بعد ان دهسها بسيارته قالها لها : "من الواضح أن في بلدكم ليس هناك شوارع، لكن على المرء في ألمانيا أن ينظر إلى الشارع.. فلتنصرفوا إلى بلدكم ، لن يصدمكم شيء هناك.. أنتم لاجئون قذرون". الضحية هي شادن محمد 23 سنة، مصرية، طالبة بكلية الهندسة المعمارية بإحدى الجامعات الألمانية ، كانت تسير بصحبة إحدى زميلاتها في مدينة كوتبوس بولاية براندبورج شرق ألمانيا، في 15 أبريل الماضي، ودهستها سيارة مسرعة، وتم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت في 18 أبريل، وقال مواطنون إن الذي دهسها مواطن ألماني يكره وجود اللاجئين العرب بدولته. الحادثة تحولت لقضية رأي عام وكل طرف يحاول خدمة مصالحه الشخصية، فإعلام نص الليل سلط الضوء علي الحادثة من جانب التقصير من جانب الحكومة والسفارة المصرية وأن مصر لا تستطيع أن تحمي أبنائها في الخارج وإذا كان المصري يهان داخل مصر فيمكن وبسهولة إهانته خارجها . قنوات الإخوان المتربصة مثل الشرق كان لها دور آخر فهي ركزت علي أهمية الحادثة ويجب علي كل مصري أن ينسي الخلافات بين طوائف الشعب " ومفيش حاجة اسمها إخواني أو غير فكلنا مصريين ولازم نتحد وناخد حق شادن . الطرف الثالث وهو مواقع التواصل الاجتماعي فتم إنشاء صفحة سميت "عاوزين حق شادن" وكانت أشبه بمكان واسع الكل يتحدث فيه في وقت واحد متحيزا لرأيه ومعارضا لرأي الآخرين والبعض يؤكد أن لديه معلومات وأن ما حدث هو حادث سير عادي بينما الآخر لديه أيضا معلومات تؤكد أنه حادث عنصري ويجب أن نأخد حق شادن . الكل يستغل هذه الحادثة لخدمة مصالحه خاصة أنه لم يقدم أحدهم حلولا منطقيا لأخذ حق شادن فالكل يتحدث عن حق شادن ولكن دون تقديم خطوات محددة ومفهومة وقابلة للتنفيذ ، فمن الصعب أن تحارب مصر ألمانيا أو تقطع العلاقات معها أو تسحب السفير أو غير ذلك ولكن هناك خطوات معقولة مثل متابعة السفارة المصرية هناك خطوات التحقيق والمحاكمة وأن يتم إرسال مجموعة خبراء ومحامين في القانون الدولي ليس واحد فقط ليشعر الألمان هناك أن مصر تهتم بمواطنيها بدرجة كبيرة جدا وأنها ستبذل كل جهدها لأخذ حق كل مصري. أيضا وهذا الأهم هو عمل حملة توعية لكل مصري يدرس في الخارج أن هناك دولا بعينها وهي كثيرة ومنها فرنساوألمانيا وأمريكا تنظر للعرب كلهم دون تفرقة علي أنهم سبب الحروب والدمار في العالم فالمصري مثل السوري مثل اليمني وغيرهم من الجنسيات العربية وخاصة المسلمة، وهذه الجامعات قامت بفتح فروع لها في مصر فلماذا السفر خاصة في هذا التوقيت الذي تزداد فيه كراهية الغرب للعرب والمسلمين . رحمة الله عليكي أيها الطالبة المجتهدة شادن فقد كنتِ سفيرة فوق العادة لمصر ، ولكن حقك سيظل في رقبة كل مصري وعربي ومسلم أساء لنا في الغرب تلك البلاد التي كانت تعمل لنا ألف حساب منذ قرون مضت . لمزيد من مقالات عادل صبري;