استضافت دار الأوبرا المصرية ندوة حول رواية «جورنيكا» للأديب هشام فياض، وذلك بحضور نخبة من كبار المفكرين والأدباء، وأدار الندوة إبراهيم عطية رئيس اتحاد كتاب مدن القناة وسيناء، حيث وصف الرواية بأنها تعكس ثقافة كاتبها وقدرته الإبداعية وتدرجت بمستويات متباينة ما بين الواقع والخيال. وفى كلمته قال د. حسين محمود عميد كلية الآداب جامعة بدر إن الكاتب وفق فى اختيار تكنيك الرواية، حيث قدم فكرة خيالية مزجها بالواقع ووثق لها بالتواريخ والأحداث، مختلقا مواقف وشخصيات وهمية، مشيرا إلى ان البداية جاءت بالإعلان عن نجاح تجربة استنساخ نعجة, وقد جعلها الكاتب المفتاح الذى فتح به الباب لتوظيف الخيال لاستنساخ ما يريد، ثم استدعى إلى الزمن الحاضر شخصيتين تاريخيتين هما الرئيسان عبد الناصر والسادات. وعن اسم الرواية، أضاف أن الكاتب اختار لروايته اسم بلدة إسبانية دمرتها الحرب الأهلية، ورسم لوحة عنها بابلوبيكاسو الفنان التشكيلى الإسبانى العالمى عبر فيها عن الدمار العبثى، فأراد الكاتب بالعنوان الإشارة إلى خلاف أهلى محتدم بين أبناء الوطن الواحد، وأوضح محمود أن السرد فيها لم يعمد إلى اجترار التاريخ وإنما أراد ان يحل طلاسم الواقع اللامعقول الذى نعيش فيه. فهى رواية خيال تاريخى، تتعلق بإعادة النظر فى حقبة من تاريخ مصر، كذلك هى رواية خيال سياسى. ومن المعروف ان روايات الخيال السياسى ليست موجودة فى الأدب العربى على نحو كبير وإنما هى معروفة فى الآداب الغربية, كالروايات التى تنبأت بانهيار الاتحاد السوفيتى أو التى تحدثت عن سيناريوهات المستقبل فى إفريقيا والصين. وقالت الناقدة د. نوران فؤاد إن الفكرة رغم انها تنتمى لأدب الخيال العلمى: وهى استنساخ الزعيمين الراحلين ناصر والسادات، فإن الكاتب استطاع ان ينتقل بمهارة إبداعية للجانب التوثيقى للأحداث التى مرت بها مصر والوطن العربى، مرورا بالتوقعات وقراءة المستقبل من خلال تحليله التفصيلى للأحداث، وأضافت ان انتماء الكاتب للجاليات المصرية التى هاجرت إلى أوروبا وعاشت فى مجتمعاتها واندمجت فيها، أثرت على كتاباته وجعلته يكتب من منظور خارجى ذى رؤية واسعة وبإحساس الحنين للوطن لدى المهاجر. وصنفت الكاتبة هالة فهمى الرواية بأنها وثائقية تاريخية خيالية، وبأنها كذلك استشرافية, تنبأت بالعديد من الأحداث التى تحقق بعضها بالفعل، وأضافت أن موضوع «جورنيكا» يهدف فى المقام الأول إلى عودة الروح المسلوبة لوطن منزوع القومية والهوية، ومن أجل عودتهما كان لابد من إعادة انتاج الماضى.