الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
غدًا.. المصريون في الخارج يُصوتون بالمرحلة الثانية بانتخابات النواب 2025
وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية
قطع المياه عن بعض المناطق فى القاهرة غدا لمدة 9 ساعات
نائب رئيس البورصة: نعمل على جذب تدفقات استثمارية جديدة لسوق المال
20 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة
كشف بترولي جديد بخليج السويس يضيف 3 آلاف برميل يوميًا
الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات بمجال التأمين
رئيس كوريا الجنوبية يلقى خطابا فى جامعة القاهرة اليوم
رئيس وزراء السودان يرحب بجهود السعودية وواشنطن لإحلال سلام عادل ومستدام
مصر والبحرين تبحثان تفعيل مذكرة التفاهم لتبادل الخبرات وبناء القدرات بمجالات التنمية
مصر ترحب بقرار "الأمم المتحدة" بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير
نازحو غزة في مهب الريح.. أمطار وعواصف تزيد معاناة المدنيين بعد النزوح
مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية
الشباب والرياضة تُطلق أضخم مشروع لاكتشاف ورعاية المواهب الكروية بدمياط
مواعيد الخميس 20 نوفمبر 2025.. قرعة الملحق العالمي والأوروبي المؤهل لكأس العالم
«السماوي يتوهج في القارة السمراء».. رابطة الأندية تحتفل بجوائز بيراميدز
تذكرتي تطرح تذاكر مباريات الأهلي والزمالك في البطولات الأفريقية
بيراميدز: لا صفقات تبادلية مع الزمالك.. ورمضان صبحي يعود نهاية الشهر
بسبب الشبورة.. إصابة 18 شخصًا فى تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية
الداخلية تكشف حقيقة ادعاء سيدة تعرضت للضرب والتحرش
سقوط أخطر بؤرة إجرامية بمطروح والإسكندرية وضبط مخدرات وأسلحة ب75 مليون جنيه
الأرصاد: ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في هذا الموعد
نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة
أسباب ارتفاع معدلات الطلاق؟.. استشاري الصحة النفسية يوضح
مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه
أخطر حاجة إن الطفل يعرق.. نصائح ذهبية لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد
رئيس الرعاية الصحية يرافق محافظ الأقصر لمتابعة مركزى طب أسرة الدير وأصفون بإسنا.. صور
وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان
حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025
البنك المركزي يعقد اجتماعه اليوم لبحث سعر الفائدة على الإيداع والإقراض
حلقة نقاشية حول "سرد قصص الغارمات" على الشاشة في أيام القاهرة لصناعة السينما
هولندا: ندعم محاسبة مرتكبى الانتهاكات في السودان وإدراجهم بلائحة العقوبات
عيد ميلاد السيسي ال 71، لحظات فارقة في تاريخ مصر (فيديو)
النزاهة أولًا.. الرئيس يرسخ الثقة فى البرلمان الجديد
سعر الريال القطرى اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات
مواجهات قوية في دوري المحترفين المصري اليوم الخميس
الصحة بقنا تشدد الرقابة.. جولة ليلية تُفاجئ وحدة مدينة العمال
اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة
رائد الذكاء الاصطناعي يان لوكون يغادر ميتا ليؤسس شركة جديدة
سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب
أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب
انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب
دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله
زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟
بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة
أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله
أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء
وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي
مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم
خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو
إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني
إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش
دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور
ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار
خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي
عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير
خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده
مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
نحو نقابة مهنية للجماعة الصحفية
محمد فايز فرحات
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 16 - 03 - 2017
ارتبط بحالة الحراك السياسى فى مرحلة ما بعد يناير 2011 الكثير من عدم الوضوح فى أدوار العديد من الفاعلين والمؤسسات.
جاء هذا الغموض كنتيجة طبيعية لعوامل عديدة، تعلق بعضها بحالة «التسييس» الواسعة لمعظم التفاعلات الجارية داخل المجتمع المصري، وتعلق بعضها الآخر بسيطرة تيارات فكرية بعينها على بعض هذه المؤسسات، وميل هذه التيارات بطبيعتها إلى التوسع في عملية «التسييس» تلك باعتبارها شرطا رئيسا للحفاظ على حالة من الزخم حول هذه التيارات، باعتبار ذلك أيضا شرطا رئيسا لبقاء هذه التيارات. وقد مثلت أزمة نقيب الصحفيين وعدد من أعضاء مجلس النقابة خلال شهر أبريل 2016، وجر النقابة والجماعة الصحفية إلي حالة من الصدام غير المبرر، وغير المحسوب، مع مؤسسات الدولة المصرية نموذجا مهما وكاشفا عن هذه الحالة. لقد ركزت العديد من الكتابات السابقة على ما كشفت عنه هذه الأزمة من عدم وضوح طبيعة العلاقة بين النقابة ومؤسسات الدولة وفقا لرؤي هذا التيار، وطريقة إدارة هذه العلاقة في حالة وجود خلافات حادة بين الجانبين،لكن تظل هناك مشكلتان أخريان لايقلان في تقديري- أهمية، كشفت عنهما هذه الأزمة، ويجب استحضارهما ونحن أمام استحقاق انتخابي جديد. الأولي هي عدم وضوح طبيعة ودور نقابة الصحفيين لدي فصيل قُدر له أن يتولي قيادة النقابة في هذه المرحلة. والثانية هي عدم وضوح طبيعةالعلاقة بين النقابة والجماعة الصحفية وضوابط تعبير النقيب ومجلس النقابة عن هذه الجماعة، وضوابط استخدام التفويض الممنوح لهم بموجب صندوق الانتخاب.
لقد ضاعت في سياق طريقة إدارة هذه الأزمة حقيقتان أساسيتان حول نقابة الصحفيين، يجب استحضارهما بقوة ونحن أمام استحقاق انتخابي جديد. الحقيقةالأولى، أنهانقابة تمثل جموع العاملين بمهنة الصحافة، سواء داخل المؤسسات الصحفية القومية، أو الحزبية، أو الخاصة، ومن ثم فإن أول معايير المهنية هنا هي ضرورة أن يعكس مجلس النقابة هذا التنوع المؤسساتي داخل الجماعة الصحفية. وتزداد أهمية هذه النقطة بالنظر إلي جملة التحديات التي تنتظر الجماعة الصحفية بكاملها خلال المرحلة المقبلة، وهي تحديات يرتبط بعضها بمستقبل المهنة، كما يرتبط بعضها الآخر بتحد مهم يتعلق بتراجع الأهمية النسبية لامتلاك الصحف الخاصة بالنسبة للعديد من رجال الأعمال، بل وفقدان بعض هذه الصحف وظيفتها «السياسية» ومبرر وجودها، بالمقارنة بمرحلة مبارك، ويرتبط بعضها الآخر بالتحديات التي تواجه الصحافة القومية. هذه التحديات تعني بوضوح أن الجماعة الصحفية في حاجة إلي نقابة تمثل رقما مهما في مواجهة وإدارة هذه التحديات، وليس رقما في صناعة المزيد من المشكلات؛ نقابة تلعب دورا في إيجاد مناخ إيجابي موات لإدارة هذه التحديات والتي تتطلب حدا أدني من الحوار والتوافق مع صانع القرار، وليس خلق مناخ صراع لن تقف تأثيراته عند حدود مبني النقابة فقط، بل قد يطول مستقبل المؤسسات الصحفية ومهنة الصحافة ذاتها.
الحقيقةالثانية، أنها نقابة «مهنية» - نسبة إلي ارتباطها بجماعة مهنية بعينها-حيث تظل صفة «المهنية» هنا هي المعيار الفاصل والمُميِز بينها وبين الكيانات التنظيمية الأخري، مثل «الأحزاب السياسية» و«جماعات المصالح»، فإذا كانت «السياسية» هي الصفة اللصيقة بالكيانات الحزبية، و«المصالح» -أو «الضغط» وفق تعبيرات أخري-هي الصفة اللصيقة بجماعات المصلحة، فإن «المهنة» هي الصفة اللصيقة بهذا النمط من النقابات. هذاالتمايز في الصفات يستتبعه تمايز مماثل في هوية وأدوات عمل هذه التنظيمات. ولا يعني ذلك أن أيا من جماعات المصلحة أو النقابات المهنية لا تستخدم أدوات ذات طبيعة سياسية بالمعني العام، لكن يظل هناك فارق كبير بين توظيف أدوات السياسة، و«تسييس» العمل النقابي. وعلي سبيل المثال، يكون بإمكان «النقابة المهنية» استخدام ما تتيحه السياسة من أدوات مثل «التفاوض»، أو التأثير علي صانع القرار، أو التأثير علي الرأي العام (وهي أداة لا يمكن توظيفها بدون صورة ذهنية إيجابية لدي الرأي العام حول الجماعة المهنية)،لتحقيق مصالح أصحاب مهنة معينة، لكن عندما يتم تحويل «النقابة المهنية» إلي «جماعة سياسية» أو يتم توظيفها لمصلحة تيار سياسي بعينه، أو أن تسعي إلي تحقيق أهدافها من خلال بناء علاقات تحالف مع تيارات سياسية أو دينية معينة، خاصة إذا كانت من خارج السلطة أو المؤسسات السياسية الرسمية في لحظات محددة، أو يتم اختزال مصالح الجماعة الصحفية في مصالح فئة أو تيار بعينه فإنها تكون قد فقدت هويتها وإحدي سماتها الرئيسية وخطوط تمايزها عن الأنماط التنظيمية الأخري، وتكون قد فقدت قدرتها وأهليتها في التمثيل الحقيقي للجماعة المهنية بتنوعاتها المؤسساتية والفكرية. ولا يدحض من ذلك القول أن نقابة مثل نقابة الصحفيين، علي سبيل المثال، تمثل «مظلة» أو «منصة» للدفاع عن الحريات، فهي كذلك بالفعل ولا يمكن انتزاع هذه الوظيفة الأساسية عنها، ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار الدفاع عن حرية الصحافة وحريات الرأي والتعبير، لا أن تكون «منصة» للتيارات السياسية،وإلا تكون قد تجاوزت دورها وطبيعتها ككيان يمثل جماعة مهنية معينة، وجارت علي أدوار كيانات أخري داخل المجتمع.
والواقع أن تزايد عملية «تسييس» النقابات المهنية وأدوات العمل النقابي في مصر ارتبطت -إلي حد كبير- باستراتيجيات عمل جماعة الإخوان المسلمين خلال نظام مبارك، ضمن استراتيجية الجماعةلاختراق هذه النقابات، وبمرحلة ما بعد يناير 2011 كجزء من حالة السيولة والفوضي السياسية، بشكل عام، وكامتداد أيضا لاستراتيجية الجماعة للهيمنة علي مختلف الفاعلين والأطر السياسية والنقابية خلال تلك المرحلة...إلخ. والواقع أن مبدأ حظر عمل النقابات المهنية بالسياسة هو مبدأ قديم، أرسته العديد من الخبرات النقابية العالمية. وعلي سبيل المثال، نصت المادة 411/1 من قانون العمل الفرنسي الصادر في سنة 1881، علي أن «النقابات المهنية هدفها فقط دراسة والدفاع عن المصالح الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية»، ثم جاءت المادة 3/3 من القانون المعروف ب «قانون 1884» لتنص علي أن «المسائل السياسية والدينية ممنوعة عليها، وأن هذه النقابات لا تستطيع أن تمارس بطريقة مباشرة صناعة ولا تجارة، ولكن تستطيع النقابة تسهيل إنشاء شركات تعاونية». وقد جري العمل بهذا المبدأ في مصر، حيث درجت قوانين النقابات علي حظر عملها بالسياسة. ولم يأت الانحراف عن هذا المبدأ إلا في عقد الستينيات، خاصة موضوع التوجه الاشتراكي وتأسيس الاتحاد الاشتراكي وإعلان الميثاق الوطني في بداية الستينيات، والتعامل مع جميع الفواعل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية باعتبارها أدوات لتحقيق الحلم الاشتراكي.
ووفق العديد من آراء فقهاء القانون فإنه رغم ما بدا عليه ظاهر النصوص القانونية خلال تلك المرحلة من السماح للنقابات بالاشتغال بالسياسة، إلا أن إرادة المشرع انصرفت بالأساس إلي تحويل هذه النقابات إلي مجرد أدوات في يد التنظيم السياسي الوحيد القائم،ممثلا في الاتحاد الاشتراكي، وهو ما تأكد من خلال القوانين المنظمة لعمل النقابات المهنية. وعلي سبيل المثال، حددت المادة الثالثة من قانون نقابة الصحفيين رقم 76 لسنة 1970 أهداف النقابة في ثمانية أهداف،كان أولها «العمل علي نشر وتعميق الفكر الاشتراكي القومي بين أعضائها وتنشيط الدعوة إليه في داخل المؤسسات الصحفية وبين جمهور القراء...». الأمر ذاته فيما يتعلق بقانون نقابة الأطباء رقم 45 لسنة 1969 الذي حددت مادته الثانية أهداف النقابة، والتي كان من بينها «العمل علي نشر ودعم الأفكار والقيم الاشتراكية بين الأطباء والتعبير عن آراء الأطباء في المسائل الاجتماعية والاقتصادية الوطنية». وعلي العكس، فقد كان لصدور قانون المحاماة،والمنظم لنقابة المحامين، خلال عقد الأربعينيات (القانون رقم 98 لسنة 1944) تأثيره في تحديد علاقة النقابة بالسياسة؛ فقد نصت الفقرة الثانية من المادة 109 من القانون علي أنه «يحظر علي الجمعية العمومية ومجلس النقابة أن يشتغلا بالمسائل السياسية، كما يحظر عليهما الاشتغال بالأمور الدينية». كما كان لصدور قانون النقابة رقم 17 لسنة 1983، والقوانين المعدلة له، أي بعد انتهاء حقبة التوجه الاشتراكي، دور في غياب مثل هذه النصوص، تأكيد الطابع المهني والأهداف المهنية للنقابة. ويصدق الاستنتاج ذاته علي قانون نقابة الصحفيين السابق رقم 185 الصادر في سنة 1955 الذي خلا من أي دور سياسي للنقابة وفقا للمادة الثالثة التي حددت وظيفة النقابة في مهمتين أساسيتين، هما «العمل علي رفع مستوي مهنة الصحافة...»، و«تنمية روح التعاون بين أعضاء النقابة والمحافظة علي حقوقهم والسعي في ترقية شئونهم الأدبية والمادية».
غاية القول إن الانحراف التاريخي للنقابات المهنية في مصر بعيدا عن طبيعتها ومسارها المهني جاء بفعل عاملين، أولهما هو تأثير مرحلة التوجه نحو الاشتراكية وتجربة التنظيم السياسي الواحد خلال عقد الستينيات، وثانيهما استراتيجية التنظيمات الدينية، ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين بالأساس، لاختراق هذه النقابات في عهد مبارك، وهي الاستراتيجية التي امتدت إلي مرحلة ما بعد يناير 2011.
وترتبط بالطبيعة المهنية السابقة نقطتان أخريان علي درجة كبيرة من الأهمية والتداخل، الأولي هي مرونة وباراجماتية أدوات العمل النقابي، إذ تسعي النقابات المهنية في الأغلب إلي انتزاع المزيد من الامتيازات، المادية والاجتماعية والمهنية، من صانع القرار، وتعظيم مصالح الجماعة المهنية بشكل عام، الأمر الذي يفرض درجة من المرونة. الثانية، هي الوزن النسبي المهم لاستراتيجية «التفاوض»مع صانع القرار كأداة أساسية لتحقيق غايات الجماعة المهنية. فمع أهمية جميع أدوات العمل النقابي، لكن يظل «التفاوض» هو الأداة المثلي لتحقيق غايات الجماعة المهنية.
وعلي الرغم من أهمية دور الأبنية التشريعية والتنظيمية في الحفاظ علي الطابع المهني للنقابات المهنية، لكن تظل المسئولية الأكبر في الحفاظ علي هذا الطابع هي مسئولية الجماعة المهنية ذاتها، ممثلة في جمعيتها العمومية. وعلي الرغم من أهمية تغيير الإطار القانوني الحاكم لعمل النقابة بما يضمن تحويلها إلي نقابة مهنية بالمعني الدقيق، لكن لا يمكن الوصول إلي هذه الغاية دون وجود نقيب قوي ومجلس نقابة مهني غير مسيس؛فلاشك أن وجود نقيب ضعيف أو سيطرة فصيل سياسي محدد علي مجلس النقابة يزيد من فرص تسييس النقابة وأدوات العمل النقابي، ويزيد من فرص اختطاف النقابة لتحقيق مصالح تيار سياسي بعينه، علي نحو سينعكس في التحليل الأخير علي طبيعة التعديلات التي يمكن إدخالها علي الإطار القانوني القائم أو ربما تطور مصلحة في عدم المساس بهذا الإطار.
لمزيد من مقالات د. محمد فايز فرحات
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أزمة نقابة الصحفيين.. بين السياسة والقانون
أزمة نقابة الصحفيين.. بين السياسة والقانون
انتخابات الصحفيين
عمرو بدر ل«البديل»: دوافع مهنية وراء ترشحي لانتخابات «الصحفيين»
نقابة الحرية
أبلغ عن إشهار غير لائق