زلات اللسان كثيرة و متعددة, و هي في أغلبها تعكس ما يدور في العقل الباطن, حتي أن بعض علماء النفس ذهبوا إلي انها جزءمن العقل الباطن المكتوم, يخرج ما فيه بهفوة غير مقصودة, لكنها تعبر عن شيء داخلي يسعي للخروج بوعي لكنه يفشل في ذلك. وفي السياسة كثيرا ما تحدث زلات اللسان, وهي غير الهفوات أو الأخطاء غير المقصودة, و أكثر الناس عرضة للزلات هم من يعملون تحت ضغط عال, ومن بينهم بالقطع السياسيون الحريصون دوما علي ما يصدرونه من تصريحات أو تعليقات. ومن أكثر الزلات التي أثارت ضجة.. كلمات النائب حسن نشأت القصاص, و لم تكن بالقطع زلة لسان عادية يمكن ابتلاعها أو المرور عليها مرور الكرام, كونها الأكثر خطورة, والأكثر تعبيرا عن نوازع داخلية, يصعب تجاهلها. بالقطع فالنائب يثق تماما أن كلماته ستذهب أدراج الرياح, ولن تستجيب لها سلطة أو جهة رسمية, بل علي الأرجح ستقابل بشراسة و ضراوة بالغة من الصديق قبل الخصم. لم يدر النائب بالقطع أن كلماته ستثير كل هذه الضجة, وهوتوقع فقط أنها ستخيف المعارضين, وكل هذه التوقعات بل والخيالات تكشف عن سطحية سياسية و سذاجة لمن أصدر هذه التصريحات المشينة. وبمناسبة مشينة لا أدري ما هو سر الكلمة التي استخدمها د. محمد البرادعي في وصف واقعة ما, ثم عادت منظمة العفو الدولية لاستخدامها في التعليق علي النائب, أعتقد أننا سنستمع لهذه الكلمة كثيرا في المرحلة المقبلة من الراغبين في التفاخر بالألفاظ السياسية الجديدة. وإذا كانت تصريحات النائب قد كشفت عن سذاجة سياسية, فإن رد الفعل عليها من معارضيه كشفت عمق روح التربص و الترصد السياسي الكامنة في النفوس. أفهم أن تشتد حالة الغضب إذا صدرت هذه التصريحات من عدة نواب, أومن مسئول حزبي, أو حكومي, لتعبر عن توجه رسمي, أو تهديد بتوجه مخالف, هنا فقط يجب ألا يكون الصمت هو سيد الموقف. ورغم ذلك فالموقف يستلزم التحقيق, والحزب الوطني رغم تصريح السيد صفوت الشريف- مطالب بموقف أكثر عملية تجاه النائب لو ثبتت صحة ما قاله.. زلات اللسان لها دلالاتها, وعلي سياسيينا التحلي بروح أكثر تسامحا و أكثر ديمقراطية. [email protected]