فى ظل الإنتشار الواسع لروايات الأدب الوثائقى التى ترسخ للواقع الفعلى وتعبر بقوة عن الأحداث الدراماتيكية المتلاحقة لمشكلات العصر تأتى رواية "جورنيكا" لترسخ لدرب من دروب الأدب الواقعى فى صورة مبسطة ، تجمع بين الأدب والخيال التاريخى والسياسى وتمزج بين العلم والخيال من خلال إستدعاء الكاتب لشخصيات تاريخية وإعادتها للحياة من جديد ، وتضع الرواية القارئ أمام تصور إفتراضى بإستنساخ شخصيتى الزعيمين عبدالناصر والسادات ، وكأنه يستدعى حلم القومية العربية فى شخص عبدالناصر الذى تعلقت به قلوب غالبية العرب من المحيط إلى الخليج ، ويستدعى كذلك روح القوة بنصراكتوبر العظيم فى صورة قائدها أنور السادات ، ويستطرد الكاتب عبر أحداث الرواية بتزويد الشخصيتين بالمعلومات المستحدثة عن أحوال الوطن العربى وثوراته والأحداث المتلاحقة وما خلفته من تداعيات على الشعوب ، ثم يتطرق إلى إجراء العديد من الحوارات مع الزعيمين خالدى الذكر وإستعراض إستشرافهما للعديد من الأحداث المستقبلية ، ثم يبدأ يطلق العنان لتفسيرات الخيال السياسى بكافة صنوفه والتى قلما توجد فى الأدب العربى ، فإستطاع الكاتب ان ينتقل بمهارة إبداعية للجانب التوثيقى للأحداث التى مرت بها مصر والوطن العربى ، مرورا بالتوقعات ووصولاً إلى قراءة متأنية للواقع مشتملاً على تقييم تحليلى للأحداث ، لاسيما ان أهم ما يميز رواية "جورنيكا" عن غيرها من الروايات هو كونها وثائقية تاريخية خيالية ، بالإضافة إلى أنها إستشرافية للعديد من الأحداث المستقبلية المستوحاة من الواقع ، بل يُعد موضوع "جورنيكا" بمثابة رسالة وطنية خالصة للتأكيد على وحدة العرب وتلاحمهم ، وأمل فى عودة روح القومية العربية من جديد [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف;