لا أظن أننى أستحق هذا الكم الكبير من رسائل السب والشتم من جانب أزلام أردوغان الناطقين بالعربية لأننى لم أرتكب جرما عندما ألقيت نظرة على المشهد التركى فى مقالى أمس الأول الاثنين تحت عنوان «أردوغان فوق بركان» والذى كان مجرد قراءة سياسية لأوضاع بلد تربطنا به علاقات تاريخية قبل وبعد أردوغان الذى لم أتعرض لشخصه بكلمة واحدة تهينه وتحط من شأنه برغم أن سجله مع مصر يسمح بذلك! والحقيقة أن هؤلاء الأزلام من مطاريد الجماعة الذين يؤويهم أردوغان أناس مغلوب على أمرهم وهم بشتائمهم وسخائمهم يدفعون ثمن لقمة العيش وإيجار الإيواء فى ملاذات اسطنبول ومن ثم فإن الحديث معهم غير مجد ولا يستحق الرد ولكن ما يجرى فى تركيا هو الذى يستحق استمرار الحديث عنه. إن قرابة نصف الشعب التركى الذين قالوا «لا» للتعديلات الدستورية التى مررها أردوغان وحزبه عبر تصويت انتخابى لم يكن فوق مستوى الشبهات حسب بيان الاتحاد الأوروبي.. هؤلاء الأتراك الغاضبون ينطلقون فى رفضهم هذه التعديلات من إدراكهم بأن دولا كثيرة دفعت أثمانا غالية لمغامرات المستبدين الذين كانوا يبحثون عن أشكال جديدة للحكم لا هى بالملكية ولا هى بالجمهورية فانزلقت هذه الأوطان إلى كهوف الاستبداد والشخصانية. تدرك النخب التركية الواعية استنادا للدروس المستفادة من تجارب الآخرين أن تسليم السلطة لمستبد لا هو بالملك ولا هو بالرئيس سوف يعنى الذهاب بتركيا إلى الدمار والخراب بصرف النظر عن نيات هذا المستبد وما يبديه من تمنيات طيبة لوطنه وشعبه لأن المسألة هنا ترتبط بجوهر الاستبداد كنظام حكم فاسد يؤدى تلقائيا إلى الوقوع فى الأخطاء وارتكاب الخطايا مادام أن نظام الحكم الذى استحدثه يسمح له بأن يمارس السلطة بلا قواعد ولا شروط إلا ما يريد. وأكرر مجددا تأييدى لوعى النخب التركية أما شتائم الأزلام فمكانها سلة المهملات! خير الكلام: احذروا بسمة الثعلب العثمانى المعّدلة وراثيا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله