نجاحُ الإرهابيين فى لندن فى إيقاع 6 قتلى و48 جريحاً، ليلة أمس الأول السبت، يؤكد أنه حتى الشرطة البريطانية، المشهود لها بأنها من الأكثر كفاءة فى العالم، تعجز عن منع الإرهاب بنسبة مئة بالمئة، مثلها مثل جميع أجهزة الأمن فى العالم كله. لأنه برغم جهودها الجبارة التى تتعقب فيها بدقة نحو 500 مخطط إرهابى قيد الإعداد فى بريطانيا، وبرغم قيودها على حركة السلاح والتمويل، وبرغم اطمئنانها إلى بسط نفوذها وطلبها من رئيسة الوزراء، قبل أيام قليلة، تخفيف التأهب الأمني، فإن كل هذا لم يمنع أن يفلت البعض بجريمتهم الموجعة، بأقل تكلفة مادية وبأكثر الأدوات بدائية، وبعد نجاح فى التكتم والإخفاء والتمويه. وهكذا زادت مخاوف تكرار الجريمة فى بريطانيا وبقية الحلف، بما يتطلب الانتباه إلى خطورة الأوهام التى تروِّج لإمكانية الوصول إلى منع الإرهاب فى ظل هذه الظروف السائدة، حيث يُصرّ قادة الغرب على عدم مواجهة أخطائهم التاريخية والحالية التى يتوهمون فيها أنه يمكنهم أن يكونوا بمنأى عن تبعات الإرهاب، فى نفس الوقت الذى يدعمون انطلاقه فى منطقتنا، ويحتضنون قادته فى بلادهم..إلخ أضف إلى هذا، أنه، وفى زلَّات لسان من بعض هؤلاء القادة، تبين أنهم يخططون لئلا تصل ضرباتُهم إلى حد الإجهاز على داعش، وإنما أن تبقيه عند حد معين من القوة، بظن أن هذا يُحدِث توازناً..إلخ! فى سذاجة من لم يتعلم من التاريخ، ومن لا يزال يعيش خيالات القدرة على التحكم فى كل شئ، وأن كل العناصر تحت عينه ويده، وأنه ليس هناك احتمال لمستجدات يمكن أن تقلب الأوضاع! ولا يذهب خيال أصحاب الخطة الجهنمية إلى أن الوحش يمكن أن يرتدّ إلى بلادهم، وأن الخطر سوف يلحق بالأبرياء من شعوبهم. لقد صار من الواجب الالتفات إلى نداء الرئيس السيسى فى قمة الرياض عن وجوب التعامل بصورة شاملة مع ظاهرة الإرهاب، بلا فارق بين من يروِّج للأفكار ومن يدعم بالمال وبالسلاح ومن يوفر الملاذ..إلخ [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;