من منا لم يذق طعم الظلم أو يتعرض لواقعة قاسية على نفسه؟ من السهل أن تظلم إنسانا بريئا وتقنع كل من حولك بالباطل، ولكن من الصعب أن يسامحك هذا الإنسان المظلوم، فالظالم فى سجن حقيقى من أول دقيقة ظلم فيها من ظلمه، ولن يخرج من سجنه إلا بعفو المظلوم، لا تبكى يا مظلوم وأترك أمرك لربك، وقل حسبى الله ونعم الوكيل، وسيريك الله فيمن ظلمك آياته، لا تقلق يا مظلوم فهناك خالق يرعانا إن لم نكن نراه فإنه يرانا، فقد أنزل الله فى حقك آيات ووعدك بأن الجنة هى جزاء الصابرين (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وبصبرك يا مظلوم سيكون جزاؤك الجنة ويكفيك أن الله وحده يعلم أنك مظلوم، وإن استطاع الظالم أن يقنع كل من حوله من البشر، ولا يغرنك حلم الله على من ظلمك فإنه يمهل ولا يهمل حتى إذا أخذه لن يفلته، فإياكم والظلم لأنه أبشع إحساس يمكن أن يشعر به الإنسان، والظلم ظلمات يوم القيامة. وجاء فى الحديث القدسى عن المولى عز وجل أنه قال (يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) فليراجع كل منا نفسه لأن الظلم ربما يكون لمجرد الظن السىء أو الجور عن الحق أو الإتهام بالباطل أو بالحكم دون أدلة، وبذلك يلحق الظالم الأذى بالمظلوم ويشيع فى الناس حوله الأكاذيب لتشويه صورته بكلام فى غير موضعه لقلب الحقيقة، يقول أبوالعتاهية: أما والله إن الظلم شؤم.. ومازال المسئ هو الظلوم ..إلى ديان يوم الدين نمضى.. وعند الله تجتمع الخصوم.. ستعلم فى الحساب إذا إلتقينا.. غداً عن الإله من الملوم. ياليت قلوبنا تكون عامرة بالإيمان قبل بيوتنا حتى لانكون ظالمين، فكلما بعدنا عن الإيمان كانت الخسارة فادحة. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى ;