الدين الأمريكى يتجاوز 38 تريليون دولار فى أسرع تراكم تريليونى خارج كورونا    مصر والاتحاد الأوروبي يوقّعان اتفاق المرحلة 2 لآلية مساندة الاقتصاد الكلى    بحضور الرئيس السيسي.. قمة مصر والاتحاد الأوروبي تتصدر صحف العالم    «الإفتاء» توضح حكم بيع وشراء الحسابات داخل الألعاء الإلكترونية    محافظ الجيزة يبحث موقف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي لتلبية احتياجات المواطنين    الإعلان عن القائمة النهائية الرسمية لمرشحى مجلس النواب 2025    أسعار النفط تقفز 3% بعد العقوبات الأمريكية على روسنفت ولوك أويل    لزراعة 250 ألف فدان، بدء توزيع تقاوي القمح على المستفيدين في 16 محافظة    الصحة: خفض معدلات الإصابة بمرض الدرن إلى 9 حالات لكل 100 ألف نسمة    سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 في البنوك المحلية    أمطار غزيرة وعواصف قوية في نوات الشتاء 2026.. والفيضة الكبرى على الأبواب    رابط التسجيل في قرعة الحج على موقع وزارة الداخلية 2026    بهذة الطريقة.. طة دسوقي يحتفل بميلاد زوجته    ما هي الشهادات المتوفرة الآن في بنك مصر؟ قائمة بأعلى العوائد    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية.. اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025    فلسطين.. افتتاح قسم الجراحة العامة بعد الترميم في مستشفى الخليل الحكومي    «إنت عايز تهد نادي الزمالك».. ميدو يفتح النار على أسامة حسني    «لازم تركز شوية».. أحمد شوبير يفاجئ نجم الأهلي برسائل نارية    مسئول كبير بالأمم المتحدة: سوء التغذية في غزة ستمتد آثاره لأجيال قادمة    البابا تواضروس: مؤتمر مجلس الكنائس العالمي لا يستهدف وحدة الكنائس بل تعزيز المحبة بينها    الأصول أهم    لاعب سابق بالأهلى يدعم محمد صلاح: لولا أنت كان ليفربول بالمركز السابع    ليفربول يفك عقدته بخماسية في شباك آينتراخت فرانكفورت بدوري الأبطال    محمد صلاح يثير الجدل بعد حذف صورته بقميص ليفربول    على أبو جريشة: إدارات الإسماعيلى تعمل لمصالحها.. والنادى يدفع الثمن    ختام فعاليات الدورة التثقيفية للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي بمكتبة مصر العامة بالمنصورة.. صور    رئيس الوزراء البريطاني: يسعدني انضمام أمريكا إلينا بفرض عقوبات كبيرة على شركتى النفط الروسيتين    نشوب حريق مخزن أخشاب بطريق بلبيس – أبوحماد بالشرقية    «التعليم» تكشف مواصفات امتحان اللغة العربية الشهري للمرحلة الابتدائية.. نظام تقييم متكامل    نفذها لوحده.. كاميرات المراقبة تكشف تفاصيل جديدة في "جريمة المنشار" بالإسماعيلية    مقتل وإصابة 4 من قوات شرطة الطاقة في انفجار أنبوب غاز غربي بغداد    حبس «الجن» 4 أيام بعد إلقاء زوجته من شرفة منزلهما بمحافظة بورسعيد    وكالة: كوريا الشمالية تعلن تنفيذ تجارب ناجحة لصواريخ فرط صوتية    علي الحجار يطرب جمهور الموسيقى العربية ويحيي تراث أم كلثوم بصوته    بعد تداول فيديو مفبرك.. حنان مطاوع تنتقد استخدام الذكاء الاصطناعي في تشويه الحقيقة    زوج رانيا يوسف: بناتها صحابي.. وكل حاجة فيها حلوة    الصحف المصرية.. حراك دولى لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة    سان دييجو أو اتحاد جدة أو الهلال.. من الأقرب لضم محمد صلاح حال رحيله عن ليفربول؟    خالد الجندي: الغنى والشهرة والوسامة ابتلاء من الله لاختبار الإنسان    ترامب يدعو مربي الماشية إلى خفض الأسعار ويؤكد استفادتهم من الرسوم الجمركية    تهديدات بالقتل تطال نيكولا ساركوزي داخل سجن لا سانتي    10 رحلات عمرة مجانية لمعلمي الإسماعيلية    رئيس محكمة النقض يستقبل الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي    مدحت عبدالدايم يكتب: محمود ياسين فنان متفرد يقود سيارته ويغنى للعندليب    علي الحجار يتأثر بغنائه «فلسطيني» في مهرجان الموسيقى العربية    سيصلك مال لم تكن تتوقعه.. برج الدلو اليوم 23 أكتوبر    رئيس هيئة النيابة الإدارية في زيارة لمحافظ الإسكندرية    4474 وظيفة بالأزهر.. موعد امتحانات معلمي مساعد رياض الأطفال 2025 (رابط التقديم)    رفض الطعن المقدم ضد حامد الصويني المرشح لانتخابات مجلس النواب بالشرقية    اليوم.. «6 مباريات» في افتتاح الجولة العاشرة بدوري المحترفين    هترم عضمك.. وصفة شوربة الدجاج المشوي التي تقاوم نزلات البرد    مش هتنشف منك تاني.. أفضل طريقة لعمل كفتة الحاتي (چوسي ولونها جميل)    مع اقتراب الشتاء.. خطوات تنظيف اللحاف بسهولة    ألونسو: سعيد من أجل بيلينجهام.. وصليت ألا يتعرض ميليتاو للطرد    ضياء رشوان: الاتحاد الأوروبي يدرك دور مصر المهم في حفظ السلام بمنطقة القرن الإفريقي    داعية إسلامي: زيارة مقامات آل البيت عبادة تذكّر بالآخرة وتحتاج إلى أدب ووقار    مواقيت الصلاة في أسيوط غدا الخميس 23102025    هل القرآن الكريم شرع ضرب الزوجة؟.. خالد الجندي يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى يونيو الشعب يصنع المجد.. فى الإرهاب «الرجل الكبير» يحمى قطر!
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 06 - 2017

يومان فى شهر واحد.. هما وجهان لأسوأ هزيمة وأعظم انتصار!.
أتكلم عن 5 يونيو 1967 و30 يونيو 2013.. الفارق بينهما 25 يومًا بحسابات الشهر الذى ينتميان له و46 عامًا فى حساب التاريخ!. الوجه الأول هزيمة عسكرية فى ساعات لجيش لم يحارب وربما أرادها الله لنفيق من أوهام كثيرة غيبت عقولنا سنوات ليست بالقليلة.. ولولا الهزيمة ما استيقظنا وتحركنا وانتفضنا وحررنا طاقاتنا الكامنة الهائلة.. لنزرع فى رَحِمِ الهزيمة.. إرادة النصر.. الذى تحقق فى 6 أكتوبر 1973!.
الوجه الثانى لنفس الشهر هو يوم 30 يونيو 2013 والذى حدث فى هذا اليوم.. أغلبنا للآن لم يدرك إبهاره وقيمته!. أغلبنا لا يستوعب أن 30 يونيو زلزال هائل!. نعم زلزال لأن الزلازل فقط.. هى التى تمحو فى لحظات ما تم ترسيخه فى سنوات!. 30 يونيو فى ساعات.. أسقط الإخوان.. الراعى الرسمى والغطاء الشرعى لمشروع ترعاه قوى غير منظورة.. اسمه الدولة الإسلامية!. هناك إصرار عالمى على أن يظهر فى الوجود تنظيم أو كيان اسمه الدولة الإسلامية والإخوان هم المشروع وهم الأصل وهم الفروع وهم من يحكمون مصر.. وهم من أحكموا قبضتهم على مصر.. ولنا تذكرة فى آخر خطاب للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الأسبق وجملته الشهيرة.. التى حملت تهديدًا واضحًا: «سنة واحدة كفاية»!. أغلبنا لا يعلم أن التقسيم الفعلى لمصر كان على مسافة خمسة أيام من 30 يونيو.. حيث كان مقررًا إعلان شمال سيناء إمارة إسلامية فى 5 يوليو 2013.. دول العالم القادرة.. أمريكا والغرب.. سيعترفون بالإمارة الإسلامية.. مثلما الجزيرة القناة التى طِلِع لها إمارة.. لا تقول داعش على الإرهابيين الذين ظهروا فى العراق.. حريصة على وصفهم بتنظيم الدولة الإسلامية!. هناك إلحاح على طبع الاسم فى العقول!. إصرار على تهيئة العالم.. للتعامل مع جماعات إرهابية.. على أنها الدولة الإسلامية القادمة لفرض سيطرتها على الشام تحديدًا.. وعلى المنطقة عمومًا!. لابد من اختفاء الدول القائمة وإعلانها بتنظيمات دول إسلامية تحت مسميات مختلفة!. ليس هذا تفكير أو ترتيب قطر.. إنما هو الدور المطلوب من قطر تنفيذه.. وهذا ما جعل قطر الراعى الذهبى للإرهاب!.
ملاحظة: عندما نسف 30 يونيو المخطط بإسقاط الإخوان.. الإمارة الإسلامية التى كانت ستعلن فى سيناء.. ظهرت فورًا بعد أسابيع فى العراق.. باسم تنظيم الدولة الإسلامية!. مصادفة أم ترتيب وتخطيط؟.
أغلبنا نسى.. لأن النسيان آفتنا.. نسى الرجل الذى وضع روحه على كف يده وتصدى للإخوان.. المشير السيسى وقت كان وزيرًا للدفاع.. الذى تصدى للإخوان بالأفعال على الأرض.. وليس بالشعارات المرفوعة للزعامات إياها.. وليس بالهتافات!. تصدى للإخوان وهو يعلم جيدًا أن الدنيا كلها وراءهم تدعمهم!. تصدى للإخوان وهو يعى.. أن وجودهم فى الحكم إرادة عالمية وبقاءهم فى الحكم مسألة منتهية!.
30 يونيو هو اليوم الذى أَلَّفَ الله فيه قلوب المصريين على هدف وقرار.. فحدث ما لم تتوقعه أجهزة مخابرات الغرب!. فوق ال30 مليونًا على قلب رجل واحد.. يثقون فى رجل واحد.. يفوضون رجلًا واحدًا.. يفوضون السيسى.. لإسقاط الإخوان!.
عادتنا ولن نشتريها.. قدرتنا على النسيان أضعاف أضعاف التذكر!. نسينا 30 يونيو.. نسينا عبقرية شعب وشموخ شعب ووعى شعب.. فطرته وعفويته هى بوصلته التى لا تخطئ!. شعب قرأ بسرعة واستوعب جيدًا.. ما حدث من يناير 2011 وحتى يونيو 2013.. شعب فَرَزَ جيدًا الأحداث وعرف جيدًا الأدوار وكشف ما ظنوا أنه مستور.. فانفضح زعماء الشعارات وتجار الأزمات ومقاولو المظاهرات!.
الشعب بفطرته التى هى عبقريته.. حدد وجهته.. جيش مصر العظيم.. الذى لم يخذل يومًا شعبه.. المنحاز دومًا لشعبه.. فكان 30 يونيو.. ملايين الشعب فى الميادين وجيش الشعب يحمى الشعب وهو يسقط الإخوان وينسف مخططا يعدون له من سنوات وأنفقوا عليه مليارات!.
يونيو لا هو عنوان للهزيمة ولا علامة للسقوط!. يونيو فى حاجة لقراءة حيادية لأحداثه!. يونيو فى حاجة لندرك أنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.. وأى مَلِكَ أو رئيس أو زعيم.. هو فى النهاية إنسان.. يُصِيْبُ ويخطئ.. له وعليه!. مهم جدًا أن نرصد ما هو له ونشيد به ونؤكد عليه.. لأنه حق وطن يتطلع إلى ترسيخ الصواب والنجاح لأجل التقدم!. حق وطن أن نكشف الخطأ والفشل لمنع التكرار!. حق وطن الإبقاء على الرموز فى أى مجال!. حق وطن التصدى لحرب تجريف الرموز القائمة على قدم وساق!.
أعود إلى 5 يونيو و30 يونيو!.
5 يونيو هزيمة قاسية.. العالم كله توقعاته.. العرب انتهوا وليس قبل 30 سنة.. إن فكروا أن يمسحوا هزيمة الهزيمة!.
هزيمة 5 يونيو بقدر قسوتها.. كان حجم القدرات الكامنة التى حررتها داخل المصريين!.
5 يونيو كانت أعظم فرصة ليتعرف المصريون على قدراتهم.. شجاعتهم.. عقولهم.. أفكارهم.. طاقتهم.. انتمائهم.. تعاونهم.. تسامحهم.. تضحيتهم!.
العالم كله هو من عرف قدرات المصريين!. العالم كله مذهول لأنهم.. من لا شىء.. فعلوا كل شىء!.
بعد 5 يونيو 1967.. قناة السويس أصبحت أكبر مانع مائى وأصعب مانع مائى.. أمام أى جيش يحاول تخطيها!. الخبراء العسكريون.. شرقيون وغربيون.. أكدوا استحالة تخطى هذا المانع ولو حدث فإن خسائر المصريين رهيبة.. اليوم الأول للقتال خسائره 65% أى كل 100 مقاتل يحاولون تخطى القناة هناك 65 مقاتلا خسائر!. واليوم الثانى للقتال الخسائر 45%.. وأظن أنه لا معنى من الكلام عن يوم ثالث.. لأن الجيش «خِلِصْ»!.
بعد يونيو المصريون قرروا إسقاط كل نظريات العالم!.
الشعب قبل التحدى.. والويل لمن يتحدى الشعب المصرى!. الشعب قدم من أبنائه مليون شاب لجيش مصر.. الذى كان قبل يونيو 300 ألف مقاتل!. ما من بيت فى مصر إلا وله ابن فى الجيش!. الشعب قبل التحدى فى الحرب الاقتصادية!. الميزانية كلها لشراء السلاح والعتاد والذخيرة!. الاستيراد توقف تمامًا للاحتياجات الحياتية للشعب!. الشعب قبل التحدى وتحمل ما لا يتحمله بشر طوال ست سنوات!. حالة تقشف غير مسبوقة!. «يزعق» لك «نبى» لأجل «تلاقى» زجاجة زيت!. كل ما هو موجود من أنواع الجبنة نوعان!. جبنة «نستو» هكذا عرفنا اسمها.. ولم نعرف أبدًا طعمًا محددًا لها!. كانت تصنع محليًا.. رائحتها غريبة ومذاقها أغرب.. لكنها جبنة.. لأن النوع الثانى.. الجبنة البيضاء.. تصنع بطريقة يدوية بدائية فى محافظات مصر.. وأنت وحظك!.
5 يونيو هى من فجرت كل الطاقات فى جيش مصر!. ما حدث يوم 5 يونيو.. لم ينسه جيش مصر!. صورة ما حدث.. بقيت فى الذاكرة أكبر حافز للانتصار.. بقيت فى العيون.. بقيت فى كل لحظة تدريب!. بقيت فى كل العمليات التى تم تنفيذها فى حرب الاستنزاف!. بقيت ساعة الصفر التى ينتظرها جيش مصر بفارغ الصبر.. لأجل معركة الشرف والكرامة وتحرير الأرض!.
ما بين 5 يونيو 1967 و6 أكتوبر 1973 ست سنوات فقط.. إلا أن المتغيرات التى طرأت لم تحدث فى عالم الحروب من قبل.. ولست أصادر على المستقبل إن قلت استحالة حدوثها!. ليه؟
لأن ما حققه جيش مصر هو المستحيل!. اقتحام قناة السويس كمانع مائى.. مستحيل!. الاستيلاء على نقاط خط بارليف القوية.. التى هى أقوى خط دفاع عرفه التاريخ.. مستحيل!. لأن حربًا بهذا القدر وقوات بهذا الحجم.. والعالم يفاجأ باندلاعها.. أمر هو المستحيل فى الخداع!. موشى ديان وزير دفاع العدو.. أرسله مجلس الحرب المصغر لاستطلاع الجبهة بعد وصول معلومات عن نية المصريين فى شن الحرب يوم 6 أكتوبر!. موشى ديان وصل الجبهة يوم الحرب الساعة 11 صباحًا.. وشاهد الجبهة بنفسه الساعة 11 صباحًا ولمدة ساعة.. يراقب ويناقش ويحاور!. موشى ديان أبلغ من مكانه فى النقطة المتقدمة للعدو شرق القناة.. أنه لا توجد أى مظاهر تشير إلى أن المصريين سيحاربون!. موشى ديان.. شاهد خداع المصريين.. لكنه لم يكن يعرف أنه فى الخنادق أكثر من 80 ألف مقاتل.. سيقتحمون القناة بعد قليل!. لم يكن يدرى أن الجبهة عليها 2000 مدفع بمواجهة 170 كيلومترًا.. يحملون نار جهنم لمن يعادى مصر!. لم يكن يعلم أن حائط صواريخ الدفاع الجوى وصل من يومين.. وأى طائرة للعدو إن ظهرت فى السماء.. ذهبت فى لحظتها للآخرة!.
باختصار.. إن كان 5 يونيو حمل أسوأ هزيمة.. فإنها أيضًا كانت بداية تحول جذرى فى كل شىء.. واختبار عملى لقدرات المصريين التى ثبت أنها بلا حدود وبدون سقف وقادرة على إنجاز أى شىء.. وهذا ما يجب أن نسترجعه لنتذكره الآن!.
30 يونيو 2013.. هذا اليوم.. فى يوم ما.. سيكتب عنه التاريخ.. أنه اليوم الذى تم فيه إنقاذ مصر من مخطط تمزيعها وتقسيمها وإدخالها فى حرب أهلية.. يمكن معرفة بدايتها.. واستحالة التعرف على نهايتها!.
30 يونيو حالة استثنائية غير مسبوقة فى تاريخ الشعب المصرى!. قدرة مذهلة على التلاقى وعلى التجمع وعلى الاتفاق وعلى الإصرار.. وعلى الاختيار.. اختيار القائد!.
30 يونيو أسقطت الإخوان.. وأنقذت مصر من المصير المخطط لها!. إمارة إسلامية.. فى سيناء تحتضنها الجماعة وتقدمها الجماعة نموذجًا لتنظيم الدولة الإسلامية!. الدول الكبيرة التى نعرفها.. تعترف فورًا بالإمارة الإسلامية.. التى أهدافها المعلنة.. تتعارض تمامًا مع الدول الكبيرة الديمقراطية الليبرالية!. بالضبط مثل احتضان الصهاينة لحماس.. التى شعارها الحرب على الصهاينة!. بظهور الإمارة فى سيناء.. العالم يرسل قوات طوارئ دولية إلى سيناء لحماية الممر المائى!. بظهور الإمارة الإسلامية.. تبدأ الفتنة الطائفية فى الصعيد.. وبالفتنة تندلع الحرب الأهلية!. هذا ما كانوا يريدونه وهذا ما أنقذت 30 يونيو مصر منه.. وهذا ما يجعل 30 يونيو حدثًا غير مسبوق.. لا فى مصر ولا غير مصر!.
فى يوم وليلة أسقط 30 يونيو الإخوان ونسف مخطط الإمارة الإسلامية وأفسد كل ترتيبات أن تكون مصر «طليعة» الربيع العربى ونموذجه الذى يحتذى!. الربيع العربى هدفه إسقاط الدول لأجل تقسيمها.. وليس تداول السلطة بإبعاد أنظمة!. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.. صدق الله العظيم!. أرادوا إسقاط مصر.. وهم لا يعرفون ولن يعرفوا.. أن مصر غِيْرْ!. مصر لم ولن تسقط.. لأنها فى معية الله سبحانه وتعالى. الأرض التى أطل عليها الله عز وجل بنوره العظيم وصوته العظيم.. لا تسقط ولا تنجح فيها فتنة ولا يحدث على أرضها اقتتال بين المصريين..
ملاحظة: هذا التكريم الربانى.. ليس دعوة للغفوة والكسل والتواكل والضعف والهوان.. إنما هو أكبر حافز لأجل أكبر جهد وأكبر قوة للحفاظ على أرضنا وعِرْضِنا والارتقاء بمصرنا.. لنبقى على الدوام جديرين بالمنحة الربانية.. وهذا ما حدث!.
يونيو الهزيمة يوم «5» ويونيو الإعجاز يوم «30».. شهادة ليس على الأرض مثيلها شهادة.. لشعب عبقرى عظيم!.
فى رحم الهزيمة والانكسار.. زرع بذرة الأمل وحلم الانتصار.. الذى تحقق فى أكتوبر 1973.
من كابوس حكم الإخوان على مدى سنة.. استلهم الشعب العظيم إرادة التغيير.. التى أنقذت مصر من «فخ» الربيع العربى.. «يعنى» من الحرب الأهلية.. «يعنى» من بحور دم اقتتال 90 مليون مصرى.. «يعنى» من التقسيم!.
شىء من هذا لم يحدث ولن يحدث بإذن الله.. شرط أن يسترجع الشعب المصرى العظيم.. ذاكرة صموده فى الماضى البعيد.. بعد 5 يونيو 1967. يسترجع ليتذكر كيف صنع المجد من رَحِم الهزيمة؟. يتذكر الماضى القريب.. وزلزال 30 يونيو 2013!.
ما أحوجنا اليوم.. لتكرار ما قمنا به فى الأمس.. لأننا من ست سنوات.. نواجه أصعب وأعقد ظروف مرت على مصر المحروسة.. وبإذنك يارب سنعبرها ونتخطاها.. بانتباهنا ويقظتنا وتماسكنا وثقتنا وإيماننا!.
للأسبوع الثالث على التوالى.. أستعير من قاموس العسكرية مصطلح «انتباه».
انتباه.. للأحداث المتسارعة والمواقف المتغيرة.. ربما كل لحظة!. من أيام فوجئ العالم بتحالف عربى وقرارات حاسمة غير مسبوقة تجاه قطر!. الذى تم من أيام مصر تنادى به من سنوات!.
انتباه لسؤال منطقى مؤكد أنه طرأ على ذهنك سيدى القارئ: قطر الإمارة الصغيرة.. مستحيل أن تقوم بهذا الدور.. من نفسها أو من عقلها! المنطق والعقل والتاريخ والجغرافيا وكل حاجة وأى حاجة.. تستبعد تمامًا أن تكون رعاية قطر للإرهاب تنفيسًا عن عقد نفسية!. الصغار لا يلعبون بالنار.. وإن حدث وغافلوا الكبار وعبثوا بعود كبريت.. غالبًا ما يلسعهم وبالتأكيد سيظهر صراخهم والمؤكد عَلْقَة ساخنة .. وتذكره بأن اللعب بالنار.. ينعكس ليلًا بغرق السرير فى المياه!.
إذن.. هناك قوى تقف وراء قطر!. أغلبنا سوف يفكر فورًا فى أمريكا.. باعتبارها تحتل قطر فعليًا بقاعدتها العسكرية التى فيها بشر.. أضعاف أضعاف شعب قطر!.
هنا نسأل: قطر تمول الإرهاب وتحتضن الإرهابيين وتمد أى جماعات مسلحة تعمل فى الدول العربية بالسلاح والدولارات.. تفعل ذلك.. وأمريكا والعالم كله يعرف.. وأحد لم يمنعها!. لماذا؟.
دعنا من الإجابة الآن.. ونذهب إلى انجلترا التى تأوى وتحتضن كل أنواع جماعات التطرف والتكفير والإرهاب!. يقينى أن إنجلترا تعرف بالاسم كل إرهابى وجماعته وتمويله وسلاحه وكل شىء!. ومع ذلك!.
إنجلترا باتت مسرحًا للإرهاب من كل نوع.. والأغرب على الإطلاق أنها لم تتحرك جديًا لقفل «محبس» الإرهاب!.
فاكرين حضراتكم «الرجل الخفى». الذى كنا نراه من «قفاه» فى الأفلام الأبيض وأسود.. زعيم العصابة الذى لا نرى وجهه إلا آخر الفيلم!.
الرجل الكبير هو من يحمى قطر وتخشاه إنجلترا!.
هل نهاية الفيلم اقتربت.. لتعرف شعوب العالم من هو «الرجل الكبير» وتنفضح حكومات كبيرة وتنتهى اللعبة.. أم أن للفيلم جزءًا ثانيًا؟!.
الله وحده الأعلم!.
لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.