تشهد جميع مدارس الجمهورية الابتدائية والإعدادية والثانوية - صباح الاثنين الموافق 7 أكتوبر- كلمة موجهة من القوات المسلحة المصرية، لطلاب المدارس بمناسبة مرور 40 عاما على انتصار أكتوبر العظيم. تلقى الكلمة في طابور الصباح على مسامع وأذان الطلاب والطالبات بمختلف المراحل التعليمة، احتفالا بذكرى الانتصار، حيث تحث فيها القوات المسلحة، الطلاب على الفخر بمصريتهم، والتأكيد على أنه كما أنتصر جيل أكتوبر، الذي وضع المنطقة العربية في التقييم السادس لقوى العالم أجمع، فقد ورث العزيمة والنصر لأحفاده من جيل ثورة يناير الذين انتصروا للشعب المصري في 25 يناير، وحققوا إرادته، فضلا عن تصحيح مسار هذه الثورة والاستجابة للمرة الثانية في ثورة 30 يونيو. وكانت حرب أكتوبر علامة بارزه في تاريخ المصريين جميعا، وسيظل هذا الانتصار علامة مميزة في تاريخ مصر الحديثة، وسيشكل امتدادا لعطاء العسكرية المصرية، وتأكيدا على الفكر المصري الحضاري الذي سبق عصره منذ القدم، ووضع فكره الدولة وفكرة الجيش الذي يحمى الدولة، مؤكدا أن الجيش لابد أن يبنى على قيم الوطنية. وإليكم نصل الكلمة: " اليوم تحتفل مصر وقواتها المسلحة بالعيد الأربعين لنصر أكتوبر المجيد، هذا النصر الذي سجل تاريخنا بأنه علامة فارقة في تاريخ المنطقة والعالم وغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط، وغيرت الإستراتيجية القائمة بل ووضعت الأمة العربية في التقييم السادس، لقوى العالم أجمع. إن نصر أكتوبر لم يأتي فجأة ولكنه نتيجة لإعداد جيد، وتخطيط دقيق وجراءة في التنفيذ وتعاون كامل بين الفرقاء واستعداد للتضحية بكل غالي ونفيس.. وكان الشعب المصري هو البطل الحقيقي في هذه الحرب وكانت قواته المسلحة، على العهد بها دائما تنفذ أوامر الشعب الذي وضع النصر خيارا وحيدا في هذه الحرب، وكانت روح أكتوبر تمثل عقيدة العمل في القوات المسلحة، وكان تاريخ العسكرية المصرية هو الحافز لقادتها، وضباطها وجنودها لتحقيق النصر فهناك تجارب في التاريخ خاضها الجيش المصري وحقق فيها انتصارات حاسمة..وكانت روح " أوريس " التي تأصلت في أبناء مصر لطرد الهكسوس في أول معركة تحرير عرفها العالم، وكانت روح مجده هى نفسها التي أنشأت أول إمبراطورية مصرية، في عهد تحتمس الثالث، تمتد لأرجاء ثلاث قارات..كذلك فإن روح عين جالوت التي حررت العالم من شرور التتار الذين قضى عليهم السلطان قطز، ومنعهم من دخول مصر المحروسة. لقد حقق جيل أكتوبر العظيم انتصارا يفاخر به المصريون جميعا، وسيظل هذا الانتصار علامة مميزة في تاريخ مصر الحديثة، وسيشكل امتدادا لعطاء العسكرية المصرية، وتأكيدا على الفكر المصري الحضاري الذي سبق عصره منذ القدم ووضع فكره الدولة وفكرة الجيش الذي يحمى الدولة، مؤكدا أن الجيش لابد أن يبنى على قيم الوطنية لا ينحاز لحاكم أو فصيل مهما كان ولكن كل جهده من أجل تحقيق الأمن القومي المصري والحفاظ على قيم وثروات وحضارة هذا الشعب العظيم، ويجب أن يضع أبناء مصر الأعزاء في ذاكرتهم دائما أن القوات المسلحة حققت في أقل من 50 عاما انتصارين كبيرين الأول على المحيط الخارجي والذي نحتفل بذكراه اليوم وهو نصر أكتوبر المجيد.. أما الثاني فهو على المستوى الداخلي، حيث وقفت بقوة منحازة لتحقيق مطالب وأهداف شعب مصر العظيم حين حمت وأمنت ثورة 25 يناير 2011، ثم وقفت بجانب الشعب لتعديل مسار هذه الثورة في 30 يونيو 2013. وبمعنى أدق فأن جيل أكتوبر حقق النصر العظيم عام 1973، وكان أحفاد هذا الجيل على نفس الدرجة من المسئولية والعطاء والولاء لمصر ، وأشعلوا ثورتين وقف أمامهما العالم مشدوها، من أجل أن تظل مصر في مقدمة الدول المتحضرة تحافظ على موقعها الفريد الذي حباها به الله سبحانه وتعالى، وتعلم العالم القيم والحضارة كما علمته من قبل الفنون والعلوم والحساب. تحية إلى جيل أكتوبر العظيم الذي حقق النصر ، وتحية لروح شهدائنا الذين دفعوا ضريبة الدم من أجل أن تنتصر مصر وتحية إلى جهود أبناء وأحفاد جيل أكتوبر الذين أشعلوا ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 من أجل أن تظل رايات مصر عالية وأن تنطلق من أجل أن يحيا كل أبناء مصر الحياة الكريمة، فمصر هى كنانة الله في أرضة وهى التي ذكرت في كتاب الله، وتميزت بسطور نور الله، وصوته العظيم في سيناء حيث لم يتكرر ذلك في أي بقعة أخرى من الأرض.. فهنيئا لكل إنسان مصري بمصريته وهنيئا لمصر بأبنائها الذين عاهدوا الله على أن يظلوا في رباط إلى يوم الدين كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم قادرون دائما لتحقيق النصر مهما كانت الصعوبات وكل عام وانتم خير، تحتفلون بعيد النصر سنة بعد سنة ورايات مصر ترفرف في السماء"