لا أجد مبررا للهجوم أو السخرية من اللاعب محمد أبو تريكة, لأن اسمه جاء في ترشيحات الشخصيات العامة في لجنة إعداد الدستور في مجلس الشعب والشوري.. من حق البعض ان يعترض علي ذلك ومن حق البعض الآخر ان يستنكر ولكن ليس من حق أحد ايا كان ان يسخر من لاعب كبير في حجم أبو تريكة وأخلاقه وسلوكياته الرفيعة..لست من مشجعي كرة القدم وقليلا ما أشاهدها ولكنني اعرف ان ابو تريكة يحتل مكانة خاصة لدي جمهور كرة القدم, ليس في مصر وحدها ولكن في العالم العربي كله..والسخرية والهجوم علي ابو تريكة يعكس أن صورة من صور التعالي الشرير من بعض اصحاب الأفكار الذين تعاملوا مع الشارع المصري سنوات طويلة بأساليب أقل ماتوصف بها انهم يحرثون في الماء.. فلاهم بنوا عقولا ولا هم حركوا وجدانا ولاهم ادركوا قيمة ان يعيشوا مع الناس ويحسوا بآلامهم فكان سقوطهم المروع في أول اختبارات الديمقراطية..عندما كنا تلاميذ في المدارس كنت تجد ان اكثر التلاميذ صخبا وضجيجا وادعاء هم اكثرهم فشلا واقلهم تفوقا وكان هذا يظهر واضحا في نتائج آخر العام.. من حق البعض ان يوجه اللوم أو النقد إلي من رشحوا ابو تريكة وهذا امر= وارد ولكن ما ذنب ابو تريكة لكي يهاجمه البعض بهذه الصورة القاسية تحت دعوي انه سيكتب دستور مصر.. وقبل هذا كله أليس ابو تريكة مواطنا مصريا له رأي ومن واجبنا ان نسمعه ام ان جهابذة الفكر الذين خربوا عقل هذا الشعب يرون ان الحديث ينبغي ان يكون لهم وليس لغيرهم. هؤلاء الجهابذة حملوا المباخر سنوات طويلة لنظام حكم فاسد وعصابة اهدرت حقوق هذا الشعب ورجعت بأجمل اوطان الدنيا لعصور التخلف والضياع..والآن لم يجدوا أحدا يسخرون منه غير لاعب كرة بسيط اسعد الناس زمنا طويلا بأقدامه علي رغم انهم اساءوا للناس كثيرا بأقلامهم..شيئ من الحكمة لأن هذا الصخب وهذا الضجيج المفتعل وهذه المعارك الوهمية كشفت عورات كثيرة من واجبها ان تستر نفسها وان تهدأ وان تسكت وان تستريح. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة