة المصرية فى التنفيذ، ومن جانبه أكد الرئيس السيسى حرص مصر على زيادة التعاون الاقتصادى مع المانيا التى تعتبرها مصر أهم شركائها التجاريين بالاتحاد الأوروبي، كما أوضح الرئيس أن الاصلاحات الاقتصادية الأخيرة بدأت فى جنى ثمارها. وخلال زيارتها إلى مصر، التقت المستشارة الألمانية البابا تواضروس الثانى بالكاتدرائية المرقسية، واطمأنت من قداسة البابا على أوضاع المسيحيين فى مصر، الذى أكد لها أنها شهدت تحسنا بعد ثورة 30 يونيو، كما زارت مشيخة الأزهر والتقت الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأعربت عن سعادتها بالتواجد فى أكبر مؤسسة فى العالم ذات المرجعية السنية والتى تمثل الوسطية وسماحة الإسلام. وقبل أن تختتم زيارتها إلى القاهرة، شهدت المستشارة الألمانية مع الرئيس السيسى احتفالية فنية كبرى فى منطقة أهرامات الجيزة، جسدت الحضارة الفرعونية القديمة، وبعثت برسالة للعالم أن مصر ومقاصدها السياحية آمنة تماما. واستمتعت المستشارة الألمانية بسحر المنطقة وشارك فى الحفل المطربة الشابة أميرة رضا التى تغنت بأغنيتها الشهيرة «مصر الجميلة بلون القمح» بثلاث لغات، كما تضمن الحفل «باليه» جسد حقبة من التاريخ الفرعوني، وفقرات من الفنون الشعبية تضمنت رقصة التنورة.