بعد أن كانت السعادة هى الهدف الأسمى من إقامة حياة زوجية لكل إنسان، فقد أصبحت السعادة الزوجية درباً من الوهم والخيال. وهذا ما يفسر وقوع كثير من حالات الطلاق وانتشار الرتابة والملل ودخول البعض فى مقدمات الاكتئاب. د.أغانى الجمال استشارى العلاقات الأسرية والصحة النفسية تقول: إن الأسباب العلمية الحقيقية لفقدان السعادة الزوجية تتبلور فى عدم فهم معنى السعادة الأصلى، ولو فهمت السعادة معناً لتحققت وجوداً ورفرفت على الزوجين. فالمعنى الحقيقى للسعادة هو الإسعاد فلَو قام كل طرف بمساعدة شريك حياته لوجدت السعادة،، والمساعدة تكون على قدر الطاقة البشرية أى قدر المستطاع، وتكون مشاركة فى كل شىء دون تحديد من الطرفين، فتكون علاقة قائمة على العطاء المستمر المتبادل وليس على التنافس والتناحر والأوامر بل على رغبة كل طرف فى مساعدة الآخر فى حياته فيسعده فلا يستطيع الحياة دونه. وما يولد الإحساس بفقدان السعادة الإحساس بالظلم الناتج عن الأنانية المفرطة والاستبداد الفج بالرأى أو لأن أحد الطرفين لا يريد التنازل والتغيير حتى يصلا إلى نقطة التقاء ترضى الطرفين ويتسبب فى ذلك الاحساس أحد الشريكين الذى يسعى دائما لفرض قرارات فردية ترضى أنانيته فيتولد شعور بالظلم. ثم تتوالى المظالم فى بخس الطرف الآخر حقوقه المادية والأمر الأكثر خطورة والذى يتسبب فى ضياع السعادة فى كثير من العلاقات الزوجية هو غياب الحب الحقيقى، ولأن الحب والسعادة وجهان لعملة واحدة كما قال الفيلسوف البرتغالى أسبيفوزا، أو كما قال كثير من علماء النفس والاجتماع أن نجاح أى شىء أساسه الحب وبما أن حب هذا الزمان سريع الإيقاع فسرعان ما يولد وسرعان ما يموت، لأنه حب مشروط بقيمة مادية كانت أو معنوية توسمها أحد الطرفين فى الآخر فإذا لم يجدها هرب الحب وإذا وجدها وسئم منها بعد فترة أخذ يبحث عن غيرها فى شريك آخر فالحب هنا وسيلة وليس غاية. بالإضافة إلى ما سبق، هناك أيضاً سبب خطير يتسبب فى غياب السعادة الزوجية وهو التسرع فى الاختيار والزواج دون تناغم وتوافق وجدانى أو عقلى، وذلك لأن التسرع لا يدع للمعرفة سبيلاً للتعرف على الإمكانات والسمات البشرية وأوجه الاختلاف والاتفاق فى الطبائع النفسية والبيئية والفكرية لأن الزواج تكافؤ، وتتوالى الإحباطات حتى يتكون إحساس بالوحدة. فيجب التروى واستيفاء المعرفة بشريك العمر.. وأخيرا الإخلاص الذى إن وجد بين الأزواج كانت السعادة حليفة لهم.. والإخلاص يتجلى فى الوفاء وكتمان الأسرار ومنتهى العطاء.