«بقلب فرح» سأزور وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء وحيث أسمع الله صوته لموسى عليه السلام «.. جاءت كلمات البابا فرانسيس بابا الفاتيكان معبرة وقوية ورسالة للعالم بأن مصر هى القلب النابض بالخير والأمان» . بابا المحبة أصر على زيارة الأرض التى مرت بها العائلة المقدسة وعدم استخدام سيارة مصفحة للتجوال فى الشوارع واكتفى بسيارة صغيرة عادية ليتحرك بها فى مصر فى دلالة واضحة على شعوره بالأمن والأمان . تحقيقات (الأهرام ) رصدت نتائج زيارة البابا فرانسيس لمصر وكلمته فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام .. وكيف يمكن استثمار زيارته للترويج للسياحة وأهم المكاسب التى حققتها ؟ فى البداية يرى الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكى للسينما أن زيارة بابا الفاتيكان أظهرت للعالم مدى الأمن والأمان الذى تنعم به الدولة المصرية وأثبتت أنها عنوان السلام الحقيقى ومهد الديانات السماوية ، كما أنها تعد أكبر فرصة للترويج السياحى داخليا وخارجيا . وأن الزيارة هى رسالة سلام وتعزية وتضامن مع الأقباط وكل مسيحيى الشرق وتقدير لمصر والمصريين ووحدتهم الوطنية لأن البابا يحمل رسالة سلام فى مجابهة ظاهرة العنف والتطرف والتعصب باسم الدين ، كما تعد إشارة إيجابية لتشجيع السياحة إلى مصر لزيارتها . الأزهر منارة التسامح بينما أكدت النائبة سعاد المصرى - عضوة مجلس النواب - أن زيارة البابا فرانسيس رسالة قوية لكل محبى السلام فى العالم بأن مصر هى أرض السلام ومهبط الأديان والرسالات وستظل تستضيف كل محبى السلام فى العالم ، كما أن كلمات البابا فرانسيس عبرت بوضوح عن مكانة مصر فى العالم خاصة مشاركته فى المؤتمر الدولى للأزهر بإلقاء كلمة حددت رسالته لشعوب العالم وتأكيده أن الأزهر الشريف سيظل منارة التسامح والمعبر الوحيد عن سماحة الدين الإسلامى فى العالم كله . الاستفادة من الزيارة وطالبت عضوة مجلس النواب الحكومة باستثمار الزيارة ومسار العائلة المقدسة لتشجيع السياحة فى مصر. وطالب د. محمد الشحات الجندى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بالاستفادة من الزيارة التاريخية وغير المسبوقة لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر وجعلت العالم يتحدث عبر وكالات الأنباء ووسائل الاعلام العالمية عنها. وأضاف أن أكثر من مليار مواطن حول العالم تابعوا صلاة بابا الفاتيكان فى استاد 30 يونيو وأكثر من 160 دولة قامت بتغطية الزيارة إعلاميا مطالبا باستغلال وزارة السياحة الزيارة للترويج للسياحة المصرية عالميا ؟ وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مصر أمامها فرصة تاريخية جاءت من قداسة البابا فرانسيس الذى يستحق كل التقدير والاحترام، لأنه جعل اسم مصر يتردد عالميا وهى تعتبر دعاية مجانية لا تقدر بمال لمصلحة الصورة الحضارية لمصر أرض الحضارة والفراعنة والسلام والأمن والاستقرار والتعايش السلمى بين أصحاب جميع الديانات السماوية. ولفت إلى أن بابا الفاتيكان ردد كلمة ( السلام عليكم ) حتى فى الصلاة وردد كلمة تحيا مصر عدة مرات ليبعث برسالة للعالم كله بأهمية التعايش السلمى بين جميع أصحاب الديانات السماوية، لذلك لابد أن تستغل الحكومة هذه الزيارة لاستعادة السياحة العالمية خاصة السياحة الدينية إلى مصر. تاريخ مصر المستشار إيهاب رمزى أكد أن خطاب بابا الفاتيكان يكشف أنه ملم بكل ما يحدث فى مصر وتاريخها ، كما ركز على أن من يؤمن بالله لا يتعامل بالعنف وهناك رسالة موجهة وخطيرة لمن يفهمها وهى أن الله لا يحتاج إلى حماية من البشر ولايقبل من يدافع عنه، كما تحمل كلمته دعوة للحب والسلام ونبذ الكراهية وقبول الآخر. وأضاف أن الخطاب يحمل احتراما وتقديرا لمصر وللأديان، كما أنه حيا الشعب المصرى بقوله إن مصر هى أم الدنيا حتى تصل إلى القلوب تقديرا لمصر وشعبها ، كما يعد الخطاب دعما للرئيس السيسى ومجهوداته فى مواجهة الإرهاب . الإرهاب والكراهية أما كمال زاخر المفكر والباحث السياسي، فيرى ضرورة أن يتم ترجمة زيارة وخطاب البابا فرانسيس إلى خطة عمل مدروسة من المؤسستين الدينيتين لكى يتم وضع النقاط فوق الحروف كما يجب أن يدرس خطاب بابا الفاتيكان دراسة جيدة ويتحول إلى ورقة عمل لمواجهة الإرهاب والكراهية. وتعلق ولاء عزيز نائبة رئيس اتحاد أقباط من أجل الوطن قائلة : إن زيارة البابا فرانسيس دون سيارة مصفحة أثبتت للعالم أن مصر هى وطن الأمن والأمان ، وأن الإرهاب لا يحارب بالقانون أو بالسلاح ولكنه بالفكر، لذلك فإن زيارة البابا فى هذا التوقيت مهمة لدعم السلام فى العالم ومحاربة الإرهاب. رجل سلام اللواء نبيل لوقا بباوى المفكر القبطى أكد أن الزيارة تعكس قيمة مصر لدى بابا الفاتيكان خاصة أنه أصر على الحضور دون سيارة مصفحة رغم الأحداث الأخيرة ، ومحاولات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية . وأضاف بباوى أن البابا فرانسيس رجل سلام يدعو إلى المحبة والخير ويعلم أن مصر دولة آمنة وتحارب الإرهاب بمفردها فى المنطقة ويثق فى قدرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى دحر الإرهاب ، ويعلم جيدا أن الحوادث الإرهابية عرضية وليست مستمرة . وأشار إلى أن الزيارة تعكس مدى ثقة بابا الفاتيكان الكبيرة فى مصر قيادة وشعبا وقدرتها على مواجهة تيارات التطرف والإرهاب والقضاء عليها واستئصال جذورها، لذلك حرص على توجيه رسالة سلام للعالم من أرض الكنانة. السلام والاستقرار النائب مصطفى الجندى رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب - قال إن زيارة البابا فرانسيس هى تحد للإرهاب ورسالة للعالم كله بأن مصر بلد السلام والأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن لقاءات بابا الفاتيكان مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أعطى دفعة قوية لمواجهة قوى الشر وأن الأديان السماوية ليست فى صراع كما يصور البعض. وأوضح رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب أن الزيارة تمثل دعما لمصر من مختلف دول العالم باعتبار أنها من أكبر الدول الإسلامية فى العالم، ولها مكانة كبيرة ومحورية لدى الدول العربية والإفريقية ، كما أن الأزهر الشريف والفاتيكان لهما دور كبير وفعال فى مواجهة التطرف باسم الدين. عودة السياحة أما على الفقى صاحب شركة سياحة فيضع روشتة عودة السياحة إلى مصر فى عدة نقاط قائلا : إن السياحة لن تعود لمعدلاتها الطبيعية إلا من خلال تحسين الخدمات وتقديم محتوى سياحى جيد والاهتمام بالسائح والخوف على حياته، علاوة على الاهتمام بعامل الأمان وتشديد اجراءات امنية. وطالب بضرورة عمل حملة دعائية ضخمة لجذب السائحين لمصر وتغيير الإستراتيجيات والسياسات الحالية والقضاء على بعض الظواهر السلبية التى تواجه السياح، منها التسول بأسلوب وطريقة تنفر منها السياح ، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للسائح وتوفيرأمن مما يسهم فى عودة السياحة لمصر فى أسرع وقت . أما مرقس بشاى صاحب شركة سياحة فيرى أن زيارة البابا فرانسيس لها معنى ومغزى قوى هو أن مصر بلد امن والاستقرار ونجحت فى محو الصورة السلبية السيئة عن عدم وجود الأمن بها ، كما أن الزيارة ستساعد فى عودة السياحة لمصر بشكل جزئى ولكن ليس بالشكل الذى نأمله، لذلك كان لابد من تسليط الضوء على الزيارة من خلال دعوة اعلاميين اجانب لحضور القداس الإلهى فى استاد 30 يونيو . وأكد أنه من الممكن استغلال الزيارة فى الدعاية القوية لمصر بالخارج من خلال حملة إعلامية وإعلانية ضخمة فى وسائل الإعلام الأجنبية لمحو الصورة السلبية الخارجية عن مصر، وتكثيف الدعاية المستمرة فى الخارج ودعوة جميع الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام الغربية لزيارة مصر وتقام لهم احتفالية تحت سفح الهرم لتوضيح الصورة الكاملة عن مصر، فضلا عن تكثيف القوافل السياحية من مصر لزيارة بعض الدول الأوروبية ووسائل الإعلام فيها لكشف حقيقة ما يحدث فى الوطن . صورة واضحة أما يحيى راشد، وزير السياحة فيرى أن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لها تأثير إيجابى على السياحة المصرية وزيادة الأفواج السياحية إلى مصر، خاصة أن جميع وسائل الإعلام العالمية اهتمت بالزيارة التى شكلت دعاية سياحية كبيرة جدا لمصر . وأضاف وزير السياحة أن هناك عدة أوجه لاستغلال الزيارة من خلال شركات السياحة، كما أن هناك تفاعلا كبيرا من السياح على مستوى العالم لزيارة مصر بعد الدعاية الإيجابية التى أسهم فيها البابا فرانسيس، كما أنها رسالة إلى جميع شعوب العالم تؤكد قيمة ومكانة مصر وتساعد فى عودة السياحة لمصر مرة أخري. وأكد يحيى راشد أن الزيارة نجحت فى نقل صورة واضحة عن حقيقة الأوضاع الأمنية واستقرار الشارع المصرى وكذب الادعاءات المختلفة التى تروجها الجماعات الإرهابية وترغب فى تشويه سمعة مصر فى وسائل الإعلام ، مشيرا إلى أن ترديد اسم مصر بهذا الكم خلال زيارة البابا هو أقوى ترويج للسياحة المصرية وتصحيح الصورة الذهنية لمصر فى الخارج . وتوقع وزير السياحة أن تشهد السياحة المصرية طفرة كبيرة باستقبال الأفواج التى ترغب فى زيارة مصر خاصة مع الترويج لرحلة العائلة المقدسة.