المؤكد أن هناك أموالاً طائلة موقوفة لمهمة استنزاف مصر وضرب وحدتها الوطنية وتأجيج أزماتها الاقتصادية والاجتماعية واختراع مشاكل لم تكن فى الحسبان! وأما إذا تطرف رافضو المؤامرات واستنكروا هذه الحقيقة، فهذا شأنهم! خُذْ عندك معلومة واحدة أعلنها الرئيس السيسى قبل أيام عن نجاح الجيش المصرى فى تدمير نحو ألف سيارة دفع رباعى للإرهابيين وهم يسعون لاختراق الحدود على مدى عامين فقط، من ناحية ليبيا وحدها! وحاول أن تحسب الحسبة: فإذا كان سعر السيارة الواحدة من هذه الفئة فى السوق المصرية قد يزيد على نصف المليون جنيه، فإن تكلفة هذا الأسطول نحو نصف مليار جنيه! أضف أيضاً تكاليف ما تحمله من أسلحة وذخيرة ومعدات أخري، واحسب كذلك تكاليف تجهيز الفرد الواحد من هذه العصابات، فى التدريب والإعاشة والشحن الأيديولوجى والرواتب..إلخ! والنتيجة فى هذا البند وحده تعدّ بوحدة المليار! أليس كذلك؟! فإذا حسبت الإنفاق على البنود الشبيهة فى سيناء، وإذا أضفت التكاليف الهائلة للقنوات الفضائية المتخصصة فى الهجوم على مصر بفبركة الأخبار وتزوير الأفلام والتدليس فى التحليل، وإذا أدركت أن كل هذه العمليات مستمرة ومتصاعدة بلا نية فى التوقف وبلا مؤشرات عن عُسْر فى توفير الموارد، وإذا نظرت فى عشرات البنود الأخرى التى يعلن بعضها عن نفسه بلا مواربة أنه جرى اختراعه اختراعاً، تأمل فقط ظروف بزوغ فكرة سد النهضة فى إثيوبيا والريبة فى جمع مليارات الدولارات على دراساته وإنشائه، وعلى الدعاية لتبرير العجلة فى تخزين المياه بما يَضرّ مصر، بل والدفاع عما يُقال إنه حق لإثيوبيا، فأنت إزاء ميزانيات هائلة يعجز عن الوفاء بها أفراد أو عدد من التنظيمات الإرهابية المعهودة، بل لا يقدر عليها سوى دول ثرية، وبداهة فإن هذه الدول لن تورط نفسها فى هذه الأعباء الخرافية إلا أن يكون لها هدف يتكافأ مع ما تدفعه. ولم يعد من الجائز التردد فى إدراك الحقيقة المؤلمة التى تقول إن الهدف هو السعى لإحداث دمار حقيقى بمصر ولإيقاع أضرار بالغة بشعبها؟! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب