احتفالات مصر بالذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر العظيم... فرصة كبيرة لشباب مصر من الأجيال التى ستحمل الراية وتقود مصر ليعرفوا ويتعلموا ماذا صنع الآباء والأجداد لإعادة العزة والكرامة لشعب مصر العظيم ولأمتهم العربية.. بعد أن نسى هذا الشباب طعم النصر.. كثير من شباب اليوم لا يعلم شيئا عن هزيمة 1967 وعن الانكسار والانحسار وعن الذل الذى أصاب الأمة بسبب هذه الهزيمة التى كسرت الأحلام والآمال وأصابت الوطن فى مقتل.. وأصابت الأمة بالإحباط بعد أن كانت الشعارات البراقة وقوة مصر هى السائدة قبل الهزيمة.. أسباب الهزيمة التى عرفها العالم من خلال دراسات متعددة تتلخص فى أننا كنا لا نجيد العلم والتخطيط ونضع الرجل غير المناسب فى المكان غير المناسب.. كانت الأمة تعيش فى حالة من الغرور وغيبة الوعى.. ولكن سرعان ما تغير الحال.. بعد الهزيمة.. استطاع الشعب أن يضم إلى صدره جيشه العظيم.. وبدأت البطولات مع حرب الاستنزاف التى كبدت العدو خسائر فادحة وكانت بروفة لانتصار مصر فى حرب رمضان 1973.. هل يعلم شبابنا اليوم التضحية والفداء التى بذلها أبطال مصر.. ماذا يعلمون عن تدمير ميناء إيلات والبارجة ليبرتى.. ومعارك رأس العش والقتال خلف خطوط العدو.. على شبابنا أن يعرف أن بطولات سجلها العالم للبحرية المصرية وقوات الدفاع الجوى والمشاة والصاعقة والوحدات الخاصة والمدفعية والمدرعات والطيران.. هل يعلم شبابنا أن أجهزة جمع المعلومات سواء كانت المخابرات العامة أوالمخابرات الحربية الرجال الذين يعملون فى صمت ضحوا بأرواحهم دون أن يذكر اسمهم فى لوحات الشرف التى يعرفها الشعب لأنهم لا ينتظرون جزاء ولا شكورا.. هؤلاء الأبطال وفروا للقيادة السياسية بأقل الإمكانيات المعلومات التى على أساسها تم تقدير الموقف.. هؤلاء الذين خططوا لحرب أكتوبر المجيدة تسلحوا بالعلم والصبر والتخطيط.. وكان الشعب هو القائد والمعلم.. فالشعب حرم نفسه من متطلبات الحياة لصالح المجهود الحربى.. وكانت التعبئة العامة للشعب ووحدة الجبهة الداخلية طريق النصر فى أعظم حرب تدرس الآن فى أكبر أكاديميات العالم العسكرية.. شبابنا عليهم أن يعرفوا أنهم أبناء شعب لا ينكر وأن جيشه وقواته المسلحة هى أقدم جيش فى العالم.. وأن هذا الجيش خرج من رحم هذا الشعب الذى يبهر العالم دائما بسلوكه ومواقفه وأن هذا الجيش خرج من رحمه أحمس وتحتمس ورمسيس الثانى وأحمد عرابى وجمال عبد الناصر وأنور السادات وأبطال عظام وأخيرا الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ورفاقه الذين انحازوا للشعب فى 30 يونيو.. لهذا احتفال نصر أكتوبر هذا العام له طعم مختلف.. وهذا النصر إهداء لشباب مصر.. الذى سيرفع رايات النصر فى المستقبل!!