الى أى مدى سيؤثر غلاء الأسعار على «عزومات رمضان» هذا العام؟.. وكيف يمكن للأسرة المصرية أن تواجه الغلاء فى ظل احتياجاتها الغذائية فى الشهر الكريم؟.. وما دور الأجهزة المعنية فى هذا الإطار؟..وكيف يمكن للأسرة أن تتجاوز الأثر النفسى فى عدم تلبيتها احتياجات العزومات الرمضانية التى اعتادت عليها دائما؟.. بداية تؤكد د. يمن الحماقى أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ضرورة إعادة هيكلة ميزانية الأسرة المصرية بمعنى أنها مثلا تستعيض عما كانت تقتنيه من ياميش رمضان بما يحتويه من مكسرات وخلافه بالبلح، وترشد فى استهلاكها لأنواع الطعام المختلفة.. وتقول د. الحماقي: رغم ارتفاع الأسعار لكننى ضد إلغاء عزومات رمضان لأن الهدف منها هو «اللمة» وتجمع العائلات والأصدقاء والجيران بكل ود وحب وليس الهدف منها هو «الأكل», ولذا فمن الممكن أن ترشد الأسرة هذه العزومات بعض الشيء فتقلل من عدد الأصناف المعتادة عليها فى مثل تلك العزومات وتكون ملائمة تماما لعدد المدعوين لا زيادة ولا نقصان، كما يجب على المعزومين أن يحترموا موعد العزومة ويحرصوا على تلبية الدعوة ولايعتذرون فى اللحظات الأخيرة تقديرا لمجهود أصحاب الدعوة وما أنفقوه من تكلفة، كما أقترح مسألة التشارك بمعنى أن الضيف من الممكن أن يشارك بطبق صغير فى العزومة بالاتفاق بالطبع مع أصحاب الدعوة وهذا بالطبع سيزيد التقارب بين العازم والمعزوم، وستكون المائدة هنا بها أكثر من صنف من الطعام وفى نفس الوقت ستقلل التكلفة وتخفف العبء عن الأسرة صاحبة العزومة والتى ستتحمل عبء الاستضافة وخدمة المعزومين وجهد إعداد الطعام، وبذلك من الممكن أن تقيم الأسرة 4 عزومات بمعدل عزومة كل أسبوع وبأقل التكلفة إذا كانت قد اعتادت على ذلك..وتستكمل أستاذة الاقتصاد رؤيتها قائلة: ولابد من دعم الأجهزة المعنية للأسرة المصرية وحمايتها من الغلاء فى هذا الشهر الكريم وذلك بتكثيف أجهزة الرقابة على الأسعار وزيادة منافذ البيع المتنقلة ذات الأسعار المنخفضة بعض الشيء على نطاق أوسع, خاصة فى الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية مع إعلام المواطن بهذه الأماكن عن طريق الإعلام المحلى لكل محافظة وبالتنسيق بين المجتمع المدنى ووزارة التموين لإتاحة المعلومات للمستهلك حتى يستطيع أن يصل بسهولة لأماكن السلع المعروضة، كما يجب العمل على تأمين حلقات التداول بالنسبة للمستهلك بمعنى أنه بدلا من أن يبيع الفلاح لسوق الجملة ومنها للتاجر والتاجر يبيع للمستهلك بسعر مرتفع فمن الممكن أن يشترى المستهلك من الفلاح مباشرة وذلك من خلال آليات يتم تنفيذها بالتنسيق بين المجتمع المدنى وجهاز حماية المستهلك. ويوضح د. هشام عبد الحميد أستاذ علم النفس بجامعة جنوب الوادى أن السيكولوجية المصرية ذات تركيبة خاصة تهتم بالعادات والتقاليد فى المناسبات والأعياد ومهما يكن ارتفاع الأسعار ستستمر عزومات رمضان وغيرها من المناسبات المصرية.. وينصح أستاذ علم النفس الأسرة المصرية إذا تعذر الأمر ولم تستطع عمل عزومات رمضان أن تأخذ الأمور ببساطة, وليس هناك داع إلى أن تكدر نفسها لأن أى إنسان يشعر بخيبة أمل أمام أقاربه إذا عجز عن تلبية احتياجات أسرته, من الممكن إن يصاب بالاكتئاب، ولذا من الممكن ان يستعيض عن عزومة الإفطار بلقاء الأسرتين بعد الإفطار .