هذا مؤشر لخطر عظيم لايجوز التهاون معه أو إهماله وكأنه لا يُشكِّل نقلة نوعية غير مسبوقة مثيرة للفزع! فقد نجح الإرهاب، وهو ما يجب أن نعترف به بداية، فى أن يُشجِّع أصحاب العقول المتطرفة المنغلقة، من العامة الذين لم ينخرطوا قط فى التنظيمات الإرهابية، على أن يُعبِّروا عن أنفسهم علانية، بل أن يتجاسروا أحياناً على أن يفرضوا سلوكهم بالاعتداء بالقوة على المختلفين عنهم فى العقيدة والسلوك! ولدينا ثلاث وقائع خطيرة خلال الأيام الأخيرة الماضية، يجدر عدم التورط فى أوهام أنها مجرد حالات فردية لا تمسّ القاعدة العريضة السليمة فى المجتمع..إلخ! الواقعة الأولي: عندما فوجئت مواطنة شابة فى خط المترو الأول المزدحم فى منطقة المعادي، بأن راكبة محجبة تقوم بقصّ شعرها باستخدام «كاتر»، وعندما حاولت الضحية الإمساك بالمعتدية لتسليمها إلى مسئولى الأمن فى المحطة التالية تصدَّت لها، للغرابة الشديدة، جموع النساء فى المترو بمنطق أن المسامح كريم، وبأنه لا يصح «إيذاء» المعتدية..إلخ الواقعة الثانية المشابهة فى عين شمس، كانت ضحيتها طفلة فى الخامسة عشرة، أمام بوّابة مدرستها حيث يتكدس الأطفال عند الدخول، فإذا بمنتقبة غليظة القلب تقوم بقصّ شعرها بعنف ثم تلوذ بالفرار، وتفزع الطفلة وتُصاب بخوف من الذهاصب إلى المدرسة! وبرغم معرفة هوية المعتدية، التى هى ولية أمر إحدى التلميذات، فإنها لم تُستَدعَ حتى الآن! الواقعة الثالثة، الأكثر خطورة، عندما قام شابان يستقلان سيارة توك توك، فى منطقة عزبة النخل، بإلقاء مادة حارقة (قيل إنها كلور) على فتاتين مسيحيتين فى الطريق العام، مما أتلف ملابسهما، وأصاب إحداهما بالتهابات جلدية! لاحظ أنه لم يُكتَشَف حتى الآن أن تنظيمات إرهابية وراء هذه الجرائم. ولاحظ النية المبيَّتة بحمل كاتر أو مقص أو مادة حارقة، بما يؤكد عقد العزم. ثم لاحظ تواطؤ المواطنين المشاهدين وتهاون بعض المسئولين على تمرير الجرائم دون عقاب! ولاحظ أن هذه الجرائم هى نفس أهداف الإرهابيين. ولاحظ أن كل هذا فى عاصمة البلاد، فما بالك بالأرياف البعيدة؟! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;