نقيب المحامين: زيادة الرسوم القضائية خطر على السلم والأمن القومي للبلاد    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    ماذا ينتظر أسعار الذهب؟.. توقعات صادمة للفترة المقبلة    محافظ الغربية يؤكد استمرار حملات إزالة التعديات ومخالفات البناء بالمرحلة الثانية للموجة 26    وزير الخارجية: اتصالات مصرية للحد من التصعيد العسكري واحتواء الموقف في المنطقة    إيران تعلن إسقاط 3 طائرات مسيرة إسرائيلية    الرئيس النمساوي يبحث مع زيلينسكي سبل إنهاء الحرب "الروسية الأوكرانية"    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    موعد مباراة تشيلسي ولوس أنجلوس والقنوات الناقلة مباشر في كأس العالم للأندية    انقلاب سيارة محملة بمادة ك أو ية على طريق السنطة - طنطا دون حدوث إصابات (صور)    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة القاهرة للاستعلام فور ظهورها    وزير الثقافة يشارك في إزاحة الستار عن «استديو نجيب محفوظ» بماسبيرو    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    مجانا حتى 21 يونيو.. فرقة بني مزار تقدم "طعم الخوف" ضمن عروض قصور الثقافة    الجامعة الألمانية تنظم ورشة عمل مع هيئة الدواء والمهن الطبية عن اليقظة الدوائية    رئيس جامعة المنوفية والمحافظ يدشنان قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    «من أقدم المستشفيات التخصصية في الصعيد».. محافظ المنيا يفتتح تطوير «مستشفى الرمد»    ضبط سائق استخدم إضاءة تُعرض حياة المواطنين أعلى الدائري| فيديو    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    إسرائيل تستعد لإطلاق رحلات جوية لاستدعاء العسكريين والعاملين في الصناعات الدفاعية من الخارج    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    مصرع طفل أسفل عجلات قطار الصعيد عند مزلقان دماريس بالمنيا    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    «خيالكم مريض».. رئيس تحرير الأهلي يشن هجوما ضد هؤلاء بسبب تريزيجيه    بعد هروبها.. أب يقيد ابنته في أحد شوارع حدائق أكتوبر    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    سياسة التخفى والعمل فى الظل لترويج الشائعات.. السوشيال ميديا واحدة من أهم أدوات جماعة الإخوان الإرهابية في صراعها مع الدولة المصرية    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    برنامج ريادي لإعداد معلمة "علوم الرياضة" لذوي الاحتياجات الخاصة جامعة حلوان    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    النفط يرتفع مع تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى يونيو الشعب يصنع المجد.. فى الإرهاب «الرجل الكبير» يحمى قطر!
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 06 - 2017

يومان فى شهر واحد.. هما وجهان لأسوأ هزيمة وأعظم انتصار!.
أتكلم عن 5 يونيو 1967 و30 يونيو 2013.. الفارق بينهما 25 يومًا بحسابات الشهر الذى ينتميان له و46 عامًا فى حساب التاريخ!. الوجه الأول هزيمة عسكرية فى ساعات لجيش لم يحارب وربما أرادها الله لنفيق من أوهام كثيرة غيبت عقولنا سنوات ليست بالقليلة.. ولولا الهزيمة ما استيقظنا وتحركنا وانتفضنا وحررنا طاقاتنا الكامنة الهائلة.. لنزرع فى رَحِمِ الهزيمة.. إرادة النصر.. الذى تحقق فى 6 أكتوبر 1973!.
الوجه الثانى لنفس الشهر هو يوم 30 يونيو 2013 والذى حدث فى هذا اليوم.. أغلبنا للآن لم يدرك إبهاره وقيمته!. أغلبنا لا يستوعب أن 30 يونيو زلزال هائل!. نعم زلزال لأن الزلازل فقط.. هى التى تمحو فى لحظات ما تم ترسيخه فى سنوات!. 30 يونيو فى ساعات.. أسقط الإخوان.. الراعى الرسمى والغطاء الشرعى لمشروع ترعاه قوى غير منظورة.. اسمه الدولة الإسلامية!. هناك إصرار عالمى على أن يظهر فى الوجود تنظيم أو كيان اسمه الدولة الإسلامية والإخوان هم المشروع وهم الأصل وهم الفروع وهم من يحكمون مصر.. وهم من أحكموا قبضتهم على مصر.. ولنا تذكرة فى آخر خطاب للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الأسبق وجملته الشهيرة.. التى حملت تهديدًا واضحًا: «سنة واحدة كفاية»!. أغلبنا لا يعلم أن التقسيم الفعلى لمصر كان على مسافة خمسة أيام من 30 يونيو.. حيث كان مقررًا إعلان شمال سيناء إمارة إسلامية فى 5 يوليو 2013.. دول العالم القادرة.. أمريكا والغرب.. سيعترفون بالإمارة الإسلامية.. مثلما الجزيرة القناة التى طِلِع لها إمارة.. لا تقول داعش على الإرهابيين الذين ظهروا فى العراق.. حريصة على وصفهم بتنظيم الدولة الإسلامية!. هناك إلحاح على طبع الاسم فى العقول!. إصرار على تهيئة العالم.. للتعامل مع جماعات إرهابية.. على أنها الدولة الإسلامية القادمة لفرض سيطرتها على الشام تحديدًا.. وعلى المنطقة عمومًا!. لابد من اختفاء الدول القائمة وإعلانها بتنظيمات دول إسلامية تحت مسميات مختلفة!. ليس هذا تفكير أو ترتيب قطر.. إنما هو الدور المطلوب من قطر تنفيذه.. وهذا ما جعل قطر الراعى الذهبى للإرهاب!.
ملاحظة: عندما نسف 30 يونيو المخطط بإسقاط الإخوان.. الإمارة الإسلامية التى كانت ستعلن فى سيناء.. ظهرت فورًا بعد أسابيع فى العراق.. باسم تنظيم الدولة الإسلامية!. مصادفة أم ترتيب وتخطيط؟.
أغلبنا نسى.. لأن النسيان آفتنا.. نسى الرجل الذى وضع روحه على كف يده وتصدى للإخوان.. المشير السيسى وقت كان وزيرًا للدفاع.. الذى تصدى للإخوان بالأفعال على الأرض.. وليس بالشعارات المرفوعة للزعامات إياها.. وليس بالهتافات!. تصدى للإخوان وهو يعلم جيدًا أن الدنيا كلها وراءهم تدعمهم!. تصدى للإخوان وهو يعى.. أن وجودهم فى الحكم إرادة عالمية وبقاءهم فى الحكم مسألة منتهية!.
30 يونيو هو اليوم الذى أَلَّفَ الله فيه قلوب المصريين على هدف وقرار.. فحدث ما لم تتوقعه أجهزة مخابرات الغرب!. فوق ال30 مليونًا على قلب رجل واحد.. يثقون فى رجل واحد.. يفوضون رجلًا واحدًا.. يفوضون السيسى.. لإسقاط الإخوان!.
عادتنا ولن نشتريها.. قدرتنا على النسيان أضعاف أضعاف التذكر!. نسينا 30 يونيو.. نسينا عبقرية شعب وشموخ شعب ووعى شعب.. فطرته وعفويته هى بوصلته التى لا تخطئ!. شعب قرأ بسرعة واستوعب جيدًا.. ما حدث من يناير 2011 وحتى يونيو 2013.. شعب فَرَزَ جيدًا الأحداث وعرف جيدًا الأدوار وكشف ما ظنوا أنه مستور.. فانفضح زعماء الشعارات وتجار الأزمات ومقاولو المظاهرات!.
الشعب بفطرته التى هى عبقريته.. حدد وجهته.. جيش مصر العظيم.. الذى لم يخذل يومًا شعبه.. المنحاز دومًا لشعبه.. فكان 30 يونيو.. ملايين الشعب فى الميادين وجيش الشعب يحمى الشعب وهو يسقط الإخوان وينسف مخططا يعدون له من سنوات وأنفقوا عليه مليارات!.
يونيو لا هو عنوان للهزيمة ولا علامة للسقوط!. يونيو فى حاجة لقراءة حيادية لأحداثه!. يونيو فى حاجة لندرك أنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.. وأى مَلِكَ أو رئيس أو زعيم.. هو فى النهاية إنسان.. يُصِيْبُ ويخطئ.. له وعليه!. مهم جدًا أن نرصد ما هو له ونشيد به ونؤكد عليه.. لأنه حق وطن يتطلع إلى ترسيخ الصواب والنجاح لأجل التقدم!. حق وطن أن نكشف الخطأ والفشل لمنع التكرار!. حق وطن الإبقاء على الرموز فى أى مجال!. حق وطن التصدى لحرب تجريف الرموز القائمة على قدم وساق!.
أعود إلى 5 يونيو و30 يونيو!.
5 يونيو هزيمة قاسية.. العالم كله توقعاته.. العرب انتهوا وليس قبل 30 سنة.. إن فكروا أن يمسحوا هزيمة الهزيمة!.
هزيمة 5 يونيو بقدر قسوتها.. كان حجم القدرات الكامنة التى حررتها داخل المصريين!.
5 يونيو كانت أعظم فرصة ليتعرف المصريون على قدراتهم.. شجاعتهم.. عقولهم.. أفكارهم.. طاقتهم.. انتمائهم.. تعاونهم.. تسامحهم.. تضحيتهم!.
العالم كله هو من عرف قدرات المصريين!. العالم كله مذهول لأنهم.. من لا شىء.. فعلوا كل شىء!.
بعد 5 يونيو 1967.. قناة السويس أصبحت أكبر مانع مائى وأصعب مانع مائى.. أمام أى جيش يحاول تخطيها!. الخبراء العسكريون.. شرقيون وغربيون.. أكدوا استحالة تخطى هذا المانع ولو حدث فإن خسائر المصريين رهيبة.. اليوم الأول للقتال خسائره 65% أى كل 100 مقاتل يحاولون تخطى القناة هناك 65 مقاتلا خسائر!. واليوم الثانى للقتال الخسائر 45%.. وأظن أنه لا معنى من الكلام عن يوم ثالث.. لأن الجيش «خِلِصْ»!.
بعد يونيو المصريون قرروا إسقاط كل نظريات العالم!.
الشعب قبل التحدى.. والويل لمن يتحدى الشعب المصرى!. الشعب قدم من أبنائه مليون شاب لجيش مصر.. الذى كان قبل يونيو 300 ألف مقاتل!. ما من بيت فى مصر إلا وله ابن فى الجيش!. الشعب قبل التحدى فى الحرب الاقتصادية!. الميزانية كلها لشراء السلاح والعتاد والذخيرة!. الاستيراد توقف تمامًا للاحتياجات الحياتية للشعب!. الشعب قبل التحدى وتحمل ما لا يتحمله بشر طوال ست سنوات!. حالة تقشف غير مسبوقة!. «يزعق» لك «نبى» لأجل «تلاقى» زجاجة زيت!. كل ما هو موجود من أنواع الجبنة نوعان!. جبنة «نستو» هكذا عرفنا اسمها.. ولم نعرف أبدًا طعمًا محددًا لها!. كانت تصنع محليًا.. رائحتها غريبة ومذاقها أغرب.. لكنها جبنة.. لأن النوع الثانى.. الجبنة البيضاء.. تصنع بطريقة يدوية بدائية فى محافظات مصر.. وأنت وحظك!.
5 يونيو هى من فجرت كل الطاقات فى جيش مصر!. ما حدث يوم 5 يونيو.. لم ينسه جيش مصر!. صورة ما حدث.. بقيت فى الذاكرة أكبر حافز للانتصار.. بقيت فى العيون.. بقيت فى كل لحظة تدريب!. بقيت فى كل العمليات التى تم تنفيذها فى حرب الاستنزاف!. بقيت ساعة الصفر التى ينتظرها جيش مصر بفارغ الصبر.. لأجل معركة الشرف والكرامة وتحرير الأرض!.
ما بين 5 يونيو 1967 و6 أكتوبر 1973 ست سنوات فقط.. إلا أن المتغيرات التى طرأت لم تحدث فى عالم الحروب من قبل.. ولست أصادر على المستقبل إن قلت استحالة حدوثها!. ليه؟
لأن ما حققه جيش مصر هو المستحيل!. اقتحام قناة السويس كمانع مائى.. مستحيل!. الاستيلاء على نقاط خط بارليف القوية.. التى هى أقوى خط دفاع عرفه التاريخ.. مستحيل!. لأن حربًا بهذا القدر وقوات بهذا الحجم.. والعالم يفاجأ باندلاعها.. أمر هو المستحيل فى الخداع!. موشى ديان وزير دفاع العدو.. أرسله مجلس الحرب المصغر لاستطلاع الجبهة بعد وصول معلومات عن نية المصريين فى شن الحرب يوم 6 أكتوبر!. موشى ديان وصل الجبهة يوم الحرب الساعة 11 صباحًا.. وشاهد الجبهة بنفسه الساعة 11 صباحًا ولمدة ساعة.. يراقب ويناقش ويحاور!. موشى ديان أبلغ من مكانه فى النقطة المتقدمة للعدو شرق القناة.. أنه لا توجد أى مظاهر تشير إلى أن المصريين سيحاربون!. موشى ديان.. شاهد خداع المصريين.. لكنه لم يكن يعرف أنه فى الخنادق أكثر من 80 ألف مقاتل.. سيقتحمون القناة بعد قليل!. لم يكن يدرى أن الجبهة عليها 2000 مدفع بمواجهة 170 كيلومترًا.. يحملون نار جهنم لمن يعادى مصر!. لم يكن يعلم أن حائط صواريخ الدفاع الجوى وصل من يومين.. وأى طائرة للعدو إن ظهرت فى السماء.. ذهبت فى لحظتها للآخرة!.
باختصار.. إن كان 5 يونيو حمل أسوأ هزيمة.. فإنها أيضًا كانت بداية تحول جذرى فى كل شىء.. واختبار عملى لقدرات المصريين التى ثبت أنها بلا حدود وبدون سقف وقادرة على إنجاز أى شىء.. وهذا ما يجب أن نسترجعه لنتذكره الآن!.
30 يونيو 2013.. هذا اليوم.. فى يوم ما.. سيكتب عنه التاريخ.. أنه اليوم الذى تم فيه إنقاذ مصر من مخطط تمزيعها وتقسيمها وإدخالها فى حرب أهلية.. يمكن معرفة بدايتها.. واستحالة التعرف على نهايتها!.
30 يونيو حالة استثنائية غير مسبوقة فى تاريخ الشعب المصرى!. قدرة مذهلة على التلاقى وعلى التجمع وعلى الاتفاق وعلى الإصرار.. وعلى الاختيار.. اختيار القائد!.
30 يونيو أسقطت الإخوان.. وأنقذت مصر من المصير المخطط لها!. إمارة إسلامية.. فى سيناء تحتضنها الجماعة وتقدمها الجماعة نموذجًا لتنظيم الدولة الإسلامية!. الدول الكبيرة التى نعرفها.. تعترف فورًا بالإمارة الإسلامية.. التى أهدافها المعلنة.. تتعارض تمامًا مع الدول الكبيرة الديمقراطية الليبرالية!. بالضبط مثل احتضان الصهاينة لحماس.. التى شعارها الحرب على الصهاينة!. بظهور الإمارة فى سيناء.. العالم يرسل قوات طوارئ دولية إلى سيناء لحماية الممر المائى!. بظهور الإمارة الإسلامية.. تبدأ الفتنة الطائفية فى الصعيد.. وبالفتنة تندلع الحرب الأهلية!. هذا ما كانوا يريدونه وهذا ما أنقذت 30 يونيو مصر منه.. وهذا ما يجعل 30 يونيو حدثًا غير مسبوق.. لا فى مصر ولا غير مصر!.
فى يوم وليلة أسقط 30 يونيو الإخوان ونسف مخطط الإمارة الإسلامية وأفسد كل ترتيبات أن تكون مصر «طليعة» الربيع العربى ونموذجه الذى يحتذى!. الربيع العربى هدفه إسقاط الدول لأجل تقسيمها.. وليس تداول السلطة بإبعاد أنظمة!. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.. صدق الله العظيم!. أرادوا إسقاط مصر.. وهم لا يعرفون ولن يعرفوا.. أن مصر غِيْرْ!. مصر لم ولن تسقط.. لأنها فى معية الله سبحانه وتعالى. الأرض التى أطل عليها الله عز وجل بنوره العظيم وصوته العظيم.. لا تسقط ولا تنجح فيها فتنة ولا يحدث على أرضها اقتتال بين المصريين..
ملاحظة: هذا التكريم الربانى.. ليس دعوة للغفوة والكسل والتواكل والضعف والهوان.. إنما هو أكبر حافز لأجل أكبر جهد وأكبر قوة للحفاظ على أرضنا وعِرْضِنا والارتقاء بمصرنا.. لنبقى على الدوام جديرين بالمنحة الربانية.. وهذا ما حدث!.
يونيو الهزيمة يوم «5» ويونيو الإعجاز يوم «30».. شهادة ليس على الأرض مثيلها شهادة.. لشعب عبقرى عظيم!.
فى رحم الهزيمة والانكسار.. زرع بذرة الأمل وحلم الانتصار.. الذى تحقق فى أكتوبر 1973.
من كابوس حكم الإخوان على مدى سنة.. استلهم الشعب العظيم إرادة التغيير.. التى أنقذت مصر من «فخ» الربيع العربى.. «يعنى» من الحرب الأهلية.. «يعنى» من بحور دم اقتتال 90 مليون مصرى.. «يعنى» من التقسيم!.
شىء من هذا لم يحدث ولن يحدث بإذن الله.. شرط أن يسترجع الشعب المصرى العظيم.. ذاكرة صموده فى الماضى البعيد.. بعد 5 يونيو 1967. يسترجع ليتذكر كيف صنع المجد من رَحِم الهزيمة؟. يتذكر الماضى القريب.. وزلزال 30 يونيو 2013!.
ما أحوجنا اليوم.. لتكرار ما قمنا به فى الأمس.. لأننا من ست سنوات.. نواجه أصعب وأعقد ظروف مرت على مصر المحروسة.. وبإذنك يارب سنعبرها ونتخطاها.. بانتباهنا ويقظتنا وتماسكنا وثقتنا وإيماننا!.
للأسبوع الثالث على التوالى.. أستعير من قاموس العسكرية مصطلح «انتباه».
انتباه.. للأحداث المتسارعة والمواقف المتغيرة.. ربما كل لحظة!. من أيام فوجئ العالم بتحالف عربى وقرارات حاسمة غير مسبوقة تجاه قطر!. الذى تم من أيام مصر تنادى به من سنوات!.
انتباه لسؤال منطقى مؤكد أنه طرأ على ذهنك سيدى القارئ: قطر الإمارة الصغيرة.. مستحيل أن تقوم بهذا الدور.. من نفسها أو من عقلها! المنطق والعقل والتاريخ والجغرافيا وكل حاجة وأى حاجة.. تستبعد تمامًا أن تكون رعاية قطر للإرهاب تنفيسًا عن عقد نفسية!. الصغار لا يلعبون بالنار.. وإن حدث وغافلوا الكبار وعبثوا بعود كبريت.. غالبًا ما يلسعهم وبالتأكيد سيظهر صراخهم والمؤكد عَلْقَة ساخنة .. وتذكره بأن اللعب بالنار.. ينعكس ليلًا بغرق السرير فى المياه!.
إذن.. هناك قوى تقف وراء قطر!. أغلبنا سوف يفكر فورًا فى أمريكا.. باعتبارها تحتل قطر فعليًا بقاعدتها العسكرية التى فيها بشر.. أضعاف أضعاف شعب قطر!.
هنا نسأل: قطر تمول الإرهاب وتحتضن الإرهابيين وتمد أى جماعات مسلحة تعمل فى الدول العربية بالسلاح والدولارات.. تفعل ذلك.. وأمريكا والعالم كله يعرف.. وأحد لم يمنعها!. لماذا؟.
دعنا من الإجابة الآن.. ونذهب إلى انجلترا التى تأوى وتحتضن كل أنواع جماعات التطرف والتكفير والإرهاب!. يقينى أن إنجلترا تعرف بالاسم كل إرهابى وجماعته وتمويله وسلاحه وكل شىء!. ومع ذلك!.
إنجلترا باتت مسرحًا للإرهاب من كل نوع.. والأغرب على الإطلاق أنها لم تتحرك جديًا لقفل «محبس» الإرهاب!.
فاكرين حضراتكم «الرجل الخفى». الذى كنا نراه من «قفاه» فى الأفلام الأبيض وأسود.. زعيم العصابة الذى لا نرى وجهه إلا آخر الفيلم!.
الرجل الكبير هو من يحمى قطر وتخشاه إنجلترا!.
هل نهاية الفيلم اقتربت.. لتعرف شعوب العالم من هو «الرجل الكبير» وتنفضح حكومات كبيرة وتنتهى اللعبة.. أم أن للفيلم جزءًا ثانيًا؟!.
الله وحده الأعلم!.
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.