* الاتفاق على الارتقاء بالتعاون بين القاهرة وفيينا وتطوير الشراكة الاقتصادية والاستثمار بين البلدين * اتخذنا قرارات حاسمة للإصلاح الاقتصادى على مدى الشهور الماضية بدعم من الشعب أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر والنمسا ارتبطتا على مدى عقود بعلاقات متميزة تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل أتاحت للبلدين العمل معاً والتنسيق المشترك فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. جاءت تصريحات الرئيس فى كلمته التى ألقاها خلال مؤتمر صحفى مشترك مع مستشار النمسا كريستيان كيرن عقب جلسة مباحثات موسعة بين وفدى البلدين. وأضاف الرئيس أن تلاقى المصالح والرؤى المشتركة للبلدين إزاء العديد من القضايا التى فرضت نفسها على المجتمع الدولى يسهم بشكل كبير فى تميز العلاقات المصرية النمساوية سواء على المستوى الثنائى أو من خلال التنسيق الوثيق فى المحافل الدولية، والتعاون أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين. وأشار الرئيس إلى أن جلسة المباحثات مع المستشار «كيرن» كانت مثمرة وبناءة تناولت مختلف قضايا التعاون الثنائى بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين، وتعظيم الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتوافرة لكليهما، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادى والاستثماري، فضلاً عن زيادة التبادل التجارى بين البلدين وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة. وأوضح الرئيس أنه لمس اهتماماً من المستشار «كيرن» بالاستفادة من الفرص التى يتيحها الاقتصاد المصرى لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية فى مصر ونقل الخبرة النمساوية إليها، سواء فيما يتعلق بالمشروعات القوميةالجارى تنفيذها أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة التى تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة فى تعزيز دورها كدعامة رئيسية للنمو الاقتصادي. وفى هذا السياق، أشار الرئيس إلى أنه استعرض مع المستشار خلال المباحثات الخطة الطموح التى تنتهجها مصر حاليا للإصلاح الاقتصادى من خلال اتخاذ قرارات حاسمة على مدى الشهور الماضية بدعم من الشعب المصري، وذلك بما يُمهد الطريق لتحقيق طفرة تنموية تسهم فى تعزيز استقرار مصر وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها بما يلبى تطلعاتهم نحو مستوى معيشة أفضل ومستقبل مُشرق. وأضاف الرئيس أنه على الصعيد السياسى تطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسُبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائى وتنسيق الجهود بين البلدين فى المحافل الدولية، ولاسيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم فى سوريا، وإعادة الاستقرار ودعم مؤسسات الدولة فى ليبيا لإنهاء المعاناة التى يعانى منها الشعب الليبي، والتعامل الفعّال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يراعى الأبعاد التنموية والأسباب الجذرية للهجرة. كما استعرض الجانبان فى هذا الصدد سبل التصدى لقوى الإرهاب والتطرف، والتى باتت تُمثل تهديداً مشتركاً لأمن واستقرار المجتمع الدولى ككل، حيث أشار الرئيس إلى أنه أكد للمستشار النمساوى فى هذا الصدد عزم مصر والتزامها بالوقوف فى مواجهة هذا الخطر المشترك الذى لا يعرف وطناً أو ديناً. وأوضح الرئيس أنه لمس اتفاقاً فى وجهات النظر بين مصر والنمسا إزاء أفضل السبل لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة التى تواجه المساعى المشتركة لاستعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط وتوفير المناخ الأنسب للنمو الاقتصادى وتلبية طموحات شعوبنا فى الحياة الآمنة الكريمة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على استمرار التنسيق رفيع المستوى بين البلدين إزاء هذه القضايا ومواصلة التشاور حولها. وأعرب الرئيس عن تطلعه لأن تكون هذه الزيارة بداية جديدة لتعاون مشترك بهدف تطوير العلاقات المصرية النمساوية والارتقاء بها نحو آفاق أرحب، وذلك بما يلبى تطلعات الشعبين المصرى والنمساوى الصديقين. من جانبه، أكد المستشار النمساوى كريستيان كيرن أن زيارته لمصر مهمة للغاية لأنها ضمن سلسلة من الفعاليات التى تستند إلى علاقات راسخة بين مصر والنمسا. وقال المستشار النمساوى إنه عندما قام بزيارة النصب التذكارى للجندى المجهول تحدث عن الزعيم الراحل أنور السادات وأشار إلى أهمية الرئيس الراحل وعلاقاته المميزة التى رسخها مع النمسا آنذاك ، مشيرا إلى أن النمسا مهتمة للغاية بأن تبنى على هذا التاريخ العريق ولديها اهتمام بالغ بأهمية استقرار المنطقة. وأشار كيرن إلى أن مصر القوة الرائدة فى المنطقة ، مشيرا إلى أن النمسا كجزء من الاتحاد الأوروبى تهتم بالاستقرار فى مصر ، مشيرا إلى أن الوضع فى مصر يؤثر على أوروبا. وتطرق المستشار النمساوى إلى الهجمات الإرهابية التى تشهدها أوروبا ، مؤكدا أهمية التعاون لمواجهة هذا الخطر المشترك ، مؤكدا دعم بلاده لمصر فى حربها ضد الإرهاب. وأوضح أن النمسا تدرك حجم التحدى الذى تواجهه مصر، مؤكدا أهمية دعمها فى مواجهة الإرهاب. وأضاف كيرن أن المباحثات تطرقت كذلك إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الاستقرار الاقتصادى يمثل العنصر الأساسى لتحقيق النمو فى أى دولة . وأشاد كيرن بقرارات الإصلاح الاقتصادى التى تتخذها مصر، واصفا إياها بأنها «شجاعة للغاية» وأنها «حل لا يمكن الفرار منه» ، مشيرا إلى أنها عملية مستدامة وطويلة المدي. وقال كيرن إن المباحثات تطرقت أيضا إلى ملف الهجرة غير الشرعية والوضع السياسى فى المنطقة الذى يؤثر على هذا الملف، مؤكدا أهمية البحث عن حلول مستديمة لهذه المشكلة. وأشاد المستشار النمساوى بدور مصر الرائد فى هذا الملف، مشيرا إلى أنها تسهم بشكل كبير فى إيجاد حلول للأزمة الليبية التى تمثل أحد أهم أسباب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وأكد أن دعم الاستقرار فى ليبيا سيسهم فى استقرار أوروبا. وأضاف كيرن قائلا :»نقدر دور مصر فى تقليل حجم اللاجئين إلى أوروبا ، إلا أن هناك بعض الخطوات التى يجب أن ندعمها فى هذا الإطار». وأعرب المستشار النسماوى فى نهاية كلمته عن شكره العميق لحفاوة الاستقبال التى شهدها خلال زيارته لمصر ، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون بين البلدين بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة. وكان الرئيس السيسى قد أجرى جلسة مباحثات ثنائية أمس بقصر الاتحادية مع كريستيان كيرن مستشار النمسا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت أعضاء الوفدين. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على العلاقات المتميزة التى تربط بين مصر والنمسا وحرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، فضلاً عن مواصلة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف المُتحدث الرسمى أن المستشار النمساوى «كريستيان كيرن» أعرب من جانبه عن سعادته بزيارة مصر، مشيراً إلى ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وطيدة، ومشيداً بما حققته مصر خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الاستقرار وإجراء الإصلاحات الاقتصادية الشجاعة التى ستسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية. وأشار المستشار النمساوى إلى اهتمام الاتحاد الأوروبى بدعم أمن واستقرار مصر والمساهمة فى دفع عملية النمو الاقتصادي، منوهاً إلى دورها المهم بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ومشيداً بالجهود التى تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب. وأوضح «كريتسان كيرن» أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية، لاسيما فى ضوء ما ينتج عن الازمات القائمة بالمنطقة من تحديات مشتركة على البلدين، على رأسها خطر الإرهاب. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض, خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع فى مصر، مشيراً إلى خطوات الإصلاح الاقتصادى والجهود المبذولة لتحسين مناخ الاعمال وجذب الاستثمارات وزيادة معدلات النمو، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشروعات القومية بما يوفر فرص العمل, ويُحقق نهضة بالقطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة. وأشار الرئيس إلى تطلع مصر لاستفادة الشركات النمساوية من الفرص الاستثمارية المتنوعة التى تتيحها المشروعات التنموية الجارى تنفيذها، وخاصة فى المناطق الاقتصادية الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة قناة السويس. وقد تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة لبحث آفاق التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين. وأوضح المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين. كما تطرق اللقاء إلى التطورات على الصعيد الاقليمى والجهود التى تبذل للتوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة، كما ناقش الجانبان تداعيات الأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، ومن بينها موضوعات تدفقات اللاجئين والمهاجرين وسبل التعامل معها، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والتطرف. كما تم استعراض الجهود المبذولة للتقريب بين الاشقاء فى ليبيا لدفع العملية السياسية واستعادة الاستقرار هناك، وذلك بما يحفظ وحدة الأراضى الليبية ومؤسساتها الوطنية ويصون مقدرات شعوبها.