هى أول المظاهر الإيمانية فى شهر رمضان الكريم، فمع ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، يتوافد المسلمون إلى بيوت الله عز وجل، لأداء صلاة التراويح، التى يحرص عليها الناس من أول ليلة فى رمضان، لأنها تربطهم بالمساجد، وتدفعهم لمزيد من الطاعات، فالتراويح صلاة وذكر وحضور مجالس علم وتعلق بالمساجد . علماء الدين من جانبهم طالبوا الأئمة والدعاة بضرورة حث رواد المساجد على الالتزام بصلاة التراويح، وأكدوا أهمية الدرس اليومى بين ركعاتها، كما طالبوا الأئمة والدعاة بالتخفيف فى صلاة التراويح، لأن هناك المرضى وكبار السن، وهذا يتطلب أن يضع الإمام خطة دعوية، تناسب كل رواد المسجد، حتى يقبل الناس على بيوت الله عز وجل. وطالب الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط السابق، أئمة المساجد بضرورة حث الناس على صلاة التراويح، وأن يتم تنظيم خطة لهذه الصلاة، تجعل المسلم يتعلق بالمساجد، وذلك من خلال الدروس الدينية بين ركعات التراويح، لأن البعض قد يشعر بالرغبة فى النوم بعد الإفطار، ولا يذهب لصلاة العشاء، وتضيع منه صلاة التراويح كل ليلة، ولذلك لابد من حث رواد المساجد على أداء التراويح، من خلال تنظيم مسابقات يومية، وتشجيع الأطفال والشباب والنساء، على الوجود فى المسجد بعد صلاة العشاء، لأداء التراويح وحضور دروس العلم . برنامج يومي وينصح بضرورة الحفاظ على صلاة التراويح من أول ليلة، لأنه لو نفذ المسلم هذا البرنامج الإيماني، الذى يبدأ أولا بصلاة التراويح ليلة ثبوت هلال رمضان، ثم يستمر فى ذلك طوال الشهر، محافظا على صلاة الجماعة وقراءة القرآن الكريم يوميا، فإنه فى نهاية الشهر الكريم، سيكون من الذين صاموا النهار وقاموا الليل، والمؤكد أن الحرص على صلاة التراويح كل يوم فى المسجد، يعد زيادة فى الطاعات، فهى صلاة ودعاء ومجالس علم وقراءة قرآن، أما النوم بعد الإفطار، وعدم الذهاب للمسجد لأداء العشاء والتراويح، فإنه يقلل من عزيمة المسلم فى هذه الأيام الكريمة . اصطحاب الأطفال ويرى ضرورة اصطحاب الأطفال إلى المسجد فى صلاة التراويح، لأن ذلك يعد تشجيعا على الطاعة ويربطهم بالمساجد، لكن لابد من الحفاظ على بيوت الله عز وجل، وغرس هذه الثقافة لدى الأطفال، وألا يؤثر وجود الأطفال على تركيز الناس فى العبادة، وطالب الأئمة والدعاة بضرورة عمل مسابقات يومية بين ركعات التراويح، تدور حول شخصيات من التاريخ الإسلامي، وتحكى قصة هؤلاء الذين كانت لهم إسهامات كبيرة فى الدعوة الإسلامية، لأن مثل هذه المسابقات تربط المسلمين بالمساجد، وتخلق نوعا من التنافس المحمود، ويجب تشجيع الأطفال ومنحهم بعض الهدايا الرمزية والكتب الصغيرة، لأن كل ذلك يعد من مظاهر شهر رمضان الكريم . صلاة المرأة ويشير الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إلى أنه من الأفضل أن تؤدى المرأة صلاة التراويح فى المساجد، لكن إذا كان هناك ما يمنعها من الذهاب للمسجد، يمكن أن تؤدى التراويح فى البيت، وأن تصلى ثمانى ركعات بعد صلاة العشاء، موضحا أن حضور النساء للمسجد، يحمل إمام المسجد مسئولية كبرى فى التوعية الدينية، ولابد أن يقوم بهذا الدور على أكمل وجه، وأن يقدم لهن الخطاب الذى يمس قضايا المرأة، ومن الممكن أن يخصص إمام المسجد درسا أسبوعيا بين صلاة التراويح، يكون حول مشاكل المرأة والأسرة المسلمة . الدرس اليومى كما طالب أئمة وخطباء المساجد، بضرورة أن يتم الإعداد الجيد للدروس بين ركعات التراويح، وأن تمس واقع الناس ورواد المساجد، وأن يحرص الأئمة والدعاة على التنوع فى هذه الدروس، فتتناول القيم والأخلاق والمبادئ، والنصائح التى تقدم للشباب والأطفال، وتركز على تصحيح المفاهيم، ونشر الوسطية والاعتدال، ومواجهة التشدد والتطرف، وكذلك ضرورة التركيز على قضايا الأسرة المسلمة، وأيضا ما يتعلق بالسيرة النبوية، وأحداث من التاريخ الإسلامي، ويتم ربط هذه الأحداث بالواقع، وكيف يمكن أن نستفيد من هذه الأحداث، لتجاوز المحن والأزمات التى تواجه الأمة فى الوقت الحالي، ومن المهم جدا أن يكون وقت الدرس قصيرا، ويتم تعويض ذلك فى درس بعد العصر أو بعد صلاة التراويح .