. حراة شديدة اليوم.. علي غير عادة صيف قلبي.. ما يعني أن هنا رجلا, وسيما وله جناحان.. وأن هناك امرأة سمبتيك.. عادية جدا.. ترتدي قفازات الشتاء, وتسير في الطريق.. أي طريق لا يهم.. الرجل بجناحين. اليمتطي جوادا.. ويتسكع في الهواء, والمرأة تطالع ساعات الحوائط المعلقة في كل مكان.. لا ساعة منها, تعلن الوقت الذي تريد.. الرجل يتسكع.. والمرأة تطالع. وفي اتجاه صوب الحافة يلتقيان..إذن هذا حديث الحافة الذي تقرءون, عزمت طه حسين في مكتبي, وتناولنا قدحين من الشاي, عزمت عليه بيسجارة بلمونت بفلتر غليظ.. أبي, فأخرجت علبتي الروزمان, ونفثت واحدة بمفردي.. كانت التعليمات علي كارت الشحن, أن أخدشه برفق, وأدخل الخمسة عشر رقما بين نجمة وشباك.. ففعلت, وقبل أن أهاتف البنت التي قررت إنهاء الحياة بلطف.. سألني طاها: ما الذي تقصده من( جامدة كيك.. وشغال), فاستأذنته في الانصراف, كانت الحافة التي أديرها من الباطن.. تريد أن تتابع حوار المرأة والرجل.. خيال ولا خيال.. كانا تزوجا, وبعد شهر العسل, أحبا أن يتنزها, ناول الرجل قميصه لزوجته, فكوته بلهيب قلبها, وراحت تنثر عليه من عطر الحياة, ارتدي الرجل الحياة, ووضعت الزوجة دبوسا علي رابطة عنقه, ثم نزلا علي سلالم الرخام, وخرجا من عمارة أوهامهما.. وصبحا علي الجيران, جارة تنادي أم وفاء, تعيرها ملحا تمرر به عيشتها, وعيشة من حولها, وجار يدير دراجة بخارية بصوت مزعج في الصباح, بعد محاولات ينجح, ويؤدي بعض الأوكروبات في الجو.. الحرارة شديدة اليوم.. لكن الرجل وزوجته.. يتحايلان, ويمران علي بائع العصير عند أول الناصية.. تشرب هي القصب الممزوج بالجزر, ويكتفي هو بالقصب.. يشيران بعدها, لميكروباص.. يقف تاكسي.. يركبان, ينظر السائق في مرآته الأمامية.. فيري الرجل يقبل عصفورة ملتصقة بالنافذة.. وإذ يضغط علي الفرامل بشدة, ويتابع في مرآته من جديد.. يري امرأة تحتضن طاووسا, وتربت ريشه المجنون.. يمر السائق علي بنزينة ليمون, فلا يتحمل الطابور الطويل, وإذ ينفخان في قفاه.. سر علي بركة الله يا أسطي, ينطلق التاكسي إلي الحديقة الغناء, وجوارها مظاهرة كبيرة.. تقفل الشارع, فيترجلان بجناحين وقدمين كلاهما خلف خلاف, يحملها فوق كتفيه, فتغطي تنورتها رأسه التي شجها جندي في الأمن المركزي.. لا ينتبه سوي للكلام ومفاده: إحنا اللي جايين من ورا الجواميس, تشفق عليه, فتنتقل الشجة إلي رأسها.. في الحديقة ينامان, ويضحكان, وينجبان, طفلة طويلة كالنخلة, وطفلة أخري تتسلق اختها, تحاول المتسلقة أن تقطف رمانة سوداء, فيبكي طالع النخل لما يراه, وفي زاوية من الحديقة.. جمهور يحاول استخراج رصاصة من ظهر صاحبهم, وفي زاوية أخري يقف شاب, يقبض علي فرشاة, وباليتة ألوان.. وحين يغمس الفرشاة في الباليتة, تنادي اللوحة المنصوبة فوق استاند: أن هيا شكلني, يصرخ الفنان الشاب لإسكات الضجيج, فلا ينجح, حتي يستوعبه في لوحته قبل أن يفر المشهد, نخلة تتسلقها فتاة, وأسفلها رجل وامرأة ينجبان ضحكا وكآبة, وكآبة, وضحكا, وبعض شرود لا يعني شيئا بالمرة, ينتهي الفنان التعبيري من ملامحهم, ويقرر أن يحتوي المظاهرة بوازع سيريالي, لكنه لمحني في المنتصف, وأنا أغادر الجموع والهتاف, لآخذ قسطا من الراحة في مكتبي, وأجد طه حسين, يجلس أمام شاشة جهازي, ويقيم شاتا مع العقاد, فأختلس رسالتين منهما: كان لديك حق في العقل يا أبا كاسكيتا ولديك حق في الشك يا ابا نظارة أنيقة بيس يا مان بيس يا مان.. كما ترك كل منهما للآخر أيقونة تضحك بفم واسع بكابيتال دي.. أخبرني طه, أنه انفعل بعد أن تناول قطعة مستطيلة من الشيكولاته, مع قدح من الشاي, وقبل أن اضغط إنتر لأنهي الحكاية.. قال لي: بوس ودوس