قبل أربعة أشهر من انطلاق فعاليات قمة عمان التى عُقدت فى البحر الميت تم تكليف محمد المومنى وزير الدولة الأردنى للإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية بالتجهيز الإعلامى للقمة، الوزير الشاب بدأ العمل بتشكيل لجنة من مختلف الخبراء فى وزارات الحكومة الأردنية المختلفة، ونجح فى تأسيس المركز الإعلامى الخاص بالقمة، والذى تمكن من استضافة 1500 من رجال الإعلام العرب والدوليين، واللافت للاهتمام هو ذلك النشاط والتواضع والصبر على أسئلة وتساؤلات واحتياجات هذا العدد الكبير من رجال الاعلام.. أجريت الحوار التالى مع وزير الدولة الأردنى للإعلام الذى استعرض فيه جوانب ونتائج القمة على الأصعدة الإعلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية دعنا نبدأ من آخر شيء وهو ختام أعمال القمة، ما هو تقييمكم للقمة؟ القمّة العربيّة التى اختتمت اجماعاتها فى الأردن مساء الأربعاء الماضى حقّقت نجاحاً كبيراً، وقد شهد لها الجميع بذلك، من أبرز معالم هذا النجاح أنّ قمّة عمّان استطاعت أن تحشد حضوراً وتمثيلا عربيّاً مميزاً على مستوى الزعماء والقادة العرب لم يتحقّق منذ سنوات طويلة وغير مسبوق، كما أنّها استطاعت أن تخرج بموقف وتوافقات عربية موحّدة تجاه جملة من القضايا المصيريّة، وتميزت القرارات بالواقعية والبراجماتية، وهو أمر مهم سياسيا ودبلوماسيا. لقد كان هناك تشخيص دقيق للتحديات بموضوعية وحكمة، وفى مقدّمة هذه التوافقات، القضيّة الفلسطينيّة، حيث أكّد جميع القادة العرب أهمية مبادرة السلام العربيّة، وأهميّة خيار حلّ الدولتين، وأنّ الحلّ العادل والشامل يكون بتنفيذ قرارات الشرعيّة الدوليّة، وبناء الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م، وعاصمتها القدس. بالاضافة إلى ذلك، انبثق من القمّة عدد من اللقاءات الثنائيّة على مستوى الزعماء العرب، وقد أسهمت هذه اللقاءات فى تقريب وجهات النظر حول مختلف القضايا، الأمر الذى من شأنه أن يسهم فى دفع العلاقات العربيّة العربيّة نحو آفاق أوسع من العمل العربى المشترك. توقعتم قبل بدء القمة أن تحقق مشاركة القادة رقما قياسيا.. على ماذا اعتمدتم؟ اعتمدنا على علاقات الأردن الوثيقة والمتجذّرة مع أشقّائه العرب، وعلى المكانة والاحترام اللذين يحظى بهما، والعلاقة الطيّبة التى تجمع الملك عبدالله الثانى مع جميع أشقّائه. ما هى تلك الأهداف الإعلامية التى وضعتموها لهذه القمة؟ أهمّ الأهداف التى تمّ وضعها منذ البداية تمثّلت فى ضرورة ان يكون الطرح الاعلامى متزنا وبعيدا عن الشعبوية، وأن يعكس الحكمة والبراجماتية للتوافقات والرؤى العربية، وان نخاطب العالم بلغة تعزز قوتنا السياسية والدبلوماسية. وكنا نعى ضرورة الخروج بنتائج تتناسب مع مستوى التحدّيات التى نواجهها كعرب، وأن تسهم هذه القمّة فى تقريب وجهات النظر بين الأشقّاء، وأن نفتح آفاقاً واسعة من الحوار والتفاهم حول مختلف القضايا والتحدّيات التى نواجهها، بالإضافة إلى كسب إجماع عربى حول قضايانا المصيريّة، وفى مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة، مع التأكيد على أنّ اجتماع القادة العرب ومناقشتهم لأبرز والتحدّيات التى يواجهها الوطن العربى هو بحدّ ذاته شيء مهم لمستقبل أمّتنا العربيّة. هل تحققت تلك الأهداف؟ أعتقد أنّ النتائج كانت متميزة، ومن المهمّ التأكيد على أنّ العمل لم ينتهِ بمجرّد انتهاء اجتماع القادة والزعماء العرب، فرئاسة الأردن للقمّة العربيّة ستستمرّ لمدة عام كامل، نأمل خلاله أن نحقّق كامل الأهداف والتطلّعات التى نصبو إليها، والتى من شأنها أن تسهم فى تعزيز العمل العربى المشترك، وحلّ القضايا العالقة، وضمان مستقبل أفضل لمحيطنا العربي. جاء فى تصريحاتكم أن القمة العربية التى تستضيفها الأردن على مستوى القادة والزعماء ليست سياسية فقط، ولكن لها بعدان اقتصادى و اجتماعي، ما الذى أنجزته القمة على الصعيد الاقتصادي؟ بالتأكيد القمّة ليست سياسيّة فحسب، فهناك العديد من الملفّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التى تمّ بحثها، كمشكلة اللاجئين السوريين، وضرورة دعم الدول المستضيفة لهم، بالإضافة إلى تعزيز سبل التجارة بين البلدان العربيّة، وضرورة اتخاذ خطوات جادّة على طريق التكامل الاقتصادى العربي، وتعزيز الاستثمار بين الدول العربيّة، والبحث عن حلول للمشكلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة التى تواجه الوطن العربي، وفى مقدّمتها مشكلة البطالة بين الشباب. كما أنّ القمّة أتاحت الفرصة لعقد عدد من الاجتماعات واللقاءات الثنائيّة بين عدد من القادة والمسئولين العرب، وجرى التفاهم على عقد اتفاقات من شأنها أن تسهم فى دفع علاقات التعاون نحو آفاق أكثر جديّة فى مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. بناءً على طلب الأردن تم إدراج بند اللاجئين والنازحين على أجندة اجتماعات التحضير للقمة، باعتبار هذه القضية واحدة من أهم القضايا التى تهم المنطقة. ما الذى قدمته القمة للاجئين والنازحين؟ القمّة العربيّة وخلال اجتماعاتها على مختلف المستويات ناقشت موضوع اللاجئين فى ظل النزاعات التى تشهدها المنطقة العربيّة، وما خلفته قضيّة اللجوء من أعباء اقتصاديّة واجتماعيّة على بعض الدول وتحديداً الأردن ولبنان، وقد تمّ تبنّى قرار يقضى بدعم هذه الدول كى تتمكن من توفير متطلبات اللاجئين، وهو ما أكّده غالبيّة القادة والزعماء العرب فى خطاباتهم ومناقشاتهم أثناء انعقاد القمّة. أعربتم قبل القمة عن أمل الأردن أن تكون قمة عمّان محطة من محطات العمل العربى المشترك، كم بلغت نسبة تحقيق هذا الهدف؟ لقد كانت قمّة عمّان بالفعل محطة مهمة ومميّزة من محطّات العمل العربى المشترك، فقد اجتمع الزعماء والقادة وكبار المسئولين العرب للحديث وتبادل الرأى والنقاش حول مختلف القضايا التى تهمّهم، وقد أوضحتُ فيما سبق أهمّ النتائج التى آلت إليها القمّة وأهمّ القرارات التى جرى التوافق عليها، وكما أسلفت فإنّ الأردن سيكون رئيسا ًللقمّة لعام كامل، وسنعمل من أجل تحقيق المزيد من الأهداف والتطلّعات. سيتوجه الملك عبد الله الثانى إلى واشنطن، مالذى سيحمله إلى الرئيس الأمريكي؟ من المؤكّد أنّ القضيّة الفلسطينيّة ستكون أولى الأولويّات على أجندة جلالة الملك عبدالله الثانى خلال لقائه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسيطلع جلالة الملك الإدارة الأمريكيّة الجديدة بصورة الأوضاع التى يعيشها الشعب الفلسطينى الشقيق، ومخاطر عدم إيجاد حلّ عادل وشامل للقضيّة الفلسطينيّة، يستند إلى حلّ الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعيّة الدوليّة ومبادرة السلام العربيّة، والدفع باتجاه إعادة الحياة لمفاوضات السلام. أيضاً سيكون هناك نقاش موسّع حول مختلف القضايا التى تعيشها المنطقة، والتى من أهمّها قضيّة انتشار الإرهاب والتطرّف وضرورة تكثيف الجهود الدوليّة لمحاربته.