قبل أن تتزوج الفتاة يبدأ حلمها بالعش السعيد، وبأنها سوف تصبح الزوجة «الأكثر سعادة».. وتظل تعيش حياتها الزوجية بطولها، وهى تحلم بأن تقوى علاقتها الزوجية بشريك حياتها عن طريق التوقع الدائم أن يعمل زوجها على تفهم ما تشعر به، وتفكر فيه دون أن تتكلم أو تبوح له صراحة وبوضوح عن خبايا قلبها. وللخبراء فى علم النفس والعلاقات الزوجية رأى فى هذا الموضوع مفاده أن لكل امرأة، سواء، كانت عروساً جديدة، أو زوجة مخضرمة، دورا مهما جداً، إذ يجب أن تقوم بدور فعال فى تحسين علاقتها بزوجها، وفى نفس الوقت تتوقع أن تحسن من تلك العلاقة المهمة دون أن تبذل «هى» أى مجهود. وأول خطوة نحو تحقيق هذا الحلم الجميل كما يؤكد د. عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر أن تصححى مفاهيمك فى موضوعين أساسيين يؤثران وبشدة على علاقتك الزوجية. أولهما المفهوم الخاطئ «أن الزواج يجعل الزوجين سعيدين»! . ففى الغالب الأعم نسمع من الفتاة فى مقتبل العمر عبارة خالدة «سأتزوج كى أكون سعيدة». فعندما يشعر الشخص بالتعاسة، أو بالوحدة، أو بالثقل تحت وطأة ظروف قاسية للوالدين، يعتقد أنه إذا ما تزوج فإنه سوف يعيش فى نعيم.. وعندما يكون فى حالة من عدم الاتزان بسبب الخروج من تجربة إنسانية أو غرامية فاشلة، فإنه يتكون لديه اعتقاد بأنه إذا ما دخل سريعاً فى علاقة زوجية فإن هذا سوف يخفف عنه ألم التجربة الفاشلة السابقة. لكن الحقيقة، هى أن كلا من الزوجين باعتبار أن لكل منهما كيانا مستقلا، ومنفصلا هما معا يؤديان إلى نجاح العلاقة الزوجية. وهنا نوضح أنه على كلا الزوجين أن يتخيل أنه هو وحده فى دائرة شخصية خاصة به، وفى نفس الوقت فإن دائرة كل منهما موجودة وتدور فى دائرة الزواج، فما هى دائرتك؟. الأولى: هى عالمك الخاص، أما داخل هذه الدائرة فتوجد قيمك.. واحتياجاتك.. ومعتقداتك.. وعواطفك.. ورغباتك.. وعلى ذلك فأنت وحدك، المسئولة عن «دائرتك» بكل ما تحتويه، وبخاصة سعادتك، فسعادتك تكون مسئوليتك أنت. وعلى ذلك فلابد أن تتمتعى بشعور صحى تجاه نفسك وعندئذ فقط تستطيعين أن تربطى حياتك بحياة شخص آخر. والثانية: وهى دائرة الزواج.. فمن الضرورى أن تعرفى وتتفهمى أن للطرف الآخر أيضاً، دائرته الخاصة به.. وأنه لايجب أن تكسرى دائرته بهدف أن تتلاءم مع دائرتك أنت.. فكلاكما جزء من الدائرة الأكبر، وهى دائرة الزواج. ولذلك فمن الضرورى خلال فترات الخلاف بينكما، أن ينظر كل منكما إلى دائرة الزواج بإمعان شديد، وأن يفكر فى أفضل شىء بالنسبة لها، فعندما تنظران إلى العلاقة الزوجية بهذا المنظور الناضج والعلمى، فسوف تحاولان جاهدين فى التركيز على الأشياء التى تقوى هذه العلاقة، وكذلك سوف تتجنبان الأشياء التى تسبب لكما مضايقات. أما المفهوم الخاطئ الثانى فهو أنه يجب أن يعرف كل طرف الآخر دون أن يضطر لقول شىء. فكثيراً ما يقول الأزواج عبارة»يجب أن تعرف، أو تعرفى ما أريده من ذات نفسك». لكن الواقع يقول إن الشخص لا يستطيع قراءة ما فى عقول الآخرين، طوال الوقت، أو فى مختلف الظروف.. وعلى ذلك فلا يستطيع أى شخص أن يعرف ما يحتاجه بالضبط الشخص الآخر دون أن يعبر ذلك الشخص عن رغباته، سواء بوضوح، أو حتى بالتلميح، فإن معظم الناس يفترضون أحياناً أنهم طالما أوضحوا احتياجاتهم فى موقف مختلف تماماً عن الموقف الآنى، فإن ذلك ينطبق بالضرورة على كل المواقف وفى كل الأوقات. كما يجب أن تعبرى عن نفسك باستمرار، وأن تعودى فى كل موقف إلى دائرتك الخاصة، وتقولى لنفسك «أنا أشعر بكذا، أنا أريد كذا، أو أنا أحتاج كذا، لأن هذا ما أحب». وفى نفس الوقت فإن الشخص الآخر شريك الحياة يمكن أن يفعل نفس الشىء، ثم تحاولان معاً التوفيق بين احتياجات ورغبات ومشاعر كل منكما، كى تصلا إلى شعور كل منكما بالإشباع والرضا. فليس معنى أنكما تزوجتما أن يستطيع أى منكما قراءة ما فى عقل الآخر. فعبرا عن مشاعركما، وضعا فى اعتباركما أن الطرف الآخر يحتاج أحياناً للتذكرة.