رئيس هيئة الاستثمار: المستثمر لن يضطر للتعامل مع 70 جهة.. والمنصة الرقمية تنهي الإجراءات ب 20 يوما    بفائدة 8 إلى 12%.. وزير الإسكان يكشف عن 3 خيارات لمستأجري الإيجار القديم تشمل التملك    وزير الإسكان يستعرض خطة السكن البديل للإيجار القديم: 238 ألف وحدة جاهزة و14500 فدان أراض جديدة    ماكرون يهدد طهران بإجراءات انتقامية بسبب اتهام فرنسيين بالتجسس لصالح إسرائيل    ترامب: أريد الأمان لشعب غزة لقد مروا بالجحيم    مدرب فلومينينسي: الهلال يمتلك الأموال.. والمباراة صعبة على الفريقين    شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو    مهرجان عمّان السينمائى .. خارج النص    "معكم" يعرض مجموعة من الصور النادرة لأم كلثوم ترصد مسيرة كوكب الشرق    روبيو يؤكد إبقاء العقوبات الأمريكية على الأسد.. ويبحث مع نظيره السوري ملفات الإرهاب والعلاقات الإقليمية    تصل للحبس والغرامة.. عقوبة تسلق الأثار دون ترخيص (تفاصيل)    صلاح عبدالله: اعتزال شيكابالا قرار صعب على جماهير الزمالك    "مقابل 7 مليون دولار".. عرض رسمي لنجم النادي الأهلي من الدوري الإماراتي    ما الحالات التي يحق فيها للمؤجر إخلاء شقق الإيجار القديم؟.. القانون يجيب    ترامب: سنعمل على ضمان أمان الشعب الفلسطيني في غزة    حماس: سنسلم ردنا على مقترح الهدنة بعد انتهاء المشاورات    في عيد ميلاد علاء مرسي.. رحلة ممتدة من النجاحات ويبوح ل "الفجر الفني" بأمنية لا تشبه أحدًا    السيطرة على حريق داخل محطة وقود بقرية سرسنا في الفيوم    سعر الذهب اليوم الجمعة 4 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الزيادة الأخيرة    أسعار البنزين والسولار اليوم الجمعة في مصر وموعد اجتماع لجنة تسعير المواد البترولية    "محدش جابلي حقي".. شيكابالا يوجه رسالة لجمهور الأهلي    «حد كلمني أخليه يعتزل».. ممدوح عباس يكشف مفاجأة بشأن شيكابالا    اتحاد الكرة يعزي ليفربول في وفاة «جوتا»    وزير الري: المواقف الإثيوبية بشأن سد النهضة تتسم بالمراوغة    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم في القاهرة والمحافظات وتحذير من ظاهرة جوية    مراجعة ليلة الامتحان في الرياضيات فرع (الإستاتيكا) للثانوية العامة 2025 (pdf)    ماذا فعلت الإسكندرية لحماية المصطافين؟(صور)    ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 101 منذ فجر الخميس    "غزة الإنسانية" تنفي استخدام متعهديها للذخيرة الحية ضد الفلسطينيين    المحكمة العليا الأمريكية تسمح لترامب بترحيل المهاجرين إلى جنوب السودان    سعر البصل والطماطم والخضار بالأسواق اليوم الجمعة 4 يوليو 2025    كارولين عزمي على البحر ومي عمر جريئة.. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    «مملكة الحرير».. ترقب واسع للحلقة الأخيرة ومواعيد عرض المسلسل    انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان العلمين الجديدة في يوليو الجاري    خالد الجندي: "عاشوراء" سنة نبوية قديمة ليست مقتصرة على الإسلام    خالد الجندي: شرع من قبلنا شرعٌ لنا ما لم يخالف شرعنا    هل التوقف عن الأكل بعد الساعة 6 ينقص الوزن؟    أمين حزب العدل: نتحالف في القائمة الوطنية ونتنافس بالفردي.. وقانون الانتخابات هو السبب    إلغاء رحلة مصر للطيران من وإلى باريس غدا بسبب إضراب مراقبى الحركة الجوية بفرنسا    رئيس حزب الريادة: بيان 3 يوليو إعلان ميلاد الجمهورية الجديدة    وكيل صحة بني سويف: 5 لجان للكشف الطبي على مرشحي مجلس الشيوخ    تفاصيل القبض على أصحاب فيديو السباق في مدينة 6 أكتوبر.. فيديو    لميس جابر: الإخوان وضعوني على قوائم الإرهاب وفضلت البقاء في مصر رغم صعوبة فترتهم    الأرصاد الجوية: استمرار ارتفاع درجات الحرارة و ارتفاع الرطوبة خلال الساعات القادمة    خالد الغندور: جون إدوارد لديه مشروع جديد والزمالك يحتاج الدعم الكامل    منتخب الشباب يؤدي تدريبه الأول استعدادا لوديتي الكويت    "صحة القليوبية": تنظيم 90 قافلة طبية خلال 2024 - 2025 استفاد منها 87484 مواطنا    "التعليم" تكشف أسباب رفع سن التقديم بالحصة ل45 سنة والإبقاء على مسابقات التعيين المحدودة    أمين الفتوى: التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء سنة نبوية ولها فضل عظيم    مستشفى 15 مايو ينجح فى إنقاذ مريضين في عمليات حرجة تنتهي بلا مضاعفات    مدير التأمين الصحي بالقليوبية تتفقد مستشفيات النيل وبنها لضمان جاهزية الخدمات    من يتحمل تكلفة الشحن عند إرجاع المنتج؟.. الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي    زيادة القبول وتنوع الجنسيات.. التعليم العالي: 125 ألف وافد مسجلين بالجامعات    السيارة سقطت في الترعة.. إصابة 9 أشخاص في حادث تصادم بالمنيا    وفاة وإصابة 11 شخصًا في انفجار خزان ضغط هواء في الدقهلية    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى حلوان العام ومركز أطلس ويوجه بإجراءات عاجلة    فرص عمل فى محطات المترو برواتب تصل إلى 10 آلاف جنيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصدع التحالف الدولى وانتصارات سوريا والعراق
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 05 - 2017

خرج الانقسام داخل التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة إلى العلن، بعد العاصفة التى أصابت علاقة قطر بكل من السعودية والإمارات، وغياب الرئيس التركى أردوغان عن قمة الرياض، بعد فشل زيارته إلى واشنطن قبل أيام من انعقاد القمة، انشقاق تركيا وقطر وجماعة الإخوان ترك بصماته على موازين القوى فى المنطقة، وامتد إلى الجغرافيا التى تتغير كل يوم بتقدم الجيشين السورى والعراقى على الأرض التى يخليها تنظيم داعش المنهار، بينما يبدو ترامب فاقد السيطرة على زمام الأمور، ويحاول إرضاء إسرائيل لتدعمه فى مواجهة خصومه فى واشنطن.
كان أردوغان قد عاد غاضبا من واشنطن، بعد أن وجد الفجوة قد اتسعت مع ترامب، خلال لقاء لم يستغرق أكثر من 22 دقيقة، ورفض الرئيس الأمريكى التخلى عن وحدات الحماية الكردية فى سوريا وعدم تسليحها، والتى يصنفها أردوغان منظمة إرهابية، بينما فضلتها واشنطن على أردوغان غير الموثوق، ، كما رفض ترامب أى دور تركى فى تحرير مدينة الرقة أو تسليم فتح الله كولن لمحاكمته بتهمة تدبير محاولة الانقلاب ضد أردوغان، وازداد الأمر سوءا باشتباك حرس الرئيس التركى مع متظاهرين أكراد أمام البيت الأبيض، هتفوا ضد أردوغان.
الغياب التركى عن قمة الرياض ترك أثره الواضح على أمير قطر، الذى تربطه بأردوغان علاقة خاصة جدا، منها توقيع اتفاقية دفاع مشترك، وانشاء قاعدة عسكرية فى قطر، هى الوحيدة لتركيا خارج أراضيها، والتى ربما سيكون الدور الرئيسى فى حماية عرش الأمير القطري، إلى جانب الروابط الاقتصادية والمشروع السياسى الطموح والمشترك مع جماعة الإخوان.
تهميش كل من تركيا وقطر فى التحالف الدولى بقيادة أمريكا أثار أكثر من الغضب لدى حلفائه، فلم تكن الولايات المتحدة والسعودية راضيتين عن مباحثات آستانة، التى حفرت مسارا جديدا لحل الأزمة السورية بعيدا عن جنيف، وهمشت دور كل من الولايات المتحدة والسعودية لمصلحة روسيا وإيران وسوريا، وأسفرت عن إقامة مناطق خفض التوتر، وأتاحت للجيش السورى أن يتفرغ لشن هجمات متوالية على كل من داعش وجبهة النصرة، حتى انه سيطر على نحو 15 ألف كيلو متر مربع خلال أيام شرق سوريا، مقتربا من الحدود العراقية، فى الوقت الذى اندفعت فيه قوات الحشد الشعبى العراقية إلى قضاء البعاج المتاخم للحدود السورية، لتقترب لحظة التواصل الجغرافى بين العراق وسوريا لأول مرة منذ اندلاع الحرب، وستكون له نتائج مهمة لصالح التحالف الروسى السورى - الإيراني.
يبدو أن التهميش الأمريكى لكل من تركيا وقطر كان متعمدا، وليس مجرد رد فعل على التقارب التركى مع روسيا أو مؤتمرات. وترى أمريكا أن الدولتين المرتبطتين بعلاقات مع إسرائل تأملان فى أن تكونا الممر الوحيد لأى تقارب خليجى إسرائيلي، وتطمح تركيا لقيادة التحالف السني، وتلعب الدور الرئيسى فى حل القضية الفلسطينية مستغلة نفوذها على حماس، لكن إسرائيل تفضل علاقة مباشرة بدول الخليج، وتنحية حماس من أى اتفاق، لأنها مازالت تراوغ فى اعترافها بإسرائيل، وهو ما جعل نتانياهو يمزق الوثيقة الجديدة لحماس، والذى قدمت فيه حماس بعض التنازلات، التى رأتها إسرائيل غير كافية، وأكمل ترامب دور نتانياهو بإعلان حماس منظمة إرهابية فى أثناء كلمته أمام قمة الرياض. هكذا، ظهر جنين تحالف ثالث من المنشقين يضم تركيا وقطر وجماعة الإخوان، وبعض الجماعات المسلحة الصغيرة الموالية لتركيا، ويعتمد على القوة المالية والإعلامية لقطر والقوة العسكرية لتركيا، والعضوية الواسعة لجماعة الإخوان فى معظم الدول العربية والإسلامية وخارجها، وإن كان الوهن قد أصاب الجماعة بعد الضربات المتوالية التى تلقتها فى مصر وتونس وسوريا، وتبرؤ الكثير من الأحزاب من العلاقة بجماعة الإخوان. ستكون لهذا الانشقاق تداعياته المؤثرة على العديد من الجبهات، تمتد من سوريا والعراق واليمن وليبيا إلى باقى مناطق التوتر، وسيستفيد منه التحالف الروسى - السورى - الإيراني، خاصة فى ظل غياب قوات برية كافية على الأرض للتحالف الأمريكي، ولا يمكن لقوات الحماية التركية فى الشمال أو ثوار الأغوار، البالغ عددهم نحو 5 آلاف مقاتل، منافسة القوات البرية الضخمة للجيشين السورى والعراقى وحلفائهما، ولهذا أراد الرئيس الأمريكى ترامب أن يشرك حلف الناتو فى التحالف ضد داعش، لكن قادة الناتو وافقوا على القيام بطلعات جوية دون مشاركة فى العمليات القتالية على الأرض، أما إعادة طرح فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة فهى غير عملية، وتحتاج إلى وقت طويل إذا ما رأت النور، ولا يمكن للمعارك المحتدمة أن تنتظرها، كما أن الأردن متوجسة من دخول معارك برية قد تخسر فيها الكثير.
كما جاء الانشقاق التركى - القطري- الإخوانى عن التحالف الأمريكى فى صالح مصر، التى ترى أبرز خصومها فى عزلة شديدة، بعيدا عن كلا التحالفين الرئيسيين، وتأمل فى أن يزداد تخبطا وضعفا فى الفترة المقبلة.
لمزيد من مقالات مصطفى السعيد;


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.