انطلقت أمس فى العاصمة الكازاخستانية الآستانة الجولة الثالثة من مفاوضات السلام السورية «آستانة 3» حيث عقدت اجتماعات استشارية ثنائية وثلاثية للوفود المشاركة فى ظل غياب المعارضة. وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية عن وصول وفود كل من روسيا والولايات المتحدةوتركيا وإيران والأردن والحكومة السورية للمشاركة فى المفاوضات، مشيرة إلى توقع وصول وفد الجبهة الجنوبية كممثل وحيد عن فصائل المعارضة السورية المسلحة. وأكد خيرت عبد الرحمانوف وزير الخارجية أن بلاده مستعدة لاستضافة المفاوضات فى حالة تمديدها، موضحا فى الوقت ذاته أن التمديد ليس اختصاص الجانب الكازاخستاني. وقال عبد الرحمانوف إن «من بين المسائل المطروحة على جدول أعمال هذه الجولة تلك التى تتعلق بالاتفاق حول وضع خريطة للفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة، والمناطق المشاركة فى الهدنة وإنشاء فريق عمل بشأن تبادل المعلومات الخاصة بالأسري». وأضاف «كما سيدور الحديث عن مسألة إزالة الألغام فى المنشآت الإنسانية، بما فى ذلك المواقع الخاضعة لحماية منظمة اليونسكو. إضافة إلى المسائل العسكرية البحتة بمشاركة الخبراء فى هذا المجال». وعقب لقائه مع الوفد الروسي، أعلن بشار الجعفرى رئيس وفد الحكومة السورية أن دمشق تسعى فى هذه الجولة قبل كل شيء إلى إجراء مباحثات مع روسيا وإيران من أجل الوصول إلى صيغة فصل الفصائل المسلحة عن الإرهابيين. وقال الجعفرى للصحفيين إن لقاءه مع الوفد الروسى «كان جيدا»، موضحا أن الجانبين بحثا جدول أعمال الجولة الجارية والوضع الحالى فى سوريا.وأضاف أن وفد الحكومة السورية لم يبحث مع الجانب الروسى بعد وضع أى وثيقة، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يحدث فى وقت لاحق.وهاجم الجعفرى تركيا، وأوضح أن أنقرة يجب أن تتحمل المسئولية عن عدم حضور المعارضة إلى الآستانة، وذلك باعتبار تركيا دولة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، والذى تتحدث المعارضة عن خروقات له. وعلى صعيد متصل، سادت حالة من الغموض إزاء مشاركة المعارضة فى محادثات الآستانة حيث أشارت وكالة «إنترفاكس الروسية» نقلا عن مصدر دبلوماسى قوله إن وفدى المعارضة السورية المسلحة - الممثلاين للفصائل المتمركزة فى شمال وجنوب سوريا - لم يتخذا بعد قرارا حول المشاركة فى المفاوضات، مضيفا أن هناك احتمال عدم وصول ممثلين عن المعارضة المسلحة إلى العاصمة الكازاخستانيه. ومن جانبه، نفى مصدر فى «الجبهة الجنوبية» المعارضة فى حديث للوكالة إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع دمشق فى الآستانة، فى حالة ذهابه. وفى السياق نفسه، أكد الرئيس السورى بشار الأسد أمس الأول أن الحصار الغربى والأوروبى ضد سوريا يلعب دورا مكملا للدمار والقتل الذى يرتكبه «الإرهابيون» فى دفع السوريين إلى مغادرة بلادهم إلى أماكن أخرى مثل أوروبا. وقال الأسد فى تصريحات لوسائل إعلام أوروبية نقلتها وكالة «سانا» للأنباء السورية إن «الأولوية بالنسبة للشعب السورى الآن هى محاربة الإرهاب والتخلص من المتطرفين،وأضاف أنه منذ بدء روسيا غاراتها الجوية على داعش بالتعاون مع الجيش السورى فى حربنا ضد الإرهابيين، وهم فى حالة انحسار، أما قبل ذلك فقد كان هناك ما يسمى التحالف الأمريكى أو الغربى ضد داعش، وهو تحالف تجميلى».