لا أدري هل كنت في كامل يقظتي ام انني كنت مستغرقا في نومي وهل ما رأيته كان مجرد حلم ام ان فيه شيئا من الحقيقة.. طابور طويل يمتد من ميدان التحرير متجها إلي شارع مجلس الشعب وقصر العيني ليندفع نحو مبني وزارة العدل في ميدان لاظوغلي الشهير.. حاولت ان اتفحص الوجوه.. اعرف الكثير منها شاهدت اصحاب هذه البدل والكرافتات الانيقة في مناسبات كثيرة منهم مسئولون ووزراء واصحاب مناصب.. شاهدت بعض هذه الوجوه علي شاشات التليفزيون في إنتخابات الحزب الوطني واثناء افتتاح المشروعات ورأيت بعضها يتحدث بثقة عن إنجازات الحكومات السابقة وكل هذه الاشياء كانت بتوجيهات وحكمة القيادة السياسية..شاهدت الكثيرين منهم يطوفون بلجنة السياسات يطلبون البركة ويسألون الصفح والغفران.. وشاهدت بعضهم في صور الافراح علي صفحات الجرائد والمجلات ومنهم من رأيته في صفحة الحوادث في جريمة تهريب أو سرقة أو جرائم القروض ونهب اموال البنوك.. المهم ان الطابور الطويل توقف وفي مقدمته ظهر خمسة اشخاص يبدو انهم اصحاب هذه المسيرة.. بعد حوار قصير بينهم وبين موظفي الاستقبال في وزارة العدل لم يمض وقت طويل حتي رأيت وزير العدل يتجه إليهم مسرعا وتقدم واحد منهم وقال بصوت مسموع.. سيادة الوزير نحن 1500 مواطن من اكبر اثرياء مصر جمعنا اموالا كثيرة طوال سنوات العهد البائد ليس هذا وقت حساب هل كانت كلها حلال ام كان فيها مال حرام ولكننا جئنا الأن نطلب صفح هذا الشعب حتي نبدأ صفحة جديدة سواء بقينا في هذا الوطن أو رحلنا عنه.. لقد علمنا ان ديون مصر قد بلغت تريليونا و300 مليار جنيه حسب ما جاء في بيانات البنك المركزي ونحن علي استعداد لسداد هذا المبلغ وسوف نقوم بتوزيعه علينا حسب ثروات وقدرات كل منا.. هناك من سيدفع مليار جنيه وهناك من سيدفع 500 مليون جنيه وهناك من سيدفع مبالغ اقل.. ولكن المهم ان تسقط عنا كل الاتهامات والمحاكمات وتتركونا نعيش احرارا وعفا الله عما سلف.. فجأة صحوت من نومي علي صوت احفادي يتشاجرون امام التليفزيون علي افلام الكرتون. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة