سيطرت الخلافات على محادثات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وضيفته الألمانية المستشارة أنجيلا ميركل فى البيت الأبيض، على الرغم من أجواء الود والمزاح التى خيمت على المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقداه عقب المحادثات، والذى شهد موقفا محرجا بسبب امتناع ترامب عن تلبية طلب الصحفيين بالتقاط صورة لمصافحتهما. ورغم إشارتهما إلى اجتماع مثمر، تمسك الزعيمان بمواقفهما تجاه معظم القضايا، ففيما يتعلق بقضية التبادل التجارى الحر قال ترامب : «لست انعزالياً، أنا مع التبادل الحر لكن تبادلنا الحر أدى الى كثير من الأمور السيئة»، وذلك فيما بدا أنه رد على ميركل التى تحذر باستمرار من النزعة الحمائية. وشدد على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية فى العقود الماضية، مبديا رغبته فى التفاوض على اتفاقات لا تؤدى إلى «غلق مصانع» فى الولاياتالمتحدة. ومع أن الانتقادات الأمريكية للفائض التجارى الألمانى ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها فى هذا الصدد، فبعد أن أشار مازحاً الى أن «المفاوضين الألمان» قاموا لفترة طويلة ب»عمل أفضل» من نظرائهم الأمريكيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى. وحرصت ميركل - الشخصية المركزية فى الاتحاد الأوروبى والساعية لولاية رابعة فى بلادها - على الإشادة بالاندماج الأوروبي، مؤكدة أن «نجاح الألمان» مرتبط بشكل وثيق بالاتحاد الأوروبي. وقالت «هذا أمر أنا مقتنعة به إلى حد كبير»، فى تحد واضح لترامب الذى كان أشاد فى الأشهر الأخيرة بالخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى ووصفه بأنه «رائع»، بل وتوقع أن تخرج دول أخرى قريبا من الاتحاد. ومع حرص الزعيمين على تفادى الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتى نظرهما كان صارخا فى ملف الهجرة، فقال ترامب إنّ الهجرة «امتياز وليست حقا»، و«أمن مواطنينا يجب أن تكون له دائما الأولوية»، فى حين انتقدت ميركل بشكل مباشر مرسوم ترامب الأخير حول الهجرة. وفى ما يتعلق بحلف شمال الأطلنطى «الناتو»، كرر ترامب «دعمه القوي» للمنظمة، لكنه ألحّ على ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون «حصتهم العادلة فى مجال الدفاع».ولم يتم التطرق علنا الى موضوع المناخ الذى تنوى ألمانيا جعله أحد الموضوعات الأساسية لقمة مجموعة العشرين التى سترأسها فى هامبورج فى يوليو القادم.وكانت الزيارة قد بدأت على نحو عادى بمصافحة بين ترامب وميركل، لكن وبينما كانا يجلسان لاحقاً جنبا إلى جنب فى المكتب البيضاوي، تجاهل ترامب - أم أنه ربما لم يسمع وسط طقطقة كاميرات التصوير - ميركل وهى تعرض عليه المصافحة مرة أخرى. وفى ختام المؤتمر الصحفي، حاول ترامب المزاح دون تفاعل من ميركل، قائلا إنه فى مجال التنصّت من جانب الإدارة الأمريكية السابقة فإنّ لديه ربما «قاسما مشتركا» مع المستشارة الألمانية، ولكن ميركل لم تضحك.