في ليالى رمضان تتزين المساجد، وتشهد صلاة التراويح إقبالا كبيرا من المصلين، في أجواء إيمانية يعيشها المسلم في رمضان، فالكل يسعي للتقرب إلي الله عز وجل، بالطاعة والأعمال الصالحة، لينطبق عليه حديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». ويؤكد علماء الدين أن صلاة التراويح من أعظم الطاعات في رمضان، وطالبوا بعدم الاختلاف حول عدد ركعاتها، فهناك من يصلي ثماني ركعات، وهناك من يزيد على ذلك، وطالبوا الأئمة والدعاة وخطباء المساجد، بضرورة أن يكون هناك درس ديني بين ركعات التراويح، وذلك لتوعية المصلين ونشر الثقافة الإسلامية، لأن صلاة التراويح تشهد إقبالا من الناس من مختلف الأعمار، والدروس الدينية بين ركعاتها فرصة للتوعية والتواصل مع رواد المسجد . يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن صلاة القيام - ومن مسمياتها التراويح - سميت بالقيام تبركا بقول الله عز وجل «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا»، كما سميت بذلك لأن عدد ركعاتها تجعل المصلين في قيام، أما عن مسماها التراويح، فذلك نظرا لجلسات الاستراحة، التي تعقد بعد كل أربع ركعات . التقرب إلى الله بالطاعات ويشير إلى أن صلاة التراويح هى تقرب إلى الله عز وجل بالطاعات، وهى من أفضل الأعمال فى رمضان، لأنها تربط المسجد بالمسجد، فتجد المسلم يدخل المسلم قبل صلاة العشاء، فيصلى صلاة العشاء فى جماعة، ثم يصلى التراويح، وما يتخللها من دروس دينية، ثم يؤدى صلاة الوتر، وعن فضل صلاة التراويح يقول: إن النبى الكريم صلى الله عيه وسلم قال «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقد صلاها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم منفردا، عدا يومين، وعندما صلى بعض الصحابة خلفه، لم ينههم، إلا أنه فى الليلة الثالثة، أراد أن يخرج إليهم فلم يخرج، وعندما سألوه فى الصباح قال لهم صلى الله عليه وسلم «إنى خشيت أن تفرض عليكم« . عدد ركعاتها وأضاف: إن أهل العلم اختلفوا فى عدد ركعاتها، ولم يثبت بالتواتر تحديد عدد ركعات عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وإن كان البعض يحاول أن يحددها بثمانى ركعات، أخذا بما ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها «ما زاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى صلاة الليل عن احدى عشرة ركعة»، ومعلوم أن الثلاث الأخريات هن الشفع والوتر، لكن هذا لا يمنع أن يزيد الإنسان على ذلك، لأن فعله يحمل على الغالب وليس الإلزام، ويرى البعض أنها بضع وعشرون ركعة، أخذا بعمل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو أول من جمع الناس على إمام واحد، فقد دخل المسجد، ووجد عدة جماعات فى صلاة القيام، فقال اجتهادا رضى الله عنه، ماذا لو جمعت فى إمام واحد، فاختار أبى بن كعب رضى الله عنه، لتجويده القرآن الكريم، ومن يومها صارت سُنة لإجماع الصحابة، فلم يعارضوا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، على جواز صلاة التراويح جماعة، وأما أنها تؤدى مثنى مثنى، فهذا أخذا من حديث الرسول الكريم صلى الله عيه وسلم «صلاة الليل مثنى مثنى»، وقد درج الناس فى العصور المتأخرة على عمل أذكار، فيما بين صلاة التراويح، ومنهم من جعل درس علم بين الركعات، وهذا كله لا حرج فيه ولا بأس، بدلا من انشغال الناس بلهو الحديث، فالأذكار والدروس الدينية خير ما تقضى به هذه الأوقات . الاجتهاد فى العبادة وفى سياق متصل طالب الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، بالحفاظ على أداء صلاة التراويح فى المسجد، موضحا أنها من أعظم الطاعات فى رمضان، فالمسلم عندما يحرص عليها فى المسجد، سيكون دائما فى طاعة، كما أن صلاة القيام طوال رمضان، تجعل المسلم يدرك ليلة القدر، مؤكدا أن الحفاظ على الطاعة من بداية الشهر الكريم ضرورة، ويجب أن ينصح المسلمون بعضهم بعضا بضرورة الاجتهاد فى العبادة، وحضور صلاة التراويح فى المسجد، لأن البعض قد يتكاسل، وينصرف من المسجد بعد صلاة العشاء، ويريد أن يؤدى التراويح فى المنزل، وفى النهاية ينشغل بأمور أخري، ويترك صلاة القيام، وعندما يتكاسل قد يمر الشهر، دون أن يؤدى التراويح، وهذه من الأخطاء التى يجب أن يتجنبها المسلم فى بداية رمضان، وأن يكون لديه النية والعزم على أداء صلاة القيام فى المسجد، وأن يصطحب أولاده إلى المساجد، بهدف أن نغرس لدى الشباب والأطفال القيم النبيلة، ونشجعهم على أداء التراويح والنوافل .