بعيداً عن حُكم القضاء بحظر جماعة الإخوان، وبالتالى عدم جواز ترشيحها رسمياً لمنافس على الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكذلك، بعيداً عن تصريحات بعض رموزهم هذه الأيام عن عدم نيتهم خوض المعركة على الرئاسة. فإن الأمر الذى صار واضحاً بذاته هو أنه لا يمكن احتساب الإخوان من المنافسين المعتبرين على الحكم فى التاريخ المنظور والمحسوب، كما أنهم لم يكن لهم، فى الأصل، أى فرصة للفوز عبر تاريخهم! وقد انكشفوا فى عزّ مجدهم بعد ثورة يناير، وبعد أكثر من ثمانين عاماً على تأسيس جماعتهم، بأن أقصى ما حققوه لمرشحهم، فى المرحلة الأولى فى الانتخابات كان نحو 25 بالمئة فقط من الأصوات، بما فى ذلك كوادرهم وقواعدهم والمتعاطفون معهم وضحايا دعايتهم الذين صدَّقوا حتى آنذاك أنهم أطهار ومضطهدون وأنهم المدافعون عن دين الله..إلخ! وليس هناك ما يمنع من تكرار حقيقة أن أغلب الأصوات التى أوصلت مرسى إلى الرئاسة غير إخوانية، فى خطأ تاريخى اقترفه بعض نخب السياسيين والمثقفين من اليساريين والليبراليين الذين دعموا مرسى واعتبروا الإخوان شركاء فى الثورة! وقالوا إنهم فصيل وطنى أساسي! برغم أن الإخوان أنفسهم كانوا يُصرِّحون علناً بكلام آخر، فى تبريرهم لعدم مشاركتهم فى الدعوة لخروج 25 يناير، بقولهم إنها دعوة زشوية عيالس! كما أعلنوا مراراً مواقفهم من الوطن أنه حفنة من التراب العفن، بل ويعلنون أنهم يرفضون الأوطان لأنها تعيق تحقيق أوهامهم عن الخلافة ووحدة الأمة الإسلامية..إلخ لم يعد الإخوان قادرين لا على المنافسة الجادة على الرئاسة ولا على ترجيح كفة مرشح قريب منهم، ولم يبق لهم سوى أشياء محدودة مثل قدرتهم على التخريب والإرهاب، وهو ما يُقال صراحة هذه الأيام علناً فى خطاب مجموعات من شبابهم، كما لا تزال القيادات فى أوهام أن مهاراتهم تُمَكِّنهم من خداع كل الآخرين من خارج جماعتهم، لذلك يُروِّجون الآن لعدم خوضهم الانتخابات وكأنهم يتنازلون عن شئ يمكنهم تحقيقه، فى انتظار أن يحصلوا على مقابل فى مسعاهم لما تسميه أبواقهم مصالحة للعودة للحياة السياسية. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;