لماذا انتفضت المحافظات الآن، وعقدت اللجان وأعلنت الطواريء بين قواتها لتحرير أراضى الدولة من المعتدين، الذين وضعوا أيديهم على مئات بل آلاف الأفدنة، بحجة زراعتها، فقاموا «بتخضير» الواجهة من تلك المساحات، وبسطوا نفوذهم على باقى المساحة، وبمرور الأيام باعوها من الباطن لمافيا الأراضي، حتى أصبحت أملاك الدولة وأراضيها الباب الخلفى للثراء!ولماذا أسرع رجال الأمن فى تلك المحافظات، بإنهاء الدراسات الأمنية فى يوم وليلة لتنفيذ قرارات الازالة المعطلة، منذ بضع سنوات تارة لعدم توافر القوات اللازمة لتأمين الإزالة، وتارة أخرى لتفادى الصدام مع حيتان الأراضى الذين أقاموا دولتهم فوق القانون!. فى الواقع، أن أولئك الحيتان المتوحشة فرضوا سيطرتهم على ادارات أملاك الدولة بالمحافظات، من خلال نفوذهم كأعضاء برلمان سابقين أو حاليين، أو استخدام سلطاتهم كرجال أمن أو مستشارين أو رجال أعمال، وشكلوا شركات وجمعيات استصلاحية على الأوراق، واستغلوا الأراضى بالبيع والشراء، لانهم الأقرب إلى ثغرات القانون، والأقدر على الإفلات منه، وسجل الجمعيات المشهرة بتلك الفئات لا يتسع المجال هنا لحصره!. تحية لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى أطلق صيحة غضبه من قنا، فى الاسبوع الماضي، مطالبا الحكومة بسحب أراضى وضع اليد من المخالفين قبل نهاية الشهر الحالى مؤكدا «أن مصر مش طابونة».. وللحقيقة يا فخامة الرئيس، انهم كانوا يريدونها «طابونة» بمفهومها القديم من اهمال ومال سايب، وهذا ما حذرت منه مشكورا. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل